أخبارنافذة على الثقافة و الفن

لا أصالة و لا معاصرة

             عبد الصمد لفضالي

في ما يرتبطLAFDALI بدناءة مستوى المسلسلات والأفلام ” الباسلة ” التي تبث بقنواتنا التلفزية هذه الأيام، و تفاهة أدوار الممثلين الذين يثيرون في نفس الوقت الشفقة والسخرية ب ” تلصقهم ” و استعدادهم لفعل أي شيء لإرضاء صانعي الأفلام و المسلسلات التجارية، التي تخلو من أي رسالة هادفة أخلاقيا أو اجتماعيا تفيد المشاهدين الذين لا يلجأ معظمهم إلى مشاهدة هذه القنوات إلا من أجل انتظار برامجهم التي يتتبعونها عبر قنوات أجنبية، تذكرت برنامجا بث بإحدى قنواتنا الإذاعية حول التراث و الريادة في الغناء، و الأصالة والمعاصرة في الفن، فكان مذيع هذا البرنامج وضيفه يستميتان في ربط التراث ب ” العيطة و تشياخت “، و الريادة ببعض مغنيي هذه الفنون الساقطة ومروجي الميوعة و الشفوي، وإضفاء أوصاف الأصالة والمعاصرة على كل ما يتعلق بالأغاني التهريجية التافهة، وكأن هؤلاء القوم لا يريدون أن تتوهج الأصالة إلا في ” تشياخت ” التي يستحيي الإنسان السوي أن يسمعها حتى في الشارع، ولا يستسيغون المعاصرة إلا في ” فنانين ” لم يعد لهم ما يستحيون عليه، كما يقحم بعضهم و بكل وقاحة القسم بالله – سبحانه عما يصفون – في أدوارهم البذيئة، في حين أن القسم غير مستحب حتى في عظائم الأمور.

إن التراث و الأصالة و المعاصرة يجب أن تتجلى في التشبث بالقيم الأخلاقية، و الاستفادة من علوم من تقدموا عنا حضاريا، أما الريادة فبدل أن نربطها ب ” رواد ” العيطة “و ” تشياخت ” يجب أن نجعلها – أي الريادة – مرتبطة لدى شبابنا برواد الفضاء، وما يدور في فلكهم من علماء الرياضيات و الفيزياء، وكل ما يمكنه أن يحسن أخلاقنا و يساهم في تقدم حضارتنا، فهذه هي الأصالة والمعاصرة التي لا تربطها أي صلة بممتهني التدليس والتمييع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق