أخبارمنبر حر

الفرق بين يومي 07 أكتوبر و 08 نونبر من سنة 2016

ذ.عبد الله عزوزي 

توABDELLAH AZZOUZIجه الناخبون المغاربة صباح يوم الجمعة 07 أكتوبر 2016 صوب مراكز التصويت من أجل فرز البرلمان الذي سي
مثلهم و يُشَرِّعُ لهم على مدى الخمس السنوات المقبلة؛ العملية، و إن شابتها بعض الخروقات من طرف اللاديموقراطيين، فإنها على الأقل رسمت خارطةَ طريقٍ واضحةَ المعالمِ في اتجاه مستقبل حابِلٍ بالتحديات الداخلية و الخارجية في زمن مُتَّسم بالسرعة و الدقة و الفاعلية.

و وسط لغطٍ كبير كان يُبَشر باستعداد المتنافسين على السلطة للانقلاب على شرعية الصناديق و

ميولات الناخبين، احترم ملك البلاد روح الدستور (2011) و عين، ثلاثة أيام بعد يوم الاقتراع، رئيس الحكومة من حزب العدالة و التنمية باعتباره الحزب الحاصل على المرتبة الأولى ب 125 مقعدا نيابيا، في شخص أمينه العام الأستاذ عبد الإله بنكيران.

شهرا بعد ذلك، أي يوم 08 نونبر 2016، توجه الأمريكيون إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيس بلادهم الذي سيخلف براك أوباما الذي أمضى ولايتين رئاسيتين، ولم يعد له الحق في الثالثة بموجب مقتضيات الدستور الأمريكي. كان السباق على أشده بين هيلاري كلينتون التي كانت الغالبية العظمى –بما فيها الغالبية الدولية و ضمنها المغرب – تتوقع فوزها، و بين الملياردير و رجل الأعمال دونالد ترامب، المثير للجدل بتصريحاته “العنصرية ” ضد الأجانب و السود و المسلمين.

الميولات العميقة (الدفينة) للناخب الأمريكي سلمت مقالد الحكم للجمهوري ترامب بدل الديموقراطية كلينتون، و هو الأمر الذي استقبلته فئات عريضة من الأمريكيين بالصدمة و خيبة الأمل، دفعت الكثير منهم إلى الخروج في مظاهرات شابتها أحيانا انفلاتات أمنية خطيرة.

ورغم طابع عدم الترحيب بدونالد ترامب خلفا لباراك أوباما، داخليا و دوليا، فإن لا أحد فكر في أن يجرده من الشرعية التي تسلمها من صناديق الانتخابات، بل مضى صباح اليوم الموالي للرِّئاسيات الخامسة و الأربعين إلى مهمة اختيار فريق إدارته، الذي تشكل من أسماء جديدة من عالم المال و الأعمال و الأكاديميا، واضعا نصب عينيه يوم 20 يناير 2017 الذي جرت العادة بأن يكون يوم التنصيب، إيذانا بانطلاق المهمة و الشروع في تحقيق الأهداف.

إذن، تابع العالم قبل يومين حفل تنصيب دونالد ترامب بالساحة المقابلة للبيت الأبيض، والتي تميزت بأداء القسم و بالخطاب “التاريخي” للرئيس الجديد الذي أكد فيه نفس العناوين العريضة التي رفعها أثناء حملته الانتخابية و التمهيدية.

ومباشرة بعد حفل التنصيب بدأ ترامب أول يوم عمل له كرئيس منتخب، و الذي بدأه بقداس ديني بأحد أشهر الكاتيدرائيات بالعاصمة واشنطن ، و في المساء انتقل إلى مقر وكالة الاستخبارات المركزية، في خطوة لا تخلو من رسائل و دلالات، حيث قدم خطابا من ربع ساعة تقريبا وعد فيه بتقديم الدعم الكامل لهذا الجهاز النافذ، و تطرق فيه لعلاقة الإعلام بأنشطته و تحركاته و للطريقة التي تعامل بها الصحفيون و المراسلون مع حدث يوم التنصيب.

و عَوْداً على بدء، ها هي نتائج انتخابات سابقة عن الانتخابات الأمريكية بمدة شهر (أي ستون يوما و ليلة ) لا زالت معلقة، و لم يظهر لها أي أثر، اللهم الأثر السيئ الذكر، وها هو رئيسها المعين، المدعوم بتوجيهات سامية من الملك و بمبادراته التي أرسل فيها مستشاريْه (( التي حذرت الأحزاب من الابتزاز و التماطل، و ألحت على الإسراع في إخراج الحكومة إلى حيز الوجود))، لا زال معزولا كما تَعزِل بعض القبائل الهندية المصابين من أبنائها بالجذام، هذا في الوقت الذي لا أحد خرج للشارع ليعارض اختيار الملك لبنكيران رئيسا للحكومة، كما فعل مواطنو بَلدٍ، مُتَعدِّدِ الولايات و الأعراق و الأديان، في وجه دونالد ترامب الذي بدأ العمل قبل يومين، في حين ما زلننا نحن في المغرب ننتظر ماذا سيقرر الفساد و التحكم في رقابنا و في مستقبلنا.

ترى هل تستطيع، إذن، جبهة الالتفاف على الديموقراطية و تطلعات المغاربة الداخلية أن تصمد أو أن تتعامل بندية مع الجبهة الديموقراطية الخارجية، و في مقدمتها إدارة دونالد ترامب ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق