أخبارمتفرقات

قناة الرأي الآخر

فوطو

بقلم: الدكتور الصديق بزاوي

في إطار مساهمته في لقاء صحفي بعنوان {حصاد 2016}، وصف الكاتب الصحفي “عبد الباري عطوان” قناة روسيا التلفزيونية  (R T)، بأنها قناة الرأي الآخر .. ففي إطار مداخلته المتعلقة بالشرق الأوسط، أشار إلى أن هذا الأخير يعتبر أهم عناوين الإعلام الدولي، وأن إعلام روسيا الاتحادية كان هو الأبرز، وقد تمكنت قناة (R T) من التألق بشكل لافت للانتباه، وذلك على حساب قنوات شكلت خلال عقود أقوى إعلام ومصدر الخبر والصورة ما هيمن على الإعلام الدولي، وخاصة الإعلام الغربي، فساهم إن لم نقل تحكم في صناعة الرأي العام الدولي، وتتمثل هذه القنوات على الخصوص قي قناة (BBC) البريطانية و قناة الجزيرة القطرية .. ونتيجة لهذه الظاهرة، توحد تميز الرأي العام سنة 2016، وما قبلها، المتعلق بالشرق الأوسط بوحدة الخطاب، فكانت عناوينه الأساسية تتمحور حول ضرورة رحيل بشار الأسد، وتدخل إيران الطائفية في دول المنطقة وخطورتها على دول الجوار، وعملها على نشر المذهب الشيعي وصناعة الإرهاب، وحرصها على امتلاك القنبلة النووية وأسلحة الضمار الشامل، وتهديدها لإسرائيل .. الشيء الذي أضاق السواد الأعظم من الشعوب العربية.

أما قناة الرأي الآخر ( R T)، لقد كان خطابها عكس الخطاب الغربي العربي، فكانت أهم عناوينه شجب تدخل الدول الكبرى الأوربية والأمريكية في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، و وضع حد لسياسة تغيير الأنظمة، وتشجيع الإرهاب، وإثارة الفوضى في المنطقة، والتمسك بالشرعية الدولية، وقد تمكن بفضل مصداقيته استمالة الرأي العام الدولي، وتراجع تأييد ما سمي بالثورة السورية، خاصة بعد تعاظم خطر التطرف والإرهاب، وانتقال عدواه إلى دول مشجعة لها، وانقلاب السحر على الساحر.

ولذلك فقد استحقت قناة (R T) الروسية أن توصف بقناة الرأي الآخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق