منبر حر

فصلُ المقالِ فيما بين الحروبِ السياسية و الإعلاميةِ من اتِّصال : مايسة و محمد نموذجاً

 

 

MAYSSA 1

 

*عبداللـه عزوزي

عَلَّمنا الأرشيف التاريخي للأحزاب المغربية والسِّيَّرُ الذاتية لقاداتها، أنه مهما طالت نظرتك لخصمك السياسي ومهما كِلْت له من سبٍّ وشتائم، ومهما شُنْت عليه من حملات مغرضة تبتغي تسفيهه وتحقيره في أعين محيطه قبل عيون منافسيه، فإنه سرعان ما يجد “السياسي” – تحت مبرر أن “السياسة مصالح”، أو أنه ” ليس هناك أصدقاء دائمون أو أعداء خالدون، وإنما هناك مصالح دائمة”- نفسه مُنقَلِباً على ماضيه، فيصبح “العَدُوُّ” أخاً و حبيبا و محبوباً، و لما لا زوجا، أو صهرا على الأقل ..؟

هذه الأيام يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي ملتهبةٌ بحربٍ إعلاميةٍ ذاتُ قطبين، أحدهما تقوده امرأة تسمى “الناجي” و الثاني يقوده شيخٌ مرنيسي، يُدعى “الفيزازي”. الحرب ، بعدما وَسَّع فيها الطرفان تحالُفاتِهما، مستعينين بكتائب فايسبوكية ذاتُ قُدرات قتالية عالية، ومدربةً على الحروب الإلكترونية، القائمة على تقنيات التعليق القاسي و الجمجمة السريعة والتعميم الآني، واستعملت فيها جميع الأسلحة المحرمة ( من قبيل ” الخائنة لوطنها”، “سأجرجرها إن شاء الله”،”.. الممنهج بالقارورة”، ” يتقن إلا لغة الزنا”،” طلعات أشرف منك”،” اجبد أقصى ما في طوالك”، “الكُوَّيْتِبَة المغمورة”،” كان عليها الاعتناء بقواعد اللغة والإملاء أكثر من الاهتمام بتكحيل عيونها”، ” مايسة الأفعى .. الجاحظة المجروحة”، “الكرطيطة الرويبضة”، “أنت آخر كائن أيها الإرهابي”،” أنت آخر مخلوق يا مكفر المغاربة”،”سير شوف ليك شي زوجة سابعة”…)

هذه الحرب يُتابعها على المباشر، من وراء أجهزة و برامج بيل و مارك (Mark Zuckerberg // Bill Gate)،أزيد من 379,422 معجب بمايسة و 40,861 بالفقيه الفيزازي، فضلا عن أولائك الموجودون خارج القائمتين الرسميتين للنجم و النجمة.

حرب أججها الجمهور والاختلاف، وأطلقت العنان لأسوء ما في النفوس البشرية، و غَيَّبَتْ لُبَّ الرسالة الإسلامية القائمة على “ادفع بالتي هي أحسن” و “الصلح خير” …

لكن، استحضاراً للمغزى الذي أردتُ أن أستهل به هذا المقال، والذي يستحضر بدوره إمكانية انقلاب العداء التاريخي إلى زواجِ المصلحة الظرفي، فإنه على مُتَتَبِّعي الحرب ومؤججيها بين الطرفين أن لا يتفاجؤوا إذا ما وَضَعتِ تلك الحرب أوزارها على وقع خبر زَفِّ مايسة عروساً لخصمها، فتتحقق نصيحتها إليه المشار إليها سالفا – ” سير شوف ليك شي زوجة سابعة”- فتصبح مايسة سابِعَةُ العِقْد التي تمشي على البساط الأحمر بجوار الإمام، ابن طهر السوق، والأكثر إثارة للجدل بين حفظة كتاب الله المغاربة.
* عضو الأمانة الإقليمية ن.م.ص.م – تاونات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق