البيانات

نعم للحوار مع الجزائر لمعالجة المشاكل التي تعترض عودة العلاقات بين البلدين ..!

maroc-alger

شكل إعلان رئيس الحكومة الجزائرية عن رغبته في الحوار المباشر مع المغرب خطوة جريئة يمكن أن تشكل مفتاحا لإعادة الدفء للعلاقات السياسية بين الرباط والجزائر على طريق إنهاء الخلافات التي تعترض تعزيز حسن الجوار والتعاون بين البلدين اللذين يمكنهما عبر مشاركتهما الفعالة تحويل المغرب العربي إلى قوة أغلبية قوية في شمال إفريقيا، ناهيك عن قوة الروابط التي تجمع بين المغاربة والجزائريين، والفرص الاقتصادية المتاحة أمامهما لتحقيق التقدم والتنمية للشعبين، إذا ما تم طي ملف أسباب الخلافات الراهنة.

على المغاربة التقاط الطابع الإيجابي للمبادرة الجزائرية، واستعمال فتح الحوار بين الجانبين في هذه الظرفية الدقيقة التي تستدعي هذا الحوار .. ونعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن كل الظروف مواتية لفتح الحوار، كما عبر المغرب دائما عن إرادته في هذا المضمار .. ومن دون شك، أن جلالة الملك لمح إلى ذلك في أكثر من مناسبة .. خصوصا، أن استمرار النزاع بين الجانبين لا يخدمهما معا بالمقارنة مع المكاسب والثمار التي يمكن جنيها في حالة تغليب قيم الإخاء والتعاون المشترك بينهما، وقد أصبح محكوما علينا في إطار المغرب العربي الاشتغال على الأوراش التي تشجع على الوحدة والتضامن والعيش المشترك، واستغلال الطاقات المتعددة في البلدين لصالح الشعبين وسائر شعوب المغرب العربي.

صدق عبد الرحيم بوعبيد -رحمة اللـه عليه-، حينما كان يطالب بجعل الحدود مناطق للتعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين .. والظروف اليوم، في ظل ما يهدد الشعبين تستدعي معالجة المشاكل المطروحة بهذا المنظور المغاربي الوحدوي الذي نتوفر على إطاره القانوني والمؤسساتي في شخص اتحاد المغرب العربي الذي يمكن أن يساعد على تجاوز جميع العقبات التي تحول دون تحقيق التطلعات المشتركة بين الشعبين .. فهل سنترفع في البلدين عن ما يفرق بيننا ويمنعنا من الاستغلال المشترك للخيرات الباطنية والسطحية التي يمتلكها البلدين ..؟ وهل توجد بالفعل الإرادة من القوى الفاعلة في البلدين على ترجمة كل الشعارات الوحدوية التي من شأنها تسريع عودة العلاقات الطبيعية في جميع المجالات، وطي صفحة انعدام الثقة بين الشعبين الشقيقين ..؟

إن الإعلان الجزائري عن الرغبة في الحوار مع شقيقه المغرب في هذا الظرف، يعكس في الواقع صدق تطلعات القوى الحية في البلدين في إمكانية ردم الفجوة وتحويل الخلاف إلى نقيضه مادام الحوار سيمكن البلدين من التفاعل الإيجابي مع الرغبات المجتمعية الوحدوية المعبر عنها في الرأي العام الوطني في البلدين .. وباعتبارنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة جزء من النسيج المجتمعي المدني النقابي، نرى في الخطوة الجزائرية صحوة مغاربية على طريق فتح أبواب التعاون بين الشعبين في كل المجالات التي من شأنها تسريع عملية التنمية والتقدم واستغلال ما تم هدره من زمن لصالح الأجيال الجديدة، التي لا يجب أن تعيش إرث الماضي بكل كوابيسه وإحباطاته .. ونتطلع إلى أن تكون هذه المبادرة في الحوار الجزائري خطوة لتوسعة في مجاله الجغرافي المغاربي لتشمل بقية دوله كافة، في انتظار انفراج الوضع في ليبيا وعودة شرعية الدولة إلى هذا البلد المغاربي في أفق إرساء لحمة الشعوب المغاربية، وانبثاق المؤسسات المغاربية القادرة على ترجمة المغرب العربي على أرض الواقع لا أن يظل مجرد حلم مغاربي يتردد صداه من حين لآخر فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق