أخبارالصحة

فوضى التنظيم تفقد القوافل الطبية معناها الإنساني

‏تالسينت – ميمون بوركبة

‏في منطقة تالسِينت، بين الفينة والأخرى، تُبرمج قوافل طبية بهدف التخفيف من معاناة الساكنة مع ضعف البنية الصحية وقلة الأطر الطبية والتجهيزات .. هذه القوافل، ورغم طابعها الإنساني المحمود، لا تمر غالبا دون أن تخلف وراءها الكثير من التذمر والاستياء وسط المواطنين، لا بسبب قدومها، بل بسبب طريقة تنظيمها وتدبيرها

‏من حيث المبدأ، لسنا ضد مجيء القوافل الطبية، بل نُشيد بكل جهد يُبذل للتخفيف من معاناة المواطنين، خاصة أولئك الذين لا قدرة لهم على السفر أو دفع تكاليف العلاج .. لكن، يجب أن يكون واضحا أن القوافل ليست حلاً، بل مجرد ترقيع ظرفي لواقع صحي هش

ما نريده، وما يجب أن يُناضل من أجله، هو تعزيز مستشفى تالسِينت بالتجهيزات الضرورية والأطر الطبية القارة، حتى لا نكون في كل مرة في انتظار “الفرج” عبر قافلة

‏الخلل لا يكمن فقط في محدودية الإمكانات، بل يتجلى أساساً في كيفية تنظيم هذه القوافل التي قبل وصولها، يُطلب من المواطنين التسجيل عبر لوائح في المستشفى .. لكن، المفارقة أن هذه اللوائح، ورغم كل الجهد، تتحول لاحقاً إلى مجرد أوراق لا يُعتد بها، حيث يُعتمد على نظام “الأرقام” لحظة وصول القافلة، ويتم توزيعها بعشوائية تامة أو وفق معايير مشبوهة .. محاباة، زبونية، ومعارف

‏وهنا يُطرح السؤال: ما جدوى تسجيل الناس مسبقاً، إذا كانت أولوية الاستفادة تُمنح لاحقاً لمن يحصل على رقم ..؟

ولماذا لا تُوزع هذه الأرقام نفسها عند التسجيل، بطريقة واضحة ومنظمة، تحفظ كرامة الجميع وتضمن تكافؤ الفرص ..؟

‏للأسف، يستفيد البعض من هذا الخلل المتعمد، فيحتفظون بأرقام إضافية، ويوزعونها على أقاربهم أو معارفهم، بينما يُترك المواطن البسيط الذي لا سند له، يتخبط في الانتظار، وربما يُغادر دون أن يُعالج

‏من أجل تجاوز هذه الممارسات، نقترح إشراك شباب المنطقة، في تنظيم وتسيير هذه القوافل، ليس فقط للقطع مع العشوائية، بل لضمان الحياد والنزاهة في توزيع الخدمات، حتى يصل كل ذي حق إلى حقه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق