متفرقات

هل الأمازيغية لغة ثانية في فرنسا بعد اللغة الفرنسية، كما قال عصيد ..؟!

LAFDALI

عبد الصمد لفضالي

في ندوة تحت عنوان ” الهجرة في ظل مقاربة حقوق الإنسان ” التي نظمت في إطار فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان “انموكار” بمدينة الحسيمة، قال أحمد عصيد عضو المرصد الأمازيغي للحقوق و الحريات، بأن الأمازيغية تعتبر اللغة الثانية في فرنسا بعد الفرنسية تظرا للعدد الكبير للمهاجرين الأمازيغ الوافدين عليها، و نسي هذا ” المفكر الفيلسوف “بأن المهاجرين الأمازيغ يتكلمون العربية، بحكم نشأتهم في دول شمال افريقيا وتعاملهم و تعايشهم مع مواطينهم من أصول عربية، و كذلك بحكم أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية الأولى التي يتم تدريسها و الدراسة بها بهذه الدول التي نشؤوا بها، و هكذا إذا أضفنا إلى هذه الشريحة الأمازيغية التي تتكلم العربية، العدد الهائل من المهاجرين العرب و غيرهم من الأفارقة و الأسيويين الذين يتكلمون العربية بسبب انتمائهم إلى الأمة الإسلامية، نجد أن الأمازيغ المعربون جزء من كل الذين يتكلمون العربية بفرنسا، و هكذا ستكون اللغة العربية حتما و منطقيا هي اللغة الثانية بفرنسا بعد اللغة الفرنسية.

كما أنه صرح بأن سوريا و العراق لن ينعما بالإستقرار ما داموا لن يفصلوا الدين عن السلطة و اتباعهم المنهاج العلماني كتركيا، و أضاف بأن السنة تنفق الملايير من أجل الحكم، ونفس الشيء بالنسبة للشيعة، و قال كذالك بأن السعودية تنفق الملايير من أجل نشر قانون البدو، نعم هذا كلام جميل، و لكن لماذا يتجاهل هذا “المفكر العبقري ” بأن التعصب العرقي لا يقل خطورة على التعصب المذهبي، و أن الفتنة لا تكمن في اختلاف الآراء والمذاهب، و لكن تكمن في أولائك الذين يستعملون هذه الاختلافات من أجل إذكاء الفتن، و الأخطر من كل هذا أولائك العملاء المحليين، الذين يتم تجييشهم لمصالحهم الإنتهازية على حساب استقرار أوطانهم.

إن تسمية أحمد عصيد لمرصده ب ” المرصد الأمازيغي للحقوق و الحريات ” لا تهدف إلا إلى هدف واحد، و هو محاولته التمييز بين المغاربة من أصول أمازيغية، و غيرهم من أصول غير أمازيعية. فإلى ماذا يسعى المتعصبون العرقيون ..؟ و ماذا سيستفيد العباد و البلاد من تعصبهم العرقي ..؟ في حين أن المجتمعات المتقدمة و العريقة في الديمقراطية أضحت تستقطب و تمنح الجنسية لكل من يساهم في رقيها و ازدهارها، ولو كان أصله من جزيرة ” الوقواق “، كما أن هذه المجتمعات تعتبر كل تعصب عرقي أو مذهبي سببا من أسباب التخلف التي كانت تعيشه هذه المجتمعات في القرون الوسطى، و ما التعصب العرقي النازي عنا ببعيد.

إن ما يجب أن يعرفه السيد أحمد عصيد، هو أن الاجيال الجديدة نشأت من تصاهر الأمازيغ و العرب بدون تمييز أو تصنيف، و أن المهاجرين الذين يتكلم عليهم هذا “الفيلسوف “تأثروا بالثقافة الأوروبية التي تخطت الخرافات العرقية و الطائفية، و أنشأت إتحاد أوروبي بعملة موحدة و سياسة متناسقة من أجل تكثل إقتصادي قوي، استعدادا للتحديات المستقبلية، بينما ” فلاسفة ومفكرو ” اخر الزمان و بدون أدنى دراية إقتصادية أو علمية يريدون أن يعودوا بنا إلى العصور المظلمة من التاريخ البشري، هل من حياة أو حياء لمن ننادي ..؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق