أخبارمجتمع

الخطيئة الأخلاقية واردة والعبرة في عدم تكرارها ..!

050

حظيت قضية القياديين في حركة التوحيد والإصلاح بمتابعة كبيرة من قبل كافة الأطراف ذات الصلة بالإعلام والسياسة والثقافة والدين .. برز خلالها المدافعون عن القياديين والمنددين بهما والشامتين .. وانتصبت كل الأطراف تحلل وتبرر وتنتقد وفق مصالحها في القضية، وتوغل من يريدون توظيفها ضد الحزب الحاكم لإبراز هول الفراغ الذي تقوم عليه إيديولوجية الحزب الذي ينتميان إليه المعنيان بالأمر في المجال التأطيري.

إننا في المستقلة بريس، نعتبر الخطيئة الأخلاقية التي وقع فيها القياديان في الذراع الدعوي سلوك اجتماعي وارد بالنسبة للإنسان في محيطه الاقتصادي والاجتماعي الذي يوفر شروط ممارسته، ولا يجب تهويله إلى الدرجة التي أصبح فيها المسؤولون عنه يعتبرونه سلوكا انتقاميا من خصومهم في السياسة والحقل الديني، إذ أن مبررات اللجوء إلى الخطيئة تدخل في القدر الذي لا مبرر له، حيث توجد أيضا مبررات عدم اللجوء إليه والوقاية منه بالتحكم في النفس الأمارة بالسوء، أو منظومة الميول والدوافع الفطرية التي تتمرد على الرقابة العقلية وترغم المتأثر بها على الفعل المرفوض من المجتمع، ومن الرقابة الفعلية التي لا تملك القدرة في بعض الأحيان في السيطرة على الضغوط النفسية.

ليس القياديان في حركة التوحيد والإصلاح محصنان من الوقوع في الخطيئة .. فالواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي السائد هو المتحكم في ظروف الوقوع في هذه الخطيئة التي تبقى عبرة في نتائجها بالنسبة لمن يكون مضطرا للوقوع فيها .. فحجم وخطورة هذه الخطيئة في سلوك الأفراد يكبر أو يصغر حسب الانتماء الطبقي، وما يرتكب في الطبقة المالكة للثروة في المجتمع، لا يمكن مقارنته بمثل هذه الخطيئة التي وقع فيها هذان القياديان.

إن ما نثيره في هذه القضية التي شغلت الرأي العام الوطني، وتحولت إلى مبرر للمعارك الشرسة التي عاشها المحسوبون على حزب العدالة والتنمية ضد خصومهم لا ينبغي أن تأخذ أكثر من حجمها الحقيقي .. وحسب صقور الحزب الحاكم وخصومهم، وما رفع من البحث والاختلاف والصراع حول ما يجب أن يكون عليه أداء المؤسسات، وما يمكن الوطن من تجاوز المعضلات والقضايا الشائكة المطروحة عليه في جميع المجالات، وإقناع الرأي العام الوطني بأهميتهما في تدبير الشأن العام والارتقاء بالوطن على غرار الدول التي تتقارب أوضاعها مع ما يعانيه، وترجمة الرهانات التي يترقب الوصول إليها في جميع الأوراش المفتوحة على امتداد عمر جميع الحكومات المتعاقبة.

نتمنى أن يكون ما وقع للقياديين في حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح عبرة ودرسا لكل من يوجد في أي مؤسسة مجتمعية .. فالعبرة في التغيير نحو الأفضل، وليس في البكاء على ما وقع، وهذا ما يجب أن يفكر فيه الداعيتان في حركة التوحيد والإصلاح إن كانا يؤمنان بما يسهران على إيصاله إلى مريديهما وأتباعهما وعامة المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق