أخبارحوادث

إطلاق النار باليوسفية هل هو واقعة عابرة أم إنذار مبكر ..؟!

ذ. يوسف الإدريـــــسي

شهدت مدينة اليوسفية، المعروفة بهدوئها النسبي واستقرارها الأمني، حادثا غير مألوف عندما اضطرت الشرطة يوم  الأربعاء 3 دجنبر 2025، إلى استعمال السلاح الوظيفي لتوقيف شخص قاوم بعنف وعرض حياة تلاميذ من أمام مؤسسة تعليمية ومعهم رجال الأمن للخطر، وفق الرواية الرسمية

ورغم أن التدخل جاء في سياق خطورة الوضع، إلا أن الحادث يفرض قراءة أعمق تتجاوز اللحظة الأمنية

لنتفق بداية على أن اليوسفية مقارنة بعدد من المدن المجاورة، لطالما تمتعت بأمن عام مستقر، سواء على مستوى الجريمة أو على مستوى قدرة المؤسسات على فرض النظام دون اللجوء إلى خيارات قصوى

وهذا ما يجعل الحادث الأخير مثيرا للانتباه أكثر من غيره ليس لأنه يعكس واقعا أمنيا مقلقا، بل لأن المدينة لم تعتد مثل هذه المشاهد، ما يدفع إلى طرح سؤال راهني؛ هل نعيش أمام واقعة استثنائية أم بداية تحول في طبيعة التحديات الأمنية!!

ولنتفق مرة أخرى على أن الإجرام لا يولد من فراغ، بل هو حصيلة تراكمات اجتماعية وتعليمية واقتصادية وتنموية أهملت لسنوات، وهو ما تؤكده تصريحات شبان وشابات في كثير من المحطات، بل وسمحت بظهور حالات انفلات غير طبيعية، كحادث رشق مقر الامن بالمولوتوف، مما قد تتكرر ما لم تعالج جذور المشكلة

لذلك، فإن الواقعة، مهما بدت معزولة، فهي حتما تسائل السياسات العمومية وتسائل المنتخبين وهيئات المجتمع المدني، قبل أن تسائل المؤسسة الأمنية نفسها

إلى ذلك، فاليوسفية لا تحتاج فقط إلى تدخلات سريعة عند وقوع الخطر ولا إلى مسدسات تخرج من أغمادها، بل إلى رؤية شمولية تعيد الاعتبار للتنمية، وللتعليم، وللبرامج الاجتماعية القادرة على تجفيف منابع الجريمة والانفلاتات بجميع أشكالها وأنواعها .. أما تدخل الشرطة، فيجب أن يظل استثناء محكوما بالضرورة، يرافقه تواصل واضح يحافظ على ثقة الساكنة في مؤسساتها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق