أخبارمجتمع

إجراءات ما بعد الكارثة بالسمارة .. درس نموذجي في تدبير الأزمات

81-1

السمارة مراسلة خاصة

إجراءات مكثفة تلك التي اتخذتها السلطة المحلية بالسمارة في معالجة وتدبير ملفات ما بعد الأزمة، اتسمت بالحكمة والعقلانية وتصريف الأولويات منذ بداية التساقطات المطرية الغزيرة حتى الساعة، بل إن الأمر متواصل ومستمر إلى غاية إرجاع واستتباب أسس ومقومات الحركية التي كانت سائدة قبل هذه المحنة، التي تم تخطيها بمهنية عالية قللت من حجم الأضرار والخسائر التي كان من المفترض أن تكون فادحة لولا هذه المقاربة النموذجية المعتمدة على تسخير الإمكانات المتاحة في الوقت والزمان المحددين وفق منطق الأولويات بطريقة فيها كثير من التحدي وضبط النفس.
وعيله، فقد قامت السلطات المحلية مع شركائها في هذا الشأن بتوزيع عدد من الأغطية والأفرشة على المتضررين من الساكنة نتيجة هذه الكارثة، كما قامت في وقت سابق بالإشراف على إمداد المعزولين والمحاصرين بكمية وافرة من الأغذية والمؤن والأدوية، وإجلاء المنكوبين من مناطق الخطر عبر المروحية، إضافة إلى تقديم إسعافات أولية في عين المكان للعجزة والأطفال والمعطوبين جراء هذه الكارثة البيئية.

69

وفي سياق متصل، وإدراكا منها للسلامة الصحية للمواطنين والمحيط، واحتراما للبيئة والمناخ ونحن على مقربة من COP 22 ، المنظم مطلع هذا الشهر بمراكش، باشرت سلطات المدينة بتنسيق مع الإنعاش الوطني والمندوبية الإقليمية للفلاحة ومندوبية الصحة والمكتب الصحي البلدي، على استهداف البؤر والنقاط التي تعرف تجمعا للمواشي النافقة والمخلفات غير الصحية الناجمة عن الفيضانات، عبر تجميعها بعيدا عن التجمعات السكنية وطمرها في حفر، بعد رش مكان اجتثاثها درءا لانتشار الحشرات والروائح الكريهة واستشراء الأوبئة والأمراض.

كما وقفت سلطات المدينة وعلى رأسها السيد عامل الإقليم، على وتيرة الأشغال بالمحاور الطرقية الرئيسية المؤدية إلى المناطق المجاورة وعلى رأسها الطريق الوطنية رقم 14 في اتجاه طانطان على أمل تسريع وتكثيف الجهود من أجل فك العزلة وفتحها بعد بضعة أيام في وجه السيارات والمركبات القادمة من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال، حيث أصيبت المنطقة في وقت سابق بشلل تام في عصبها الاقتصادي نتيجة انهيار قنطرتي العيون.

83

إستراتيجية محكمة في التدبير المعقلن للأزمات الطارئة والكوارث الطبيعية كانت حصيلته بالأرقام والمعطيات كالآتي : لا خسائر في الأرواح، كما لا وجود لحالات حرجة أو خطيرة – لا خصاص في المواد الغدائية ولا نفاذ للمؤن واستقرار في أسعار هذه المواد – صمود البنية الطرقية أمام جسارة وعتو الفيضانات واهتراء محدود في أحد جوانبها – لا انقطاعات في شبكة الماء أو الكهرباء طيلة هذه المدة .. هذه النتيجة الإيجابية لم تتحقق لولا سهر وصبر وحكمة القيمين على إدارة الشأن المحلي وعلى رأسهم هرم السلطة بالإقليم، وتضافر المجهودات مع مختلف الشركاء والمتدخلين كل من موقعه، خلفت استحسانا وارتياحا واحتراما كبيرا من طرف الساكنة التي أدركت بوعي كبير حجم هذه التدخلات ولامست عن قرب نجاعتها ووقعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق