منبر حر

ما ذا كان ينتظر المسؤول الجماعي حتى يتحدث معي ..؟

SAFI SAF

يوسف الإدريسي

حينما انتدبت نفسي لألج مجالا لن يترك لي صديقا فيما بعد كنت أعلم وقتها جسامة القرار، كما أدركت وأدرك الآن أن الطريق لن تكون مفروشة بالورود الحمراء .. فور عودتي من عطلتي الصيفية اتصل بي أحد الجزارين بهدف إجراء تغطية صحفية لاحتجاج أمام المجزرة البلدية بسبب تفاقم الوضع الصحي والوقائي بذات المرفق. فبعدما أخذت تصريحات من المحتجين توجهت إلى أحد نواب رئيس المجلس الحضري لمدينة اليوسفية الذي كان حاضرا بفضاء المجزرة قصد أخذ تصريح أو استيضاح في الموضوع، غير أن المنتخب الجماعي الذي كان بإمكانه امتصاص غضب الحانقين من خلال تصريف كلامه عبر لاقط المسجل الصحفي، فضل رفضه للكلام خصوصا مع شخص يوسف الإدريسي الذي هو خط أحمر بالنسبة إليه، كما جهر بذلك .. قبلت الأمر برحابة صدر كما ألفته في هكذا مواقف، غير أن الجزارين استشاطوا غضبا إلى درجة محاصرة السيارة الوظيفية في محاولة لاستفسار المسؤول الجماعي عن رفضه الكلام لمنبر صحفي يريد نقل الحقائق للرأي العام المحلي

مرة أخرى، أقف متحسرا على أن الكتابة الصحفية هي الشاهد الأول و المتهم الأخير، حين تعتقد بضرورة ملامسة عمق مشاكل المواطن البسيط وحين تسعى إلى كشف مكامن الخلل والإشكالات المجتمعية القائمة. فماذا كان ينتظر المسؤول الجماعي الذي شخصن شأنا محليا في غاية الخطورة للمدينة وساكنتها في انطباع خاص تجاه فاعل إعلامي لا هو مجرم ولا إرهابي ..؟ هل كان ينتظر حتى تسحب الرخصة المؤقتة وتغلق معها أبواب المسلخ البلدي من طرف لجنة التقييم والوقاية التابعة لوزارة الفلاحة والتي ستزور المرفق العمومي في الخامس والعشرين من شهر غشت الجاري في آخر إنذار للمسؤولين عن المجزرة قبل تشميع الأبواب، بحسب التقرير الأخير لذات اللجنة بخصوص الوضع غير الوقائي للمسلخ ..؟ هل ينتظر إلى حين تشريد أكثر من 1000 عائلة تعيش من المجزرة والجزارة ..؟ هل ينتظر تجويع نزلاء الجمعية الخيرية التي تستفيد من ثلث مداخيل المجزرة ..؟ هل ينتظر إلى حين أن تنقطع اللحوم الحمراء عن المدينة بسبب تهديد المجزرة بإغلاق أبوابها كما تمت الإشارة إلى ذلك ..؟

هي حقيقة مرة، لكن مرارتها ليست بمرارة الوضع المحلي القائم، كون الكاتب أو الفاعل الإعلامي هو كمن يصرخ بكل قواه في وسادة لا يسمع صيحاته إلا هو، يحتاجها فعلا ليفرغ سهام النقد البناء في الاتجاه الصحيح، فهو يكتب ليغيّر ويتغير، يكتب في العالم الافتراضي لتصل حروفه إلى العالم الحقيقي، يصارع أمواج الفساد و الإفساد آملا في الوصول إلى برّ الرّقي والازدهار، يجازف ببطاقة ائتمانه من أجل أن يعيش غيره كريما، يناور الوحوش الكاسرة في حلبة تفتقد لأدنى شروط المبارزة العادلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق