أحزاب و نقابات

اتفقت الأقدار الإلهية والقانون الوضعي على انتصار النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة على المتآمرين

1055

صورة من المؤتمر التأسيسي للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة (29 يناير 1999)

كرونلوجيا الأحداث

الملاحظون والمتتبعون لقضايا الصحافة والإعلام بالساحة الوطنية يعرفون عن قرب، أن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي تأسست بمدينة الدار البيضاء، يوم الجمعة 29 يناير 1999، تطبيقا لمقتضيات الظهير الشريف بشأن النقابات المهنية، الحامل لرقم 119- 57- 1 بتاريخ 18 ذي الحجة 1376، الموافق ل. 16 يوليوز 1957، المنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ 03 صفر 1377، الموافق ل. 30 غشت 1957 ص 1937، التي رغم الأزمات التي اخترقت صفوفها، ظلت حاضرة بقوة وممانعة لما يزيد عن سبعة عشر سنة، وظل أعضاء أمانتها العامة الذين اختاروا الاستقلالية، ونظموا جهازهم المستقل عن أي توجهات، وغير خاضع لأي حزب أو تنظيم، وذلك ليضمنوا له مساحة واسعة من الحرية وتبني الأفكار الخاصة، الشيء الذي مكنهم من إعطاء قيمة مضافة ونفسا جديدا للحقل الصحفي والإعلامي الوطني بكل مكوناته .. بحيث ظلوا متشبثين بمبادئهم .. وأخذوا على عاتقهم حمل هموم خدام مهنة المتاعب والاطلاع على قضاياهم المهنية، والذود عن حقوقهم، وقيادة نضالهم لمستقبل أفضل، والدفاع عن مصالحهم المادية والمعنوية، ولم ينحنوا أبدا أمام الأمواج العاتية، التي لطالما وقفت في طريقهم، بغية تدمير البناء الشامخ، دون أن تفوتهم محاربة وجود الصحافيين أبطال الريع الإعلامي .. ذوي الأقلام المأجورة، والدخلاء الذين يسيؤون بكتاباتهم المسمومة إلى الحقل الصحافي والإعلامي الوطني .. وطبعا، ساهمت المجهودات الجبارة لأعضاء الأمانة العامة الشرفاء في وضع القطار على السكة في الاتجاه الصحيح، وقد كانت قناعتهم وإيمانهم بالرسالة الصحفية النبيلة تجبرهم على خوض المعارك الضارية من أجل إثبات الوجود.

وبما أن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أصبحت اليوم بمثابة حائط صد يستعصى تجاوزه .. ولم يكن أمامها أي مانع من مجابهة أعداء التعددية، وتحدي إقصائهم، رغم العراقيل التي صنعت خصيصا للنيل من قدرة وعزيمة أعضاء أمانتها العامة .. الذين خلقوا منعطفا حاسما في مسلسل النضال الصحافي والإعلامي بالمغرب، وبادروا في حقبة كانت فيها الساحة الإعلامية الوطنية في أمس الحاجة إلى من يسد الفراغ الهائل، الشيء الذي جعل النقابة، تدق آخر مسمار في نعش الذين لا يحلو لهم إلا الاصطياد في الماء العكر، والركوب على مجهودات شرفاء المهنة.

خيانة الأمانة

واليوم، وبعد المؤامرة الفاشلة التي ترأسها من كان مراسلا متعاونا مع جريدة ورقية كان المدير المسؤول ورئيس تحريرها أحد أعضاء الأمانة العامة منذ التسعينات، الذي رُحب به في صفوف النقابة وزكته الأمانة العامة لقيادة فرعها الإقليمي بالرحامنة، والذي ساهمت في تلميع صورته بالمنطقة إبان تنظيمه خلال شهر مايو 2014، للقاء تحت شعار “الإعلام المحلي الكائن والممكن”، استضاف فيه جل مناضلي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة على الصعيد الوطني بتعاون مع الأمانة العامة للنقابة، التي لم تكن تعلم أن تلك الخطوة كانت هي الشرارة الأولى لنقض العهد والميثاق، أو بمعنى آخر بداية مسلسل الغدر والخيانة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تطورت أساليب وضع العصا في عجلة النقابة والبحث عن سبل تدميرها من خلال تسميم الأجواء والتشكيك في السيرة الذاتية لأعضاء الأمانة العامة.

لقاء حاقدي الأمس ودعاة الفتنة الجدد

خلال لقاء نظمته الوزارة الوصية على قطاع الاتصال بمدينة العرفان، قاطعته الأمانة العامة للنقابة لشأن يخصها، رغم توصلها بدعوة من الجهة المنظمة، هنالك خلا الجو للذي وضعت فيه الأمانة العامة الثقة وأصبحت تصحبه معها في حلها وترحالها، وسهلت له التعرف على بعض مناضليها في الفروع الجهوية والإقليمية المنضوية تحت لوائها على الصعيد الوطني، الذين وطد علاقته معهم، واعتبرها فرصة سانحة للوصول إلى مبتغاه الدنيء، وهكذا كانت نقطة الترتيب للانقلاب على الأمانة العامة للنقابة انطلاقا من اللقاء المشار إليه أعلاه، حيث التقى بأحد المؤسسين للنقابة الذي سبق أن صدر في حقه قرار الطرد لأسباب تنظيمية، والذي لازال لحد يوم الناس هذا يعض أنامله من الغيظ حزنا على الخروج من النقابة، لأنها فاجأته بتألقها المتجدد يوما عن يوم، وهذا ما جعله يبحث باستمرار على وسيلة لتدميرها، وكان دوما يتمنى لها الاحتضار، وقد حاول مرارا وتكرارا ليصل إلى مبتغاه بالتشويش عليها، بحيث ظل لسنوات مضت يعيد نشر “اسطوانته المشروخة” التي كان يسعى من خلالها إلى نزع الثقة من النقابة، ولكن لم يسعفه الحظ، و لم يحقق المطلوب .. أجل التقى هذا العضو المطرود والحاقد على النقابة وعلى من يسيرها ب. “كائن ابن كرير” وأراد أن يأكل الثوم بفمه فشحنه بأفكار جهنمية ضد النقابة التي أضحت كالشوكة في حلقه وحلق كل الحاقدين مثله.

أسباب سقوط القناع

حدث أن أصدرت الأمانة العامة في إطار دورها التنظيمي والرقابي مقالا توجيهيا لمناضليها عبر لسان حالها جريدة المستقلة بريس، رأى “كائن الرحامنة” أنه المقصود به، ربما كان في بطنه ما يوجع (في كرشو لعجينة)، فرد بمقال باسم مستعار حمله بالعديد من المغالطات والمزايدات والنعوت والقدح والتجريح في أعضاء الأمانة العامة، الذين ترفعوا عن الرد عليه رغم التعرف عليه .. ولما ضاق صاحبنا ذرعا من المقالات الصادرة عن الأمانة العامة تباعا في نفس الاتجاه، والتي تنبه إلى عدم سلك سبل الارتزاق والابتزاز باسم النقابة، بدأ يبحث له عن مخرج من الورطة التي وجد نفسه فيها، وراودته فكرة التخلص من أعضاء الأمانة العامة للنقابة في شخص الأمين العام فريد قربال ونائبه وأمين المال محمد زمران، ظنا منه أنهما يمسكان عنه أي ملف قد يسيء إلى وضعيته بحكم أنه موظف عمومي .

لقاء مدبري المؤامرة

لما فشلت كل خططه السرية غير “كائن الرحامنة” الوجهة وربط الاتصال بعضو الأمانة الجهوية فاس مكناس .. العضو الذي صنعته الأمانة العامة وبوأته للأسف المكانة التي لا يستحق، وكانت قد ساندته في عدة مراحل من حياته التنظيمية، كما قدمت له يد العون لما سدت في وجهه كل أبواب السلطات بمدينة فاس ومنع من الحصول على وصل إيداع ملف الفرع الجهوي الذي هو على رأسه، لم يجد حينها ملجأ إلا إلى الأمانة العامة وهو في حالة هستيرية ونفسية مهزوزة، والدموع تملأ عينيه من جراء “الحكرة” وخيبة الأمل التي مني بها، وما كان من الأمانة العامة للنقابة إلا أن شدت الرحال إلى مدينة فاس واتصلت بالمسؤولين المختصين وناورت أمام عيني المعني بالأمر حتى تسنى لها الحصول على الوصل النهائي بقوة القانون، وبسرعة البرق تنكر صاحبنا للجميل وضرب كل المجهودات التي بذلت لفائدته عرض الحائط، وركب رأسه الغرور وخيل له أنه زعيم زمانه، وظن أن باستطاعته قلب ميزان القوى لصالحه، وأن حركته الانقلابية ضد من صنعوه من عدم مضمون لها النجاح، بحكم أنه أمين جهوي وتحت إمرته خمسة فروع إقليمية يستطيع أن يوجهها ويفعل بأعضائها ما يحلو له.

وهكذا تسنى للاثنين “كائن الرحامنة” و “ناكر الجميل” التفكير في القيام بمحاولة انقلابية على الأمانة العامة الشرعية .. وشرعا في حبك مخططاتهما في الظلام، مما أوضح جليا أن النزعة الانتهازية كانت صريحة في سلوك هذا الثنائي الذي لا يختلف عن من سبقوه من بعض المؤسسين للنقابة إلى ذلك وفشلوا على امتداد عمر النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ولكن يظهر أن الثنائي أخطأ العنوان ولم يصل إلى تحقيق النتيجة التي خطط لها أسياده الذين كانوا يتحركون ويُنظرون له من وراء الستار .. وبخاصة منهم أولائك المؤسسين القدامى، المشاركين في المؤامرة، والذين لعبوا دور “الرأس المدبر” وأفصحوا خلال لقاء ابن كرير، الذي نظم على هامش المنتدى الدولي للصحافة والإعلام بإقليم الرحامنة عن قوة حقدهم وضغينتهم اتجاه النقابة ومن يسيرها حاليا.

محطة ابن كرير والدعوة التادليسية

SORA 5

صورة اللقاء التواصلي بابن كرير (19 فبراير 2016)

بعد عدة مناورات في الخفاء بغية تدمير النقابة، أو بمعنى أصح إزاحة الأمين العام ونائبه من منصبيهما “ظلما وعدوانا” جادت الأيام على الثنائي المشار إليه أعلاه بمناسبة ذهبية، اعتبرها مفتاح الفرج، متمثلة في المنتدى الدولي للصحافة والإعلام الذي سهرت على تنظيمه أيام 19 – 20 و21 فبراير 2016، جمعية الصحافة والإعلام الالكتروني بإقليم الرحامنة، تحت شعار: ” الإعلام شريك أساسي في محاربة الإرهاب”، وبحكم أن “كائن الرحامنة” يعتبر عضوا في نفس الجمعية المنظمة للمنتدى استغل الفرصة التي كان ينتظرها للاختلاط بأعضاء الفروع الجهوية والإقليمية المنضوية تحت لواء النقابة، وقام بطريقة تدليسية وبتعاون مع “ناكر الجميل” بدعوتهم (أعضاء الفروع) للحضور للمشاركة في دورة تكوينية .. وعن حسن نية لبى إخواننا في الفروع الدعوة وهم لا يعلمون سر المكيدة المدبرة إلا القليل منهم، وبالضبط المقربين والذين جرى بينهم الاتفاق على تخريب النقابة، كما أن الأمانة العامة هي الأخرى توصلت بدعوة من رئاسة الجمعية قصد المشاركة في المنتدى، إلى هنا والأمر يبدو عاديا.

التحايل والضحك على ذقون المناضلين

حضر الجميع .. عضوي الأمانة العامة اللذيْن كانا مدعويْن للمشاركة في فعاليات المنتدى بدعوة رسمية من الجمعية، وأعضاء مختلف الفروع عبر الصعيد الوطني على أساس المشاركة في دورة تكوينية .. وفي غفلة من رئيس الجمعية وبقية أعضائها، وفي غياب الضمير المهني والحس الإنساني وعدم تقدير عواقب الفعل اللامسؤول .. عمل الثنائي بمساعدة بعض المتواطئين معه على الاختلاء بالمناضلين كل واحد على حدة ليشرحوا لهم المغزى الحقيقي من وراء حضورهم الذي كان هو جمع استثنائي للتحضير لعقد المؤتمر الوطني الأول للنقابة، وليس المشاركة في دورة تكوينية التي كانت الطريق إلى دعوتهم وضمان حضورهم، التي جعلتهم (الدعوة) يتكبدون مشاق السفر وحضروا بنية المشاركة في دورة تكوينية، وسرعان ما اتضح لهم بعد حضورهم تحايل الثنائي عليهم، وعملية النصب التي تعرضوا لها، ومكر أصحاب الدعوة التدليسية.

تنـازل الأمانة العامة

بعد أخذ ورد، وبعد محاورة ومناقشة طويلة، والتفكير في حرمة الفضاء الذي أصلا كان معدا لاستضافة المشاركين في المنتدى، وليس للقاء تواصلي بين فروع النقابة والأمانة العامة كما أراد له الثنائي ومن يدور في فلكه، وخوفا من حدوث أي فوضى قد تؤدي إلى إفساد برنامج الجمعية، ونظرا لتواجد بعض الفروع في وضعية غير سليمة اتجاه النقابة .. وفي غياب جدول أعمال محدد .. وبعد تردد، نزلت الأمانة العامة عند رغبة الحضور وقبلت عن مضض الجلوس إلى طاولة المناقشة استجابة لطلب المناضلين في المساهمة إلى جانبها في التسيير عبر لجينات من أجل استكمال العملية التنظيمية لتخفيف الأعباء وثقل المسؤولية التي تتحملها الأمانة العامة، انسجاما مع إيمانها بالمقاربة التشاركية وروح العمل الجماعي التي تسعى إلى تكريسها في النقابة حتى الوصول إلى محطة تكوين لجنة تحضيرية للإعداد للمؤتمر الوطني الأول، تحت إشراف الأمانة العامة طبعا .. وبكل اهتمام استمعت الأمانة العامة إلى المقترحات التي طرحت، والتي كان جلها يصب في عامل التحضير لعقد المؤتمر الوطني الأول للنقابة، دون أن يفكر انتهازيو المؤامرة ضد الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، وبالخصوص ضد فريد قربال ومحمد زمران، أنهم أوضحوا خلال تلك الليلة من شهر فبراير الماضي لمن يبحث عن مبررات لوضاعة سلوكهم التخريبي، التي ظهرت جليا في مسارات سلوكات بعضهم في الصفقات التي استفادوا منها لصالح أندية الصحافة في مدنهم التي كانوا منبوذين فيها من طرف الجميع، والتي لولا النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة ما كان بإمكانهم أن يصلوا إليها.

وتم في النهاية تأسيس لجنة التنظيم وإعادة الهيكلة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، والتي انبثقت عنها ثلاث لجينات، كلفت كل منها بمهمة تحت إشراف الأمانة العامة للنقابة .. ولكن، اتضح من بعد أن الجوقة التي تتزعم الانقلاب على الأمانة العامة تسير ضد التيار، وأن لها أطماع لا حدود لها، ونية مبيتة، كما هو الشأن للاستغلال البشع لتصريح الأخ الأمين العام للنقابة الذي أدلى به “للمغربية 24” عن حسن نية، والذي حُرف عنوانه عن مضمونه لغايات ما.

وشاءت الصدف أن ينصف القدر الأمانة العامة للمستقلة للصحافيين المغاربة، في مواجهة ترهات وانتقادات من كانوا وراء حركة ابن كرير الانتهازية، الذين حاولوا جهد إمكانهم تحريض أعضاء الفروع المنضوية تحت لواء النقابة على قلب الطاولة على الأمانة العامة ونسف مجهوداتها الجبارة التي بذلتها لأكثر من سبعة عشر سنة .. وسقطت ورقة التوت وانكشف أمر “حفنة” المتآمرين .. وتشنجزت الأنفس، ولم يعد هناك أي تواصل بين الطرفين (الأمانة العامة و “حفنة” المتآمرين).

ارتباك واضطراب في صفوف المتآمرين

بعد اتضاح الرؤيا، وبعدما عرف كل طرف من معه ومن هو ضده، كونت “حفنة” المتآمرين خلية عبر “الوات ساب” وشرعت في تداول الأخبار بينها وتسطير القرارات التي لا ترجى منها أي فائدة، واختلط الأمر على الذين في قلوبهم مرض، وحصل في صفوفهم ارتباك عجل بوقوعهم في الكثير من الأخطاء التي بدأ يشْتم منها غدرهم وخيانتهم للأمانة، ولم يلبثوا أن أفصحوا عن نيتهم الخبيثة التي تتجلى في إعلانهم عن عقد المؤتمر الوطني الأول للنقابة دون توفر الشروط اللازمة.

صمود أعضاء الفروع

في خضم الضجة المفتعلة والتي قادها الثنائي المعلوم، تمكنت جل الفروع المنضوية تحت لواء النقابة -التي نحييها من هذا المنبر- من الصمود، ولم يحركها تحريض المتآمرين على النقابة وظلت وفية لميثاق الشرف، وتجند أعضاؤها لمواجهة الشرذمة التي أرادت الاستيلاء على النقابة والركوب على تضحيات كل الشرفاء الذين ساهموا بعرقهم في سبيل بناء هذا الجهاز العتيد الذي أصبح يسيل لعاب الحاقدين الراغبين في اتخاذه مطية للوصول إلى قضاء أغراضهم الشخصية.

الخيط الأبيض وحيلة محاولة الصلح

بعد انقطاع التواصل بين الأمانة العامة والمتآمرين في شخص الثنائي (كائن ابن كرير و ناكر الجميل) وفي إطار بحثهم على ما يقوي عضدهم ويمنحهم الشرعية للاستيلاء على النقابة، التجؤوا بطريقة ماكرة إلى إجراء عملية الصلح، وسخروا أحد أعضاء الفرع الإقليمي بمراكش كوسيط في هذه العملية .. وقبلت الأمانة العامة بعد تردد طويل، احتراما للوسيط الذي له مكانة جد محترمة في نفوس أعضاء الأمانة العامة، وتم تحديد موعد اللقاء الأول بمدينة مكناس .. حضرت الأمانة العامة في شخص الأمين العام ونائبه وأمين المال، و”ناكر الجميل” مرفوقا ببعض أعضاء الفروع الإقليمية بجهة فاس مكناس .. حضر الجميع في الموعد المحدد (05 مارس 2016)، وبعد نقاش مستفيض ومشاورات عدة، استقر الرأي على تكليف لجنة بإعداد أوراق المؤتمر وتوفير شروط انعقاده كما دراسة الجانب المالي واللوجستيكي، وحرر لهذا الغرض محضرا وقعه كل الحاضرين الذين تواعدوا على استئناف اللقاء خلال الأسبوع الموالي (12 مارس 2016) بنفس المدينة للوقوف على ما استجد في الأمر، وطالبت الأمانة العامة بموافاتها بمشروع القانون الأساسي الذي كان من المزمع اتخاذه كورقة أساسية خلال المؤتمر الوطني الأول، وبعد جهد جهيد وعدة مكالمات مع “ناكر الجميل” توصلت الأمانة العامة بمشروع القانون الأساسي “المهزلة”، وكم كانت صدمتها كبيرة لما تبينت لها وضاعة وقلة حياء فقهاء جوقة المتآمرين الذين سمحوا لأنفسهم بالسطو على مشروع قانون أساسي للنقابة المستقلة للأطباء ووضعوه بحذافيره مع تغيير الأسماء طبعا، ناهيك أن الجوقة صاحبة المبادرة لم تعمل على الوفاء بكل ما كلفت به من لدن الأمانة العامة، ولم تحضر حتى في الوقت الذي كان محددا للقاء الثاني، الشيء الذي اعتبرته الأمانة العامة استخفافا بالتراتبية التنظيمية التي تجمع بينها وبين الأجهزة العاملة تحت لوائها ومسؤوليتها، ودفعها ذلك إلى الانسحاب بعد طول انتظارها ومغادرة المكان بعد مرور أزيد من الساعتين، و تنويرا للرأي العام الوطني ومناضلي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة خرجت الأمانة العامة في حينه بملاحظات وضعت نهاية لمسلسل التآمر.

حزم الأمانة العامة

والتحرك السريع للسلطات المسؤولة

أعلن المتآمرون من فاس عن نيتهم عقد المؤتمر الوطني الأول للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، حددوا له يومي 19 و 20 مارس 2016، في غياب الشروط المحددة لذلك، اللهم إلا اعتمادهم على “عرابهم” النقيب السابق المطرود من الأمانة العامة، بحجة أنه هو من يملك الحق في النقابة، بحكم أنه سبق أن كلف من طرف اللجنة التحضيرية التي كانت تهيئ للمؤتمر التأسيسي للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة في مطلع سنة 1999، بإيداع التصريح بتأسيس مكتب النقابة لدى السلطات المعنية، بحيث حمل أوتوماتكيا وصل الإيداع اسمه، والذي جاؤوا به قصد الاستعانة بخدماته ظنا منهم أن الوصل المذكور بإمكانه إعطائهم حق الاستحواذ على النقابة، وقد لوح به “العراب” ما استطاع .. ولكن، لم يأت بفائدة، لأن القانون واضح في هذا الباب، فوصل إيداع ملف التصريح بأي منظمة هو خاص بها ولا حق للذي يحمل اسمه اتخاذه كحبل صاحب الدابة يطلقه ويشده متى شاء وأنى شاء.

وبحزم وثقة في النفس كالمعتاد، التجأت الأمانة العامة إلى القانون الذي هو فوق الجميع، وطلبت تدخل السلطات المختصة من أجل وضع حد للفوضى التي قد تنجم عن عقد المؤتمر الغير قانوني والذي يعد سطوا على الاختصاصات، وتفاديا لخلق البلبلة والفتنة في الوسط الصحافي والإعلامي الوطني، وحملت الأمانة العامة للنقابة مسؤولية ما قد يحدث للسلطات .. وفي هذا الإطار، فقد تجاوبت السلطات المسؤولة مشكورة مع طلب الأمانة العامة، وبتحرك سريع أحبطت مؤامرة عقد المؤتمر الوطني الأول للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في غياب الجهة التي من حقها المطالبة بذلك، والتي هي الأمانة العامة للنقابة الحالية التي تشرف على تسيير شؤونها، وحينها لم يجد المتآمرون بدا من إيجاد البديل الذي يمكنهم من ستر فضيحتهم، وفضلوا اللجوء إلى تأسيس تنظيم نقابي جديد في إطار التعددية.

مـرارة الهزيمة

ولما أغلقت الأبواب أمامهم لم يبق للمتآمرين إلا التفكير في تأسيس تنظيم جديد، الذي وجدوا فيه المتنفس الوحيد، والذي نصبوا على رأسه “العراب” العضو المطرود من الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، كرئيس شرفي، ولا نخفي هنا سرا فقد أصبنا في الأمانة العامة بحرج كبير من جراء الوضع الذي آل إليه حال احمد هناوي المسكين، وتألمنا لحاله وما لحقه من ذل، مما أصبح ينطبق عليه المثل الشعبي الذي مفاده: (السبع إلى شرف يلعبو على ظهرو القرودا)، وذلك نظرا لتاريخ الرجل ومساره المهني .. نعم، بالإعلان عن انعقاد مؤتمر النقابة الجديدة بفاس، والتي أراد مؤسسوها بناء هياكلها على حساب النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة .. بهذا الإعلان، انتهى كل شيء، ولم تعد تربط “حفنة” المتآمرين أي علاقة بالنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ولكن لم تكن بعد عقدة الأمانة العامة التي أصبحت تقض مضاجعهم قد انمحت من مخيلاتهم، فنظرا لحقدهم الدفين وسلوكاتهم السيئة كانوا دائما يضعون تخريب وتدمير النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة نصب أعينهم، فوسوسوا من جديد ل. “عرابهم” باستعمال وسيلة الضغط التي بيده -كما يتوهمون- (وصل إيداع ملف التصريح بتأسيس النقابة) الذي يحمل اسمه، عساه يأتي بفائدة ويفرمل عجلة النقابة التي أصبحت تدور بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، وهكذا أقدم السيد “العراب” المغلوب على أمره والذي نلتمس له العذر على توجيه رسالة إلى السلطات الإدارية والأمنية يحذرها من التعامل مع عضوي الأمانة العامة فريد قربال، الأمين العام الحالي، ومحمد زمران، نائبه وأمين المال، ويتهمهما بالاستيلاء على النقابة التي يظن في قرارة نفسه أنها ملكه الخاص، بحكم أن وصل إيداع ملفها يحمل اسمه، وقد وصلت به الجرأة -إن لم نقل شيء آخر-، أن نسي نفسه من هو، وأن لا حق له أن يتحدث باسم جهاز لا تربطه به أي صلة، وفي نفس الرسالة أصدر تعليمات صارمة للسلطات بعدم التواصل مع الأمانة العامة الحالية، وحذا “كائن الرحامنة” نفس حذوه وأصبح يتجول في منطقته (الرحامنة) مزهوا برسالة “عرابه” ويهدد باستحالة تأسيس أو تجديد أي فرع للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، معتمدا في ذلك على الرسالة اللاقانونية.

انتهاء حلم المتآمرين

الجمع

صورة الجمع العام بمناسبة تجديد مكتب الفرع الإقليمي ابن كرير (04 غشت 2016)

لما نضجت الظروف وأصبح بإمكان الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة تجديد مكتب فرعها الإقليمي بابن كرير .. فعلا، واجهتها السلطة المختصة بالمنطقة بالرسالة اللاقانونية المرسلة من طرف “عراب” المتآمرين الذين يبدو أنهم لم يستسيغوا مرارة الهزيمة القاسية .. لكن، كانت حنكة ومهنية وصبر والنفس الطويل لرئيس اللجنة التحضيرية الذي استطاع إقناع المسؤولين بالأمر أقوى من خزعبلات المتآمرين، وقد قدم حججا دامغة تفند فحوى الرسالة، وتبطل كل ما أقدم عليه مرسلها، وبقوة القانون تمكنت الأمانة العامة، وفي واضحة نهار يوم الخميس 04 غشت 2016، من عقد جمع عام، تم خلاله تجديد مكتب الفرع الإقليمي بابن كرير، حضرته السلطة المحلية في شخص ممثلها، وثلة من الفاعلين المهنيين الذين تكون منهم مكتب الفرع .. وباءت الخطوة الجانحة التي لم يكن يتصور أصحابها أنها ستكون ضدهم في النهاية .. نعم، النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة هي ملك لمن يدافع عنها ويغار عليها .. وأن الهزيمة غير موجودة في قاموسها .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق