أحزاب و نقابات

ما العيب في أن يكون ابن مربية الدجاج زعيما سياسيا يامدير أخبار اليوم ..؟!

IL

المستقلة بريس / متابعة

لم نكن نعرف أن توفيق بوعشرين غارق حتى القدمين في “خماج” الثقافة المغربية التي تكرس لبعض القيم الطبقية التي عفا عنها الزمن، والتي تعيد قيمة الفرد إلى أصوله الاجتماعية باعتبارها المرآة والمرجعية التي تبرر مؤهلات المواطنين، والأخطر أن يعلن مدير جريدة أخبار اليوم عن شرعية هذه الخلفية المجتمعية الطبقية في عنوان افتتاحيته ليومه 26 الثلاثاء يناير الجاري، “ماذا بعد وصول ابن مربية الدجاج إلى قيادة البام ..؟”
كيف لك يا صحفينا المحترم أن تقلل من زعيم حزبي اختاره مناضلو حزبه بالإجماع ويتوفر على كافة الحظوظ للنجاح في السباق نحو قيادة البام ..؟ وهل الانتماء الاجتماعي هو المحدد للمؤهلات التي يجب أن تتوفر في المرشح للمسؤوليات، فإن كنت تؤمن بذلك فلتسمح لنا في المستقلة بريس بتصنيفك ضمن المروجين للمشروعية الطبقية السائدة والتي تعتبر من بين الظواهر المجسدة للقهر الطبقي في مجتمعنا الذي نناضل من أجل دمقرطته والرهان على تقييم الكفاءة والمعرفة والخبرة في اختيار وانتخاب المرشحين لجميع المسؤوليات السياسية والعامة ..؟

افتتاحية-

لن نتوسع في مناقشة هذه “الحكرة” والتقليل من قيمة إلياس العماري الذي تمكن خلال فترة وجيزة من إبراز مؤهلاته السياسية الديمقراطية والحداثية داخل حزبه، ومن خلال مواجهة خصومه خارج الحزب، ومن دون شك أنه بالنظر لما يقوم به استطاع انتزاع ثقة جل مناضلي حزبه من خلال الإجراءات الإصلاحية والتطهيرية التي قام بها، وردوده ومرافعاته ضد ابن كيران وصقور حزب العدالة والتنمية الذين لم يتمكنوا من الانتصار عليه في جميع مجالات المواجهة معه إلى الدرجة التي أعلن فيها خلال المؤتمر بأنه يقود الحزب الذي ولد من أجل وقف الهيمنة “البجيدية” على المشهد الحزبي والانتخابي، والحفاظ على التعددية الحزبية والنقابية والمدنية التي يقوم عليها النظام السياسي في المغرب.
في ختام هذه الدردشة معك يا مدير أخبار اليوم نهمس في أذنك بأن التقييم والمتابعة الصحفية لإلياس العماري يجب أن تتجه إلى الجوانب المرتبطة بمؤهلاته السياسية والحزبية والعامة، بدل البحث في الهوية الشخصية الاجتماعية التي لا يجب أن تكون موضوعا للنقد والمساءلة والتشهير .. ولتعلم من خلال درس المؤتمر الوطني الثالث للبام أن هذا الحزب يضع الثقافة المجتمعية وراء ظهره في انتخاب زعيمه الجديد الذي يمتلك كل مؤهلات القيادة في حزبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق