
ذ. عبد اللـه عزوزي
في ظرف أقل من أسبوع على مرور حادثين مأساويين راح ضحيتهما ثلاثة تلاميذ صغار بكل من كلاز و غفساي، تأتي وفاة التلميذ حمزة أزريول لتساهم في رسم الصورة الحقيقية للطفولة و الحياة بإقليم تاونات، إقليم ينتصب عقبة نكداء في وجه البراءة و الطموح و السعي الحثيث نحو حياة تبدأ بالانعتاق من كماشة العزلة و التهميش و الدوس على الكرامة، و تُمَنِّي النفس بغدٍ مشرق ينسجم و الرسالية المفروضة و المُتوَقعة من الإنسان، فما بالك إذا كان هذا الإنسان مؤمنا و مسلماً.
حمزة، ذي الثلاثة عشر ربيعا، و الذي كان قيد حياته يتابع دراسته بمستوى السابعة بالثانوية الإعدادية أنوال بمرنيسة، لقى حتفه مساء اليوم حوالي الساعة السادسة و النصف، في منطقة تسمى “واد الرحى” جراء سقوطه من على سقف سيارة من نوع 207، التي تؤمن النقل المدرسي لتلامذة هذه المؤسسة و لزملائهم بثانوية عبد الكريم الخطابي التأهيلية، المتواجدتان بمركز جماعة طهر السوق-مرنيسة.
التلميذ، ضحية الحادث، ينحدر من دوار أوزاي، التابع مجاليا لتراب جماعة تمضيت، هو الولد البكر لوالديه، و عُرف عنه حسن الخلق و الرغبة العميقة في الدراسة، و هو الأمر الذي جعله من بين التلاميذ المتفوقين و النجباء داخل الفصل الذي كان مسجلا به.
رجال الدرك بسرية طهر السوق أُخبِروا فوراً بالحادث، حيث التحقوا على وجه السرعة بمسرح الحادث و قاموا بفتح تحقيق حول هذه الفاجعة المؤلمة التي انضافت لقائمة مآسي إقليم تاونات.
الحادث، على هوله و بشاعته، يسائل جميع المسؤولين المقصرين في مسؤولياتهم، و الصامتين على مختلف أنواع التجاوزات، و المساهمين في تسييج هذا الإقليم و في تعميق الهُوَّةِ بينه و بين باقي الأقاليم، خاصة في مجال البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، و على رأسها نوعية أسطول النقل المدرسي الذي تكلفت به سيارات أوجدها الألمان لنقل السلع، فإذا به ينتهي بها المطاف إلى حافلات لنقل التلاميذ و المسافرين.