أخبارمجتمع

فضيحة “بجلاجل” في حقل العلوم السياسية بتاونات : انقلاب ناعم على جمعية رائدة في العناية بمرضى القصور الكَلَوي.

 

logo 3

 

*عبد الله عزوزي

الانقلابيون، كما يسميهم الشارع التاوناتي، معظمهم بزي مدني، بل أكثر من هذا بوزرة و أيادٍ بيضاء ..! هم مجموعة من “الجَمعَويُّون” الذين وجدوا في محمد ضريف، مؤسس حزب “الديموقراطيون الجدد”، أسْوَةٌ حسنةٌ لمن أراد أن يقتحم؛ بحيث أرادوا أن يكونوا هُم أنفسُهم نوعا من “المؤسسين الجدد”، الذين لن يتسنى لهم نَيْلُ هذا اللقب إلا إذا كان على أنقاض جمعية بِحَجم و مِهَنِية جمعية “الحياة لمرضى القصور الكَلَوي” التي تأسست بتاريخ 08 /01/2012، وكانت الجمعية الأولى من هذا النوع بالإقليم، و ضَمت ضِمن تشكيلة مكتبها المسير ثُلَّةً من الأطر الكُفئة و المُتشبِّعة بقيم العمل الخيري و الجمعوي، التي جعلت من أحدِ أَهَم أهدافها ساعة التأسيس “بناء مركز جديد لتصفية الدم لفائدة المصابين بداء القصور الكلوي”، و هو الأمر الذي استطاعت تحقيقه في أقل من أربع سنوات من تاريخ ميلادها، بفضل تدخلها لدى سلطات عمالة تاونات و بتعاون معها، وهو الأمر الذي تجسد من خلال افتتاح المركز الإقليمي المخصص لهذا الغرض، يوم الخميس 03 دجنبر 2015، بتكلفة مالية قُدرَت بإثنا عشر (12) مليون درهم؛ كما استطاعت إقناع وزير الصحة، الحسين الوردي، بتخصيص غلافٍ مالي من الميزانية العامة للوزارة قُدِّر ب 330 مليون سنتيم من أجل شراء خدمات التصفية من المصحات الخاصة لفائدة ثمانيةٍ و ثلاثينَ(38) مريضاً.
رصيد الجمعية من النجاح و الإشعاع لم يقف عند هذا الحد، بل ذهب بعيداً إلى حدود التفكير في شراء منزل ووضعه رهن إشارة المرضى الذين لم يكنِ الوقت و البعدُ، و قِلَّةُ المواصلات، تُسْعِفُهم للعودة إلى مقرات سكناهم بمختلف جماعات الإقليم بعد كل حِصَّة طبية. قرار اتخذه مكتب الجمعية مباشرةً بعد علمه بواقعةِ وفاةِ شخص من مرضى القصور الكَلَوي بعدما لم يَجد بُدّاً، رحمه الله، من المبيت في العراء في أحد ليالي فصل الشتاء بالمحطة الطرقية لتاونات ..!
لكن رغم كل هذه الإنجازات التي لم نذكر منها إلا النُّزرَ اليسير، و أياماً فقط قبيل افتتاح المركز الإقليمي لتصفية الدم لفائدة مرضى القصور الكلوي، تفاجأ الرأي العام بانبعاث جمعية بديلة للجمعية الأصلية، ذات الشرعية التاريخية و الميدانية، انبعاثٌ وُسِم بالتحكم و الفبركة المسبقة، ووسط تكتم و تعتيم إعلامي غريب استحالت معه معرفةُ أسم الجمعية و أعضاء مكتبها المسير و لائحة المؤسسين، حدثٌ تَمَّ في تغييب تام لجمعية الحياة لمرضى القصور الكلوي بتاونات، لا بصفتها المعنوية و لا بالصفة الذاتية لأعضاء مكتبها. وعليه يكون هذا نوع من الانقلاب السَّلِس الكامل الأركان.
فحسب ما جاء في بلاغ الاستقالة الجماعية لأعضاء جمعية الحياة الذي وضعَهُ رئيسها، الأستاذ شوقي الفيلالي الصديق، بمكتب الضبط بباشوية تاونات، يوم 08 يناير 2016، وتوصل الموقع بنسخة منه، فإن ” المكتب إذ يقدم استقالته فإنه يدين كل الممارسات الرامية إلى الإقصاء من جهة، و إلى إفساد العمل الخيري من جهة أخرى” و أضاف البلاغ بأن تلك الممارسات لم تَعُد مقبولةً “في عهد المغرب الجديد،” لا فتاً انتباه السلطات إلى كون ما حدث “يَضَعُ الجمعية البديلة التي تأسست في سرية تامة، و في ظروف غامضة، أمام مسؤولياتها الأخلاقية الجسيمة”.

*عضو الأمانة الإقليمية للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة – تاونات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق