أحداث دوليةأخبار

رئيسة البرازيل تدفع ثمن محاربة حزبها للفقر..!

70

المستقلة بريس – متابعة

تجري في البرازيل ترتيبات عزل الرئيسة ديلما روسيف بعد مصادقة مجلس الشيوخ على ذلك، عقب فضيحة اتهامها بعدم الإخبار بالعجز المالي الذي يواجه الدولة، نتيجة الركود الاقتصادي، رغم أن الرئيسة في فترة ولايتها الثانية تمكنت من مواصلة مجهود حزبها الذي حكم البرازيل لمدة 13 سنة وتمكن خلالها من محاربة الفقر وتطويق الفجوة بين الأغنياء والفقراء، والارتقاء بالبرازيل إلى مصاف الدول الصاعدة في النظام الاقتصادي العالمي.

من المؤكد أن اليمين البرازيلي وجد في الأزمة السياسية للرئيسة ديلما روسيف ما ساعده على التحرك عبر المؤسسات الدستورية لإيقافها والتأثير على شعبية الحزب العمالي الذي تنتمي إليه، وهذا سلوك مألوف بين الأحزاب في أي نظام سياسي ديمقراطي تتحين فيه المعارضة أخطاء الأغلبية لإسقاطها، لكن المثير للجدل في حالة البرازيل، هو أن الرئيسة لم ترتكب ما يستوجب عزلها من منصبها، حيث تواجه البرازيل منذ وصول الحزب العمالي اليساري الضغوط من قبل البرجوازية التي ساهم تحالفها مع الجيش في الإبقاء على تخلف البرازيل الاقتصادي لأطول فترة .. هذه الطبقة الميسورة التي أطاح بها الحزب العمالي في الانتخابات لا يمكنها أن تقبل باستمرار سيطرته على المشهد السياسي الوطني.

إن البرازيل واحدة من دول أمريكا اللاتينية التي يديرها اليسار إلى جانب فنزويلا وبوليفيا والأرجنتين وغيرها .. وبالنظر لأهميتها الاقتصادية لا يمكن للرأسمالية الغربية أن تخرج عن سيطرتها، وأن ينجح اليسار الاشتراكي في تحقيق أي إنجاز تنموي في نظامها الاقتصادي، ولا يمكن أن تكون في قيادة مجموعة الدول الصاعدة في العالم التي أصبحت تشكل قطبا اقتصاديا جديدا .. ولعل قياديي الحزب العمالي البرازيلي يعرفون من يحرك هذه الأزمة ضد الرئيسة في الظرف الراهن التي تمتلك شعبية كاسحة وسط الشرائح المقهورة في المدن، وكذلك وسط الطبقة الوسطى.

من لا يعرف الرئيسة ديلما روسيف، فإنها وزوجها الزعيم النقابي الرئيس اليساري السابق، أن ما قاما به لصالح الشعب البرازيلي يشرعن تحرك اليمين ضدها في هذه الأزمة المفتعلة، التي يحاول بواسطتها اتهامها بالفساد المالي من أجل عزلها وتمهيد الطريق للقضاء على شعبية الحزب العمالي اليساري في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، هذا اليمين الذي نهب ثروات البرازيل الزراعية والنفطية والسياحية الهائلة، يبحث اليوم في سياسة الرئيسة عن الأخطاء التي تبرر معارضتها وإسقاطها، حتى وإن كان الركود الاقتصادي تعود الكثير من أسبابه إلى سلوكات هذا اليمين، الذي خلصه الحزب العمالي من القهر الطبقي في الكثير من جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.

نعتقد في المستقلة بريس، أن الرئيسة ديلما روسيف لن تكون وحيدة في محنتها مع اليمين المعارض الذي يريد عبر عزلها استعادة ما ضاع منه خلال فترات حكم الحزب العمالي اليساري .. فالشعب البرازيلي تعلم الدروس من فترة حكم أحزاب اليمين التي عمقت الفوارق والظلم والتخلف في المجتمع، ولا يمكن له إلا أن ينحاز إلى رئيسته المظلومة وإلى تجربة حزبها الغنية التي لن يقبلها اليمين البرازيلي، ولا اليمين الرأسمالي العالمي، كما أن رأسمال الحزب العمالي في الجماهير البرازيلية التي ساندته في الوصول إلى الحكم، وهذه الجماهير بالضرورة تعرف مدى إخلاص الرئيسة للبرنامج الانتخابي الذي تسهر على إنجازه، رغم جميع الإكراهات التي تواجهها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق