أخبارمجتمع

تاونات: تحت شعار “الختان شريعة الرحمـــــــــان” جمعية الإمام مالك لتحفيظ القرآن الكريم و تدريس علومه تواصل ترسخ قيم التضامن و تحتفي بالأطفال

80 1

ذ. عبد الله عزوزي

بتنظيمها لحفل الإعذار التاسع عشر، على التوالي، تكون جمعية الإمام مالك لتحفيظ القرآن الكريم و تدريس علومه، التي تعتبر من أنشط الجمعيات و أكثرها حضوراً وتنظيماً بإقليم تاونات، قد اقتربت مِن ما يقارب ربع قرن من الزمن في العمل الجاد والهادف، عملٌ تَعُض فيه بالنواجذ على القرآن الكريم وسنة الرسول عليه السلام من جهة، و تمد فيه، من جهة ثانية، يد البر و الإحسان للمحتاجين بمدينةٍ تقطنُها شريحةٌ عريضة من الأسر التي تعاني الهشاشة أو الفقر، وذلك من خلال تحفيظ الناشئة القرآن الكريم والعلوم اللغوية المرتبطة بالفكر والتراث الإسلامي، وتنظيم الإفطار الجماعي خلال شهر رمضان الفضيل، و توزيع قُفة التكافل الاجتماعي الرمضانية، ومد يد العون لحالات اجتماعية منعزلة كلما دعت الضرورة لذلك.
حفل الإعذار لهذه السنة استفاد من التجربة التي راكمتها الجمعية عبر سنوات، بحيث أبان مكتبها المسير عن حركية و تجاوب فوري مع مندوبية الصحة بتاونات من خلال احترام و تطبيق المذكرة الوزارية الاستباقية التي أرسلتها وزارة الصحة إلى ممثليها جهويا و إقليميا، و التي اشترطت في حفلات الختان الجماعية التي تنظمها جمعيات المجتمع المدني بأن “يخضع، أولا، كل الأطفال المستهدفين بالإعذار لتحاليل الدم، وأن تتم، ثانيا، عملية الختان في مركز طبي تابع لسلطات الوزارة، و أن تُجْرى، ثالثا، تحت إشراف طاقم طبي مُختصٍّ و مُؤَهَّلٍ “.
وهكذا، فقد استفاد هذا الصباح، الأحد 08 ماي 2016، الموافق ل 01 شعبان 1437، ما مجموعه 112 طفلا من عملية إعذار توفرت فيها جميع شروط السلامة الصحية والمهنية بالمركز الصحي الحضري بحي حجر مطاحن، بمدينة تاونات. الحفل، الذي انطلق على الساعة 7.30 و دام لأزيد من أربع ساعات، تم بمشاركة الخبيران في الختان، السيدين العربي العطار و محمد شكري، مُآزَرَيْنِ بكُلٍّ من طبيب بلدية تاونات، الدكتور أحمد البوزيدي الشيخي، و الدكتور عبد الإله الفاسي المختص في التحاليل الطبية، و بمساهمة فعالة للجنة التنظيمية التي تكونت من فاعلين و فاعلات من المجتمع المدني التاوناتي.
يذكر أن حفل الإعذار التاسع عشر لهذه السنة جاء تتويجا للأيام الإشعاعية التي احتضنها مقر الجمعية، الكائن بمحاذاة دار الشباب الوحدة بتاونات، على مدى اليومين السابقين، و التي تميزت في يومها الأول (الجمعة 06 ماي) بأمسية فنية و روحية، في مدح خير البرية، أحيَتها مجموعة الصباح للسماع والأمداح؛ و بتكريم الشاب رضى العسري الذي لم تمنعه حالته الصحية من إظهار تعلقه واهتمامه بالقرآن الكريم؛ و كذا تكريم الطالبة خديجة الإبراهيمي التي ختمت حِفْظَ كتاب الله عز و جل. وعرف اليوم الثاني من الأيام الإشعاعية إلقاء محاضرة حول “واجبنا اتجاه القرآن الكريم” تفضل بإلقائها رئيس جمعية الإمام مالك لتحفيظ القرآن الكريم و تدريس علومه، الأستاذ شوقي الفيلالي الصديق، واعظ تابع للمجلس العلمي و خطيب جمعة بتاونات، حاول من خلالها إبرازَ منزلة القرآن و فضل تلاوته و حفظه، باعتباره قَلْبَ دعوةٍ و دستورَ أمة تعدادها مليارَ مسلمٍ، كانت بدايتها مع نَفَرٍ قليل تجمعوا حول الرسول،عليه صلوات و سلام رب العالمين، بدار الأرقم بن أبي الأرقم، بعيداً عن أعين المشركين، لِيعلِّمَهم القرآن وشرائع الإسلام. نفر تحولت على يديه شبه الجزيرة العربية من صحراء قاحلة إلى دوحة معطاء و حضارة متفجرة بالحيوية و الإبداع استطاعت تغيير مجرى تاريخ البشرية و أنْسَنَة مسارها .
و بمناسبة نجاح فعاليات الأيام الإشعاعية للموسم الجمعوي الحالي، عامة، و نجاح حفل الإعذار على وجه الخصوص، و الذي كلف كثيرا من الوقت و الجهود و الترتيبات، يتقدم رئيس الجمعية الأستاذ شوقي الفيلالي الصديق أصالة عن نفسه، و نيابة عن باقي أعضاء مكتبها المسير و كافة الرواد و المتعاطفين مع رسالة جمعية الإمام مالك لتحفيظ القرآن الكريم و تدريس علومه، بجزيل الشكر و الامتنان للطاقم الطبي الوافد على تاونات، و للسلطات الإدارية المحلية، و للسيدتين الفاضلتين، مندوبةُ الصحة و مديرةُ المستشفى الإقليمي بالمدينة، و الإخوة الفضلاء بمختبر التحليلات الطبية بالمستشفى الإقليمي، وعلى رأسهم السيد محمد شمسي، و لكل من ساهم، سواء من بعيد أو قريب، في إنجاح هذا العمل الخيري و الإشعاعي الباهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق