كلمة النقابة

هل ولى زمن النضال الشريف ..؟!

 

قال الساخر “برناردشو” : ( إنهم يقولون .. ماذا يقولون .. دعهم يقولون ) وقد جاءت قولته هذه في الذين لا شغل لهم ولايجدون ما يغنيهم عن الكلام في الناس .. وهكذا فلن يستطيع المرء مهما أوتي من لطف، وبشاشة ودواخل بيضاء، و.. و.. وأحيانا سلاطة لسان، لن يستطيع أن يسكت من يقولون، فهناك بشر متفرغون للكلام .. مشغولون دائما بالآخر، فلا يرضيهم إلا الفشل، وإذا أتعبهم ناجح ذهبوا إلى تأليب الآخرين عليه، وإذا أزعجهم ذلك الصنف الذي تعلم الرد بعمله الجميل، طاشت كلماتهم .. دائما يأكلهم الفراغ وخلاء اليد والعقل من أي نافع للذات أو للآخر .. إنهم حقا متعبون من الذين يعملون والذين لا وقت لديهم لإعطاء الأذن لثرثرة الخاوين ..!

هذا كلام ما كنا لنكتبه، ولكن الضرورة لعبت دورها ووجدنا أنفسنا في الأمانة العامة للنقابة مضطرين لتوضيح بعض الأمور، وخصوصا ل. (رباعة) “النقابة المغربية للصحافة والإعلام” التي رأت النور مؤخر بمدينة فاس، والتي تكونت من الذين شقوا عصا الطاعة منذ محطة بن كرير التي عرفت تدليسا عفنا على مناضلي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، حيث خرجوا منها وهم صاغرون .. الذين كانوا بالأمس القريب جدا يمنون النفس بالاستيلاء على الأمانة العامة للنقابة، أو بمعنى آخر، كانوا يرغبون في القيام بانقلاب على مسؤولي هذه الأخيرة.

إن سبب اللجوء إلى هذه المقدمة هو أنه تناهى إلى علمنا في الأمانة العامة عبر بعض أعضاء فروعنا على الصعيد الوطني الشرفاء، أن أبطال المؤامرة الفاشلة لم يتعضوا من الضربة القاتلة التي أجبرتهم على مغادرة صفوف النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة .. الذين لم يستوعبوا بعد أن هذه الأخيرة أصبحت بفضل نضال واستماتة مناضليها، الذين لا يرهبهم الكلام، أصبحت بمثابة حائط سد منيع لمواجهة المتآمرين الذين يستعصى عليهم تجاوزه أو القفز عليه .. أجل، الجوقة سمحت لنفسها بالتمادي في استعمال أساليب المغالطات والتشويش والتدليس التي لا تتقن أساليب غيرها، وهكذا أعطى أفرادها الحق لأنفسهم دون أن تحمر وجنتاهم من الخجل، وعملوا على ربط الاتصال تلو الآخر بأمناء فروع النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة من أجل استمالتهم وحثهم على الالتحاق بنقابتهم، وذلك لأجل بناء هياكلها على حساب جد وكد مناضلات ومناضلي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة .. وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على مدى عجز هؤلاء على المنافسة الشريفة التي هي من أهم عوامل التطور النقابي .. ضاربين عرض الحائط بمبدأ الإيمان بالتعددية النقابية.

ليعلم هؤلاء (النقابيين الجدد) أننا في الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نملك قدرة على حفظ اتزاننا في الطوارئ و وسط الاضطرابات، ونؤمن إيمانا تاما بأن أفضل الطرق أصعبها، ولكننا نصر على إتباعها، لأن الاعتياد عليها يجعل الأمور تبدو سهلة، وهذا هو الفرق الذي يميزنا على أولائك الثرثارين الذين نؤكد لهم بالمناسبة، أننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لن نتخلى عن مواقفنا المبدئية، ولن نستسلم لأكاذيبهم ومهاتراتهم، ونؤكد لهم، وللرأي العام الوطني أيضا ولأمة الصحافيين والإعلاميين تمسكنا بالنهج النضالي مهما تكالب المتكالبون، ونحن على أتم الاستعداد لدحض افتراءاتهم وهرائهم، ووضع حد لشطحاتهم، وأن قافلة النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة ستظل سائرة على العهد لتحقيق الأهداف التي من أجلها أسست، وأعضاء أمانتها العامة الذين يربؤون بأنفسهم عن الخزعبلات لا يخشون المواجهة إذا تطلب الأمر ذلك، وأن الغيوم مهما تلبدت سرعان ما تنقشع لتظهر شمس الحقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق