الرياضة

الرياضة بمدينة تيسة تستغيث فهل من منقذ؟

99-2

لطفي موقدمين

على إيقاع الأزمة الحقيقية التي عصفت بالرياضة بمدينة تيسة إقليم تاونات منذ زمن بعيد، والتي عانت و تعاني منها في صمت رهيب … فمنذ سنوات عديدة وحسب المتتبعين و المختصين و الرأي العام الذين أجمعوا على التراجع المهول للرياضة بالمدينة، و من ضمنها رياضة كرة القدم كنموذج مصغر … فلن نحتاج إلى بذل مجهود كبير لمعرفة الأسباب وراء هذه الانتكاسة، أبرزها غياب مشاريع رياضية هادفة وغياب الحكامة الجيدة في التسيير الرياضي، مع انعدام التخطيط وعدم توفر الإدارة المثالية و ضعف الموارد المالية و الجهات المانحة، ما دفع بها إلى الضياع قبل نقطة النهاية، وتحولت المواهب الرياضية والجماهير التي كانت تمارس أو تتابع الأنشطة الرياضية بهذا الملعب صوب المقاهي، و أماكن أخرى لتضييع الوقت، إن لم نقل الانحراف بكل أشكاله في كثير من الأحيان
فبعدما استبشرت الفرق الرياضية و معها ساكنة المدينة بمشروع الملعب البلدي، ورغم الكثير ما قيل عنه من اختلالات التي ميزت إنجاز هذا المرفق الرياضي، ورغم الانتقادات العديدة التي وجهها الفاعلون الرياضيون للثغرات التي وقفوا عليها، لاسيما غياب المعايير العلمية لموقع المدرجات و فقدان الملعب للعشب الاصطناعي وعدم صلاحية الأرضية لازال نفس المشروع يثير انتقادات في ظل الحال الذي آلت إليه هذه المنشأة الرياضية
فعلى إيقاع الحسرة و المس بالكرامة الإنسانية مرة أخرى افتتح الملعب الجديد يوم الأحد 10-01-2016، على الساعة الثانية بعد الزوال، في وجه الفرق الرياضية، حيث استضاف فريق جمعية الهلال الرياضي نظريه فريق الجمعية الرياضية بقرية با امحمد بعدما انتزع المجلس البلدي رخصة مؤقتة الاستغلال لتفادي السكتة القلبية للرياضة بالمدينة في غياب افتتاح رسمي يليق بالحدث،
المبادرة رسمت في وجوه كل الفئات العمرية الابتسامة لتعطشها للرياضة، لكن بالمقابل عرت عن واقع مر لملعب كرة القدم الذي ينتظر رأفة من المسؤولين وتدخلا من القطاع الوصي لاستكمال أشغال الإصلاح التي بدأت منذ مدة وبقيت دون أن تعرف نهايتها، شانه في ذلك شان القاعة المغطاة مع مطالبة المهتمين بالحقل الرياضي وغيرهم بإعادة هيكلة أرضية الملعب أسوة بباقي الملاعب الوطنية، انسجاما مع إرادة الجامعة الملكية لكرة القدم التي رسمت في إستراتيجيتها تعميم استفادة الملاعب من العشب الاصطناعي .. نأمل ألا يكون ملعب تيسة استثناء من القاعدة مع ضرورة توسيع البنيات التحتية الرياضية بالمدينة، خصوصا ملاعب القرب و حلبات للعدو الريفي و ملاعب مختلف الرياضات، وبناء دار للشباب جديدة تراعي النمو الديموغرافي المتنامي مع حتمية انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها، خصوصا في الحقل الرياضي و الثقافي، أملا في خلق نهضة رياضية من شانها محاربة كل المظاهر المجتمعية المشينة و أبرزها الانحراف و التطرف بكل أشكاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق