الدين و الناس

ديـــن / المفكر المغربي طه عبد الرحمان والقراءة الحداثية للقرآن الكريم ..!

فعل خيرا الفيلسوف والمتصوف المغربي طه عبد الرحمان في تطويع القراءات السائدة للقرآن الكريم عبر الرؤيا الحداثية التي توظف فيها المنهجية العربية الحداثية التي تفسر النصوص وفق المنظور الذي يتناسب وواقع الحياة المعاصرة الذي يستهدف الرفع من تكريم الإنسان وإغناء منظومة حقوقه الكونية، تبعا للمنهاج النبوي المتكيف مع السياق التاريخي والبيئي والمجتمعي الذي نزلت خلاله نصوص القرآن.
إلى أي حد نجح مفكرنا المغربي في تبني القراءة الحداثية في التعاطي مع نصوص القرآن ..؟ وإلى أي درجة استطاع تكريس العقلانية الحداثية في تفسير مضامين النصوص القرآنية، وفرض مصداقية تفسيراتها وفق الدينامية الحياتية المعاصرة ..؟ وهل تمكن من تجاوز رؤى من يرفضون هذا النموذج من القراءة للقرآن ..؟ وبالتالي، هل حظيت منهجيته الحداثية في إقرار شرعية توظيفها في الظرف الراهن ..؟.

إن تعاطينا في المستقلة بريس، لا يتجه نحو التناقض مع هذه المبادرة العقلانية الحداثية لمفكرنا الإسلامي طه عبد الرحمان .. فنحن معه تبعا لتوجهنا في ضرورة تحديث الخطاب الديني وشرعنة الاستفادة من التطور العلمي الإنساني في الارتقاء بالحقل الديني لتقليص استمرار التعامل المحافظ والمتشدد في تحليل وتفسير القرآن والسنة النبوية المحمدية، امتدادا لمحاولات من انخرط من المغاربة في هذا الاتجاه كالمفكر المغربي العقلاني حتى النخاع، المرحوم محمد عابد الجابري في أكثر من تعاطيه لطبيعة العقل العربي ونصوص التراث الإسلامي.

145لايسعنا، إلا التنويه بيومية الأحداث المغربية، التي بادرت إلى التعريف بمجهود مفكرنا الإسلامي المغربي طه عبد الرحمان في هذه القراءة العقلانية الحداثية للنص القرآني، تبعا للمنهاج النبوي المحمدي التي شخصتها الخطط الثلاثة المؤسسة لمشروع القراءة الحداثية للقرآن، التي تقوم على الأنسنة التي لا تؤثر على القدسية التي تثبت وتؤكد مركزية الإله في الاتجاه الذي يكرم الإنسان على رسالته في هذا الكون إلى النتيجة التي تنقل الآيات القرآنية من وصفها الإلهي إلى وضعها البشري، ثم اعتماد هذه القراءة الحداثية على التعقيل الحديث بالاستئناس على آليات وتقنيات ووسائل النظر والبحث التي توفرها المناهج والنظريات الحديثة لتحقيق التفاعل الديني مع مناهج البحث المعاصرة العلمية في إطار تمكين العقل الإنساني من استعادة نوره، بدل استغراقه في التحليل والتأمل التجريدي لإدراك القيم والأسرار التي يقوم عليها الوجود الإنساني، تبعا لما جاء في هذه النصوص القرآنية .. وأخيرا خطة التأريخ المبدع عبر ربط الآيات القرآنية بظروف بيئتها وزمنها التاريخي لترسيخ الأخلاق وأنماط التعامل الموجودة في هذه النصوص، على أي لا يكون هذا التفاعل بينها وبين سياقاتها التاريخية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية متعارضا مع حكمتها النصية الداعية لمكارم الأخلاق في العلاقات والمعاملات التي يتحقق عبرها الإيمان والورع الديني لتشكيل العبر والدروس للإيمان خارج الزمن والمكان في إطار كوني لتغيير سلوكه نحو الأفضل والأرقى، كما استهدفت ذلك البعثة النبوية المحمدية، وبهذه الرؤيا الجدلية الفاعلة في الوجود والزمن يتجاوز مفكرنا طه عبد الرحمان سلطة التاريخ والواقع المادي للكشف عن ما يبرر الاهتداء بما تحلله الآيات القرآنية لصنع رؤى جديدة واقعية تجعل من النص القرآني في النهاية نصا راهنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق