تمر الأيام  والشهور، ويأتي يوم غد السبت 13 شتنبر 2025، الذي يخلد الذكرى الأولى لرحيلك يا زميلي العزيز، يا إنسان الحياة والإلهام، يا من كنت نموذجا للمناضل السياسي الشرس، والصحافي المسؤول، الذي كان همه الوحيد النهوض بأخلاقيات المهنة وترسيخها، والمثقف الكفء والمدافع الأمين عن حقوق المناضلين، إضافة لما كنت تتميز به من أخلاق رفيعة وقيمٍ إنسانية مثلى

 أجل، تحل الذكرى الأولى لرحيلك يا من كان اسمك وأنت على قيد الحياة، ذ. فريد قربال .. تأتي هذه الذكرى الأليمة، وأنا لا أستطيع أن أصدق حقيقة فقدانك، أو أن النضال الذي خضناه معا طوال 25 سنة مضت في صفوف النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة قد تبدد الآن

 في هذه الذكرى الأولى الحزينة، تتدفق في ذهني ذكرياتنا الجميلة واللحظات السعيدة التي نسجناها معا، والتي لن تمحى أبدا .. أجل، سأظل أحمل ذكراك غرسا لا يذبل ما دامت نبضات قلبي مستمرة، حيث تبقى الأحلام حية والأمل لا يموت

زميلي العزيز، كم كانت حياتك قصيرة .. لكنها، كانت مليئة بالعطاء والحب والنضال من أجل مبادئنا وأحلامنا الصحفية ..  لقد تركت فراغا كبيرا في حياتنا وفي الساحة الصحفية والإعلامية الوطنية، وغيابك فجأة ترك أثرا عميقا في قلوب كل من عرفوك وأحبوك، أو عاشروك عن قرب وتعرفوا عليك

في هذه اللحظة، أود أن أخبرك وأنت في دار الخلد، المكانة العالية والمباركة بين يدي الباري سبحانه وتعالى، بأن ذكراك لا تزال تنبض في قلوبنا، وأن محبتنا لك لا تزال حية لا تنطفئ

 أخبرك، بأني سأعمل أنا الذي خلفتك على رأس الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي كُنْتَ من أبرز المنظمين لفعاليات مؤتمرها التأسيسي، خلال العشرية الأخيرة من القرن الماضي، حيث لعبت الدور الكبير في سبيل لَمِّ شمل ثلة من المهنيين

 نعم، سأعمل بجد على أن أكون قويا وعلى قدر المسؤولية التي تركتها في عنقي، سأسير بمشيئة اللـه ثابت الخطى رغم كل التعب .. مستمدا الإلهام من كل لحظة عشناها، حيث كنا نؤكد على عزيمتنا في مواصلة المسير نحو التميز والنجاح .. أجل، سأحتفظ بكل الذكريات الثمينة التي شاركناها، وستكون لي مصدر إلهام، ودافعا للاستمرار في طريقنا الذي كان مشتركا

رحمك اللـه يا زميلي العزيز وجعل مثواك الجنة، وأعدك أن ذكراك ستظل نابضة في قلوبنا لا تنسى أبدا، كما  أعاهدك أن تبقى صورتك حية في وجداننا مدى الحياة  واسمك سيبقى علامة مضيئة في سماء الصحافة والإعلام المغربي

 ختما، أتوسل إلى اللـه تعالى، أن يتغمدك بواسع رحمته، ويرزقك الفردوس الأعلى، إنّه ولي ذلك والقادر عليه، وأن يمطرك شآبيب مغفرته ورضوانه، وأن يجزيك أحسن الجزاء عما أسديته من أعمال جليلة لوطنك، وأن يرفع مقامك في جنة النعيم، برحمته الواسعة، جزاء على ما قدمت بين يدي ربك من صالح الأعمال، لأن اللـه لا يضيع أجر المحسنين .. وإنا للـه وإنا إليه راجعون