أحزاب و نقابات

نجاحكم في الانتخابات ياقادة أحزابنا مرهون ببرامجكم ونوعية مرشحيكم ..!

%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%a1

يتضح من هول المعارك الجاهلية التي يعيش عليها مشهدنا السياسي الوطني وكأننا لم نتعلم شيئا من الممارسة الديمقراطية التي خبرناها في أكثر من عملية انتخابية .. فما الفائدة من هذه الهجومات على بعضكم البعض يا أحزابنا من كافة الاتجاهات ..؟ وهل لايزال مقبولا أن تخون الأحزاب خصومها بتهم انتهى زمن العودة إليها ..؟ وهل هناك شرعية تنظيمية وتأطيرية لأي حزب وطني اليوم ..؟ وهل ما يتم توظيفه في الجدل القائم حول البرامج والمرشحين يسمح لأي حزب باستمرار ادعاء المصداقية والشجاعة ..؟ وهل المغاربة لا يزالون مجرد أصوات انتخابية جاهزة حسب الطلب من هنا وهناك ..؟

إنكم جميعا يا أحزابنا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار تحت المجهر، ونجاحكم في الانتخابات أصبح مرهونا ببرامجكم ونوعية مرشحيكم، ولن يكون هذا النجاح مقبولا بالبرامج الإنشائية الحالمة المدونة بلغة سوف وسنقوم الخ … والمرشح من عائلة .. ومشهود له بشعبيته في الدائرة تصل إلى .. والحزب اختاره ليكون ..!

وفي هذا الإطار، ننبه أحزابنا أن ثقة المواطنين في العمل السياسي وفي العملية الانتخابية كما شاهدتموها في المدن أصبحت تفرض عليكم تغيير المنهجية في صياغة البرامج واختيار المرشحين واستخلاص العبر من نسب التصويت العقابي.

لسنا في المستقلة بريس، متشائمين اتجاه تجاوبكم أو رفضكم لرأينا، فأنتم أحرار، ولكم سلطة القرار في اختيار ما يناسب حجمكم الجماهيري وقوة آلتكم، وستعرفون بأنفسكم مدى الحاجة إلى تحديث وتطوير منهجيتكم في التحضير للمعارك الانتخابية .. ويكفينا كصحيفة مواطنة مستقلة، أن ننبه إن كنتم تمتلكون القدرة على التمييز، وتعون بما يجب عليكم من أجل الارتقاء بمشهدنا الانتخابي والحزبي والسياسي .. ونهمس في آذانكم بأن المغاربة ليسوا سذجا أو خرفانا صالحة للبيع والشراء.

أنتم المعنيون يا قادة الأحزاب المنتخبون من قواعدكم في المؤتمرات الوطنية، والمطالبون بتكريس هذا التحول في التحضير للانتخابات، فالوطن أعطى ما فيه من الكفاية طيلة جميع التجارب الحكومية السابقة، وعليكم اليوم تقع مسؤولية صياغة البرامج واختيار المرشحين الأقرب إلى انتظارات المواطنين وتطلعاتهم، وإن لم تبادروا إلى تفعيل هذا التوجه التصحيحي والتحضير الجيد للانتخابات البرلمانية المقبلة التي يراد منها اختيار المرشحين القادرين على القيام بمهامهم التشريعية والرقابية، وليس هؤلاء الانتفاعيين الذين لا يعرفون أي شيء خارج ما يوفر لهم المقعد البرلماني من امتيازات وربح فقط.

إذن، نجاحكم يا قادة أحزابنا في الاستحقاق البرلماني، لن يكون في صالحكم إذا ما حافظتم على المنهجية التحضيرية القديمة، فالمغاربة ينتظرون منكم إقلاعا حقيقيا في البرامج الانتخابية والمرشحين .. وما أحوج الوطن إلى ذلك، سيما في هذا الظرف الدقيق من تاريخه الذي يستحق أن يكون له فيه برلمان قوي وقادر على ممارسة وظائفه الدستورية، وذلك أضعف الإيمان، إلا إذا كنتم مجرد حوانيت ووكالات انتخابية، وهذا لا يليق بكم كأحزاب وطنية تسعى أن تكون مساهمتها في مستوى تطلعات المواطنين، سواء في التنمية أو الديمقراطية أو استكمال تحرير الوطن وتحصين استقلاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق