أخبارمتفرقات

سيدة الأعمال خديجة الإدريسي جناتي من تاونات : “إلى بغينا نزيدو القدام، علينا أن نمكن للمرأة المغربية اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا”

خديجة-الادريسي-جناتي

عبد الله عزوزي

بِلُغة بسيطة، و بلكنة تاوناتية قحة، خالية من العبارات الأجنبية التي غالبا ما تتسلَّلُ، إما طوعا أو كرها، إلى كلام الأكاديميين المتشبعين بالثقافة الفرنكفونية أو الأنكلوسكسونية، أشركت القيادية والمُتَوَّجَةُ على الصعيد الوطني والدولي، السيدة خديجة الإدريسي جناتي، نخبة من الفعاليات السياسية و الإعلامية و الجمعوية بقاعة العروض بمركز التكوين المستمر بمدينة تاونات، في إطار تخليد جريدة صدى تاونات للذكرى السنوية 22 لصدورها، في تجربتها الأكاديمية و المقاولاتية، والتي نجحت في التوفيق بين مؤسستين غالبا ما ظل يُعْتَقَدُ أن التوفيق بينهما مستحيلٌ، و أن نجاح أحدهما لا بد أن يكون على حساب الآخر: الأسرة و المقاولة، باعتبارها ربةُ أسْرَة و أُمٌّ لطفلين، قبل أن تكون سيدة أعمال ناجحة ..!
فقبْل أن تترجل في اتجاه منبر اللقاء التواصلي لإلقاء كلمتها حول موضوع “وضعية المرأة في المغرب”، كانت الطالبة السابقة بجامعة الأخوين – و التي تعرف بكونها أول جامعة اختارت تكوين طلبتها من النخب المغربية باللغة الأنجليزية – قد تخرجت سنة 2004 مُتَأَبِّطَةً شهادةً في المالية والعلاقات الدولية، تأخذ مكانها بالمنصة عن يسار قيادي آخر من جيل المقاومة، الأستاذ و الشيخ أحمد بونو الذي جمع بين الفقه و المقاومة و السياسة . مِنَصَّةٌ جمعت، كما قال مسير الندوة الإعلامي عبد الحميد العوني، “بين جيلين: جيل المقاومة القديم و جيل المقاولة الحديث”. و هو في الواقع جَمْع بين ما يَعُز أو يَنْذُر الجمع بينه؛ غير أن الفضل في وضع أَيقُونَتَينِ، الأولى أصيلةٌ، و الثانيةُ مُعاصرةٌ يعود الفضل فيه إلى مدير جريدة “صدى تاونات”، السيد إدريس الوالي، الذي وقع اختياره على هذين الفاعلين في إشارة تعكس الكثير من الفطنة و الإلمام بطابع تاونات وبتاريخها، إشارة فيها اعتراف ضمني بجيل صنع إقليم تاونات إبان تَشَكُّلِه و انسلاخه عن ماضي الرق و الاستعمار، و استشرافٌ قَلَّ نَظيره لمستقبل تاونات الذي يُعَوَّلُ فيه على الجيل الحديث المتسلح بدبلومات الماجستير و الدكتوراه و الذي يحمل العديد من المشاريع التي تحتاج إلى فكر مقاولاتي لاحتضانها. فكرٌ يحتاج حِسَّ الإبداع، و القيادة، و الصبر و بعد النظر.
خَلْفِيَّةُ (background) خديجة جناتي العلمية و الجمعوية، و تجاربها التي استقتها من أسفارها الدولية، و كذا تتويجها العالمي الذي بلغ أوجه في شهر شتنبر 2014، حينما تم استقبالها بالبيت الأبيض بواشنطن، رفقة سِتِّ قياديات من بلدان أخرى، من الرجل الأول بالولايات المتحدة، الرئيس براك أوباما، اعترافا منه بمسار هذه الشابة الناجحة و المتميزة، جعلتها تشد أنظار الحاضرين وتنجح في جعلهم يشاركونها في مسيرتها الغنية بثقافة المقاولة والمغامرة. جناتي قالت بأن نسبة 52 من ساكنة المغرب هُنَّ نساء، و أن المغرب غيرُ قادرٍ على أن يصنع حضارته الحديثة في غياب هذه النسبة و الاكتفاء 48 % التي يشكلها الرجال. فهي قالت بلغة قريبة إلى السيد رئيس الحكومة المغربية الحالي،” إلى (إذا) بغينا نزيدو القدام بالمغرب، علينا أن نُمَكِّنَ (empowerment) للمرأة المغربية على كافة المستويات الاجتماعية و الاقتصادية و الإجتماعية”. و أضافت بأنه لا يَجْدُرُ بالمرأة أن تعيش على هامش المجتمع و تكتفي بمساهماتها المعهودة في الحياة، في حين أن الله رزقها قدراتٍ غَيرُ محدودةٍ، تمكنها من الوفاء بالتزاماتها مع أسرتها الصغيرة داخل البيت، و مع أسرتها الكبيرة و الممتدة خارجه. كما نصحت المرأة المغربية عامة، و التاوناتية على وجه الخصوص، بضرورة ولوج المجال السياسي، لأن بدونه، و فق تعبيرها، لا يمكن لشيء أن يتحقق؛ لأن السياسي هو من يشرع القوانين و يخرجها إلى حيز التنفيذ.
ختاماً، لا بد من التذكير بأن الفضل يعود لصدى تاونات في التعريف ببروفايل هذه المقاولة و القيادية الصاعدة، حيث أفردت لها واجهة العدد 312 لشهر أبريل المنصرم تحت عنوان ” منتدى عالمي يختار مغربية من تاونات ضمن قائمة القادة العالميين الشباب”. تكريم واعتراف إعلامي عَزَّزَتْهُ هذه الجريدة المواطنة و المكافحة بدعوة خديجة الإدريسي جناتي لكي تكون ضمن المكرمين و المكرمات، صباح يوم السبت 15 ماي 2016، في إطار فعاليات الذكرى 22 لانطلاق جريدة “صدى تاونات” كأول رسالة إعلامية بهذا الإقليم المهمش والذي لا زال يبحث عن مسالكه المفقودة في اتجاه الإقلاع الحضاري و التنموي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق