أخبارملفات و قضايا

حتى لا تخسر يا أخنوش ثقة المواطنين ويتحول دعـمهم إلى المطالبة برحيلك ..!

أخنوش .. ربما شعورك بقوة الضربة القاضية ضد حزب العدالة والتنمية سيحول هذا الشعور بالقوة وجنونها إلى النقيض وتخسر بسرعة الثقة الانتخابية الهائلة التي حصلت عليها في انتخابات 08 شتنبر الماضي، بعد أن بدأت بتخريب وتجاهل التزاماتك في الحملة الانتخابية، التي لا يوافقك عليها التحالف الحكومي، الذي قد ينفجر في أي لحظة، نتيجة تسرعك في القرارات المرفوضة من عموم المواطنين، كفرض جواز التلقيح، والإبقاء على تحرير الأسعار الذي أقرته حكومة العثماني قبل رحيلها .. هذه القرارات الاستفزازية التي توضح بالملموس افتقارك للتوازن والمعرفة والخبرة والبطانة الحزبية الصالحة، والحوار مع باقي مكونات المجتمع ومنظماته

إنك يا أخنوش معني بصحة المواطنين وأمنهم الاقتصادي والاجتماعي، وجودة خدمات المرفق العام، فماذا يعني الإبقاء على الزيادات الأخيرة في الأسعار ..؟ وفرض الجواز التلقيحي على المواطنين ..؟ وإياك أن تعتقد أن المواطنين سلموك أعناقهم على شيك أبيض .. فكل تصرفاتك من موقع رئاسة الحكومة محسوبة عليك، وإن كنت تتباهى بإيمانك بالاختيار الليبرالي الديمقراطي الاجتماعي، فعليك الالتزام به في تدبير الشأن الحكومي .. وبدون احترام ثقة المواطنين سيتحول دعـمهم إلى المطالبة برحيلك .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أنك تتذكر مقاطعة المغاربة للحليب، الذي اضطر الشركة إلى مراجعة السعر واحترام إرادة المغاربة

لن نردد مرة أخرى ما كنا حريصين في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، على طرحه على العثماني وقيادة حزب العدالة والتنمية، من أن سوء الوعي بانتظارات المغاربة من الحكومة في الصحة والتعليم والشغل والسكن ومنظومة الحقوق السياسية والقانونية والمدنية ينالون بسببها العقاب في الانتخابات .. فإياك يا أخنوش، الاعتقاد بأنك تملك مفاتح استمرار الثقة العفوية في الرهان على قراراتك التي يرفض المغاربة تداعياتها التي بخرت القوة الشرائية، و وضعت السلم الاجتماعي على كف عفريت، لا يمكن أن يهضمها المحسوبون على فقراء الوطن، بما فيهم الطبقة الوسطى التي احترقت في هذا الواقع الاقتصادي الكارثي، الذي لم يكن التجمع الوطني معه منذ انطلاقه في عشرية حزب العدالة والتنمية

أخنوش .. لا يمكن الاطمئنان للأغلبية المريحة التي يقودها التحالف الحكومي الثلالثي اليوم، الذي ظهرت معالم فشله في تدبير مواجهة الجائحة واستمرار النهج الإقصائي للفئات الهشة، عبر شرعنة الزيادة في الأسعار .. خصوصا، في المحروقات التي كنت تستفيد منها .. ونظن أنك ستتعرض للإدانة والرفض من كافة الذين ساندوك بما فيهم المحسوبون على حزبك، لأن الرهان على الارتجال والتسرع في اتخاذ القرارات لن يؤمن لك المناخ الملائم لترجمة وعودك الانتخابية، والقدرة على إنجاز برامج النموذج التنموي .. وبالتالي، تعميق المصالحة مع المواطنين الذين رفضوا استمرار مهزلة تدبير حزب العدالة والتنمية

 ونظن أيضا، أن أخنوش إذا اعتمد على الحوار المسؤول والجاد مع كافة النخب المجتمعية، سيوفر له ما كان ينقص حكومة العثماني، لأن المسؤول الناجح في أي مجال لا يمكن أن يصل إلى هذه الدرجة إذا راهن على السلطوية والتوغل في الاعتماد على نفسه في تدبيره لأي مجال، فبالأحرى الشأن العام الذي يتطلب الإنصات والحوار والبحث عن الإقناع بدون ضغوط يمكن أن تخرب وتفسد العلاقة مع المواطنين

إن الترجمة لمصداقية حكومتك يا أخنوش في المائة يوم الأولى، تفرض نفسها من خلال قرارات عربون الثقة التي يجب أن تكون ضد إرث حكومة البيجيدي الغير مأسوف على أخطائها، التي بخرت السلم الاجتماعي وضاعفت الديون على الوطن، وفاقمت أزمة الخدمات في قطاعات التعليم والصحة والشغل والسكنى، وآخرها المس بالقوت اليومي لفقراء الوطن، الذين تضاعفت نسبتهم في القاعدة التي يقوم عليها الهرم الاجتماعي الوطني، والتي برزت في اكثر من 50 %  من الذين لم يعودوا قادرين عن الحصول على الحد الأدنى من القدرة الشرائية لمواجهة مسلسل تحرير الاقتصاد الوطني في الأسعار والإنتاج والتمويل، فبالأحرى ضمان السلم الاجتماعي في الوطن، التي كشفت تداعيات كوفيد 19 عن آثارها الملموسة .. لذلك، نقول لأخنوش، إن التحرك لوقف الأزمة التي تتناسل نتائجها، يقتضي تداركها بالوقف الفوري للقرارات التي أصدرتها حكومة حزب العدالة والتنمية قبل رحيلها، وإعادة الأمل في العمل الحكومي الذي لم يعد قادرا على استمرار وتحسين ثقة المواطنين التي قد تتلاشى سريعا  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق