في ظل التحولات والتحديات التي تواجه قطاع الصحافة والإعلام في المغرب، معنا في هذا الحوار شخصية غنية عن التعريف .. شخصية ذاع صيتها في مجال الصحافة والإعلام والعمل الميداني، وسجلات وزارة الاتصال، التي يحمل فيها رقم 2411 منذ عهد الوزير المرحوم العربي المساري، تشهد على خبرته ونضاله، إنه الأستاذ محمد زمـران، الأمين العام الحالي للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة

  في هذا الحوار، كشف لنا ذ. زمـران عن آفاق الواقع الإعلامي والصعوبات التي يعانيها خدام مهنة المتاعب، وأهمية دور النقابات في الدفاع عن حقوقهم، وكذا القضايا التي تخص النقابة التي يرأس أمانتها في الهوية والمرجعية القانونية والأهداف، انسجاما مع القيم التي توجه النقابة في تواصلها مع محيطها الاقتصادي والاجتماعي، والتي توجه كافة أطرها ومناضليها على جميع المستويات، وفي أفق إبراز الخلفيات التي تؤطر نضالها من أجل عموم الفاعلين في القطاع الإعلامي بكافة وسائله .. المكتوبة .. المسموعة .. المرئية والالكترونية، وفيما يلي ملخصا لهذا الحوار الذي أدارته رشيدة بنعامر، عضو هيئة تحرير جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة

1 – ماهي أهداف النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة ..؟

* من أهداف النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، الدفاع عن حقوق المنضوين تحت لوائها .. حمايتهم وتحسين ظروف عملهم، كما المحافظة على الاستقلالية

2 – لماذا جعلتم على رأس هيكلة النقابة أمانة عامة شبيهة بهياكل الأحزاب السياسية، وليس بشكل تقليدي كنقابة، كما هو مألوف، هل هو حنين مفقود في مسار سياسي طويل، أم هذا الاسم جاء عفويا ..؟

* نعم، جعلنا على رأس نقابتنا المستقلة للصحافيين المغاربة، أمانة عامة، كما هو قائم في الأحزاب السياسية، ليس من أجل التقليد النمطي في تدبير الشأن النقابي، ولكن في سبيل إبراز مقومات القيادة الجماعية المتسمة بروح الفريق، المعبر عن الإرادة الجماعية لكل المنخرطين في النقابة

3 – ما هي توجهاتكم الكبرى وأنتم تتحملون المسؤولية على رأس هذه النقابة بعد رحيل المغفور له ذ.فريد قربال، وما هي أدوات عملكم  ..؟

 * طموحات مكتب الأمانة العامة الذي خلف الراحل ذ. فريد قربال رحمة اللـه عليه ورضوانه بسيطة، ولا يتجاوز حلم جميع مؤسسيها ومنخرطيها وأنصارها في أن تكون هذه النقابة قوة اقتراحية ونضالية حقيقية في المشهد النقابي والسياسي والمدني، وأن تكون أداة فعالة في حماية مصالح وحقوق منخرطيها القانونية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، ومكرسة لدورها التنظيمي والنضالي الديمقراطي والحداثي، وفي محاربة الفساد والانتهازية في جميع أنماط السلوكات الإعلامية، وستكون قمة هذا الحلم بالنسبة لمنخرطي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في النجاح في أداء الدور المطلوب منها في الحماية القانونية، وتكريس أخلاقيات المهنة، والتكوين المستمر، وإشاعة الثقافة التنويرية الحداثية في صفوف مكوناتها وفي المجتمع، وأخيرا العمل على دسترة الصحافة كسلطة رابعة في نظامنا الدستوري

4- في ظل التطورات، كيف تصف لنا أستاذ الوضع الحالي لمجال الصحافة والإعلام في المغرب من وجهة نظر نقابية ..؟

* الوضع الحالي معقد ومتعدد الأوجه رغم التطور والتعددية الإعلامية، خصوصا مع الإعلام الرقمي، هناك ضغوط سياسية واضحة على بعض الوسائل والصحافيين .. مواضيع حساسة مثل الفساد والحريات التي تواجه رقابة ضمنية وضغوط قانونية، ما يقيد حرية التعبير ويجعل ممارسة المهنة صعبة

5 – ماذا عن حقوق الصحافيين وظروف عملهم ..؟

* للأسف، ظروف العمل صعبة، مع أجور منخفضة وعقود غير مستقرة .. من جانبنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نضغط ما استطعنا لتحسين الأوضاع وتشجيع إطار قانوني يحمي الحقوق

6 – ما هو دور النقابات في مواجهة هذه التحديات ..؟

* النقابات تبذل كل جهد ممكن، لكن أحيانا تبدو الآذان صماء

7 – ما هي أبرز التحديات التي تؤثر على حرية الصحافة في المغرب ..؟

* يجدر القول إن القطاع يواجه واقعا معقدا رغم التوسع في الوسائل الإعلامية وتنوعها، وأن هناك ضغوط سياسية وقانونية تؤثر على حرية التعبير، خصوصا فيما يتعلق بالمواضيع الحساسة، مثل الفساد ومنتهكي الحقوق .. هذا الواقع يحد من قدرتنا على التعبير الحر، ويطرح تحديات جدية أمام الصحافيين مما يحد من حريتهم

8 – ما السبيل الوحيد لمساعدة المهنيين على أداء رسالتهم بحرية وأريحية ..؟

* نحتاج إلى تعزيز تآزر المؤسسات الصحافية وتمكين الصحافيين من ممارسة عملهم بحرية كاملة، دون خوف أو قيود تعيق حرية التعبير، مع تطوير قوانين تحميهم من التضييق والتدخلات، وتحديث المنظومة القانونية والمهنية لضمان إعلام مسؤول وموضوعي يعكس هموم المواطن ويعزز الديمقراطية

9 – تناهى إلى علمنا أنكم في النقابة  المستقلة للصحافيين المغاربة قدمتم عدة طلبات للقاء مع المسؤول الأول عن قطاع التواصل، فهل من جديد بشأن هذه الطلبات ..؟

* بالفعل، منذ تحمل السيد محمد المهدي بنسعيد حقيبة الاتصال، قدمنا الكثير من طلبات للقاء معه لمناقشة قضايا مهمة تخص الصحافيين وحرية الإعلام، لكن للأسف لم نتلقَ أي رد، على عكس الوزير الأسبق السيد محمد لعرج، الذي عقدنا معه سبع لقاءات متتالية

10 – كيف يؤثر عدم تجاوب المسؤولين على وضع الصحافيين ..؟

* هذا السلوك يزيد الإحباط ويضعف الثقة بين الصحافيين والسلطات المختصة، مما يعرقل تحسين ظروف العمل وضمان حرية التعبير، ويعكس عزوفا غير مبرر عن الحوار ويزيد تعقيد الوضع بسبب غياب الحوار البناء

11 – هل هناك إرادة سياسية حقيقية لإصلاح القطاع ..؟

* توجد بعض الإشارات الإيجابية، لكن الوضع يحتاج للاستمرارية في الإجراءات وفتح حوار مسؤول وشامل مع النقابات

12 – ماذا تطالبون في المرحلة القادمة ..؟

* نطالب بتحديد موعد واضح للقاء المسؤولين لمناقشة إصلاحات قانونية فورية وضمان آليات حماية فعالة للصحافيين من المضايقات، وأمور أخرى متضمنة في الملف المطلبي المقدم إلى الوزارة الوصية للنظر فيه ومناقشته

13 – خلاصة القول، ما هي مطالب هذه النقابة من الدولة والمجتمع، أو بالأحرى ما الهدف من تأسيس نقابتكم  ..؟

* النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، كائن نقابي مشروع، ولا يختلف في شرعية وجوده القانوني عن بقية النقابات، التي تؤثث المشهد النقابي الوطني .. وهذه النقابة، ولدت لتكون أداة قانونية للسهر وصيانة حقوق كافة العاملين بالمهن الإعلامية من جهة، ولممارسة دورها في تنوير المجتمع، الذي تنتمي إليه، والتعبير عن انشغالاته وتطلعاته، والارتقاء بالمنتوج الإعلامي لكي يمارس وظائفه كنبض للمجتمع، وكسلطة رابعة حقيقية وفاعلة .. وبالتالي، هي إطار مؤسساتي دستوري لترجمة وتفعيل مهامها في الحرص على حقوق ومصالح المنتمين إليها، وتكريس دورها المجتمعي في إطار النظام السياسي الدستوري الوطني القائم

14- في الختام، ما هي وجهة نظركم حول دور التكوين في تطوير مهارات الصحافيين ..؟

* التكوين ضروري جدا لتطوير مهارات الصحافيين، خاصة في مجالات مثل الصحافة الاستقصائية والإعلام الرقمي، كما يجب أن تكون البرامج والندوات متاحة للجميع داخل وخارج الوطن، لضمان تأهيل المهنيين للتعامل مع التحديات المهنية المتغيرة