كلمة النقابة

النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة تطوي الصفحة الثامنة عشر من عمرها

18 SYNDICAT

منذ تأسيسها قبل ثمانية عشر سنة، وبالضبط يوم 29 يناير 1999، عندما أطلقت أول زغرودة معلنة ولادة النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، على أيدي ثلة من الصحافيين الشرفاء الذين خلقوا منعطفا حاسما في مسلسل النضال الصحافي والإعلامي الوطني، والذين منهم من غادر النقابة لأمر ما .. ومن توفى إلى رحمة اللـه ـبالمناسبة نطلب لهم الرحمة و المغفرةـ .. ومنهم من ينتظر، ولا زال مستمرا في نضاله داخل صفوف هذا التنظيم النقابي المستقل الذي جرى تأسيسه بالمغرب نهاية التسعينات من القرن الماضي، تحت شعار: “استقلالية الصحافة حماية لحرية التعبير”.

نعم، هذه النقابة التي بالرغم من تعدد أشكال الأزمات التي اخترقتها والصعاب والإكراهات والظروف الغير عادية التي واجهتها، والمكائد التي صنعت خصيصا للنيل من قدرة وعزيمة أعضاء أمانتها العامة، لازالت حاضرة بقوة وممانعة، ولم يتوقف عطاؤها .. بحيث أنها منذ اللحظات التي رأت فيها النور التصقت بها العديد من الخصائص المميزة .. من أهمها، حمل هموم خدام مهنة المتاعب والاطلاع على قضاياهم المهنية، والانحياز إلى جانبهم والوقوف في صفوفهم، والذود عن حقوقهم، وقيادة نضالهم لمستقبل أفضل، دون أن يفوتها العمل على فرض احترام أخلاقيات المهنة، مما أعطى خاصية جديدة إلى تاريخها النضالي الطويل الذي يمتاز بشيء من التأريخ للحياة النقابية في المغرب .. هذه النقابة، التي قدمت أعمالا متميزة، وبذلت جهدا كبيرا من أجل الوصول إلى الأهداف التي رسمتها منذ أول خطوة خطتها في ساحة المجال الصحافي والإعلامي الوطني، معتمدة على وسائلها الذاتية، مما أتاح لها الإقدام على الانفتاح على محيطها الواسع، باعتبارها نقابة مهنية مسؤولة ونشيطة على الصعيد الوطني، الشيء الذي جعلها تحافظ على أصالة انتمائها الوطني وتطوير أدائها النقابي ليتماشى مع تحولات مجتمعنا السريعة، والأعباء الثقيلة التي يتحملها الفاعلون الصحافيون والإعلاميون في مثل شروط واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحضاري.

وبكل فخر واعتزاز .. ونحن نصل اليوم إلى محطة الذكرى الثامنة عشر لتأسيس النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي نحييها تحت شعار: “البقاء للأصلح” والتي نعتبرها مناسبة أخرى للتأكيد على أهمية مبادئنا ومواقفنا، وإبراز قيمنا التي نجعل من مصلحة البلاد من أولوية أولوياتنا .. مستحضرين دائما في منطلقاتنا، أن الإعلام رسالة نبيلة ينبغي أن يكون فاعلا وهادفا بالشكل الذي يعزز سبل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتحصين الحريات العامة من الاستهداف اللاقانوني، كما لَمِ شمل حملة الأقلام وتنظيم المهنة والرفع من مستواها، و الرقي بأهلها إلى المكانة المشرفة وطنيا ودوليا مع تحصين وتثبيت والحفاظ على جميع المكتسبات التي تحققت.

وفي هذه المناسبة العظيمة .. ونحن نقلب صفحات تاريخ النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة الطويل، المليء بالذكريات الخالدة، التي صيغت بعزة وإباء، ومسؤولية جسيمة، وفي خضم هذه الفرحة العارمة، لا يسعنا إلا استحضار التجربة النقابية الغنية والعميقة والخاصية التي تحظى بالتقدير والاحترام .. و-للذكرى كذلك-، رأينا أنه لا بأس من الوقوف عند واقعة “لقاء ابن كرير” سيئة الذكر .. التي عاشت أطوارها النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، مطلع السنة التي ودعناها قبل أيام قليلة، أبطالها أعضاء محسوبين على أصابع اليد الواحدة، كانوا يرمون من خلال تحركهم تغليط الرأي العام الوطني والمناضلين الذين سبق لهم أن قاموا بالتدليس عليهم .. أجل، هؤلاء الانتهازيين الذين انقلبوا على النقابة الأم، وحاولوا عبثا تدميرها ونسف كل المنجزات التي تحققت، حيث كان لهم خياران اثنان لا ثالث لهما .. إما الهيمنة على النقابة أو الذهاب إلى حلها نهائيا، ولكن همة وثبات أعضاء الأمانة العامة -على قلتهم- و وقوف أعضاء فروع النقابة على الصعيد الوطني الذين يؤمنون بأهداف ومبادئ النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، القائمة على الوضوح وعلى الاستقلالية، جعلتنا معا ندق آخر مسمار في نعش الذين انزلقت أقدامهم عن سواء السبيل، واضطروا إلى الانسحاب وهم صاغرون .. وهكذا، فإن المتتبع لقضايا الصحافة والإعلام بالساحة الوطنية، يلاحظ عن قرب، أننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، رغم الرجة التي أحدثتها “جوقة المتآمرين”، مازلنا في درب النضال سائرون .. رافعون الرأس عاليا، والقلم ضد كل الذين يضايقهم تواجدنا .. ولا ينكر إلا جاحد أو جاهل النصر الذي تتوج به مسيرة النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة يوما عن يوم.

وعلى هامش تخليد النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة لهذه الذكرى العزيزة الخالدة، فإننا في الأمانة العامة للنقابة، نعاهد مناضلينا الأوفياء الذين ساندونا في محنتنا، ووقفوا معنا صفا مرصوصا في اللحظات الحرجة في مواجهة جماعة الوصوليين .. نعاهدهم، أننا سنظل على مبادئنا وقيمنا محافظين، أوفياء لوعودنا وبرامجنا .. ملتزمون بما سطر في القانون الأساسي للنقابة، وسنكون دائما حريصين على خدمة الصالح العام وتلبية ما يطمح إليه المناضلون المخلصون المنتمون لنقابتنا، كما أخذنا ذلك على عاتقنا ومسؤوليتنا منذ تأسيس النقابة التي أصبحت حائط سد يستعصى تجاوزه، ولم يعد أمامها أي مانع من مجابهة أعداء التعددية، كما نعلن أننا سنظل واقفين وقفة رجل واحد .. صامدين للذود عن الوحدة الترابية، وتحرير ما تبقى من أجزاء الوطن المغتصبة في ظل العهد الجديد الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس حفظه اللـه .. متمسكين بالاستقلالية التي كانت شعارنا في المؤتمر التأسيسي لنقابتنا العتيدة خلال العشرية الأخيرة من القرن الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق