أخبارملفات و قضايا

من هو الفيل ومن هي النملة في هجومك على ادريس لشكر يا محمد يتيم ..؟!

يتيم

لم نكن نعرف أنك تجيد البوليميك يا محمد يتيم، القيادي في حزب العدالة والتنمية، من خلال هجومك على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي تمكن من الظفر برئاسة مجلس النواب، التي كانت ستكون لأحد أقطاب الأغلبية الحكومية التي سيشكلها الرئيس المكلف بها من الحزب الفائز بصدارة النتائج في الاستحقاق البرلماني ل. 07 اكتوبر 2016، ولما كشفت لنا عن هذا الجانب من قوتك السياسية ضد خصومك، ومنهم ادريس لشكر، على إثر ما قاله في البرنامج التلفزيوني “ضيف الأولى” .. نستطيع أن نحاورك حول قصة الفيل والنملة التي تحدثت عنها في تدوينتك الجديدة .. فهل بالفعل يمثل حزبكم الفيل ويمثل الاتحاد الاشتراكي النملة ..؟ وهل الفيل الذي تتباهى به يملك عناصر القوة التي تمكنه من إضعاف النملة الاتحادية التي كانت و لاتزال رغم تراجع نتائجها الانتخابية قادرة على الحركة والفعل في المشهد السياسي الوطني ..؟ والتي يعود لها الفضل في التاريخ المشرق للديمقراطية التي سمحت لحزبكم بارتقاء نفوذه في المشهد السياسي الوطني، إلى جانب الصفحات البيضاء التي سطرها مناضلو الاتحاد الاشتراكي من أجل ما وصلنا إليه حتى الآن، وإن كنت تربط قوة حزبكم بأصوات الصناديق، فيمكن أن تعود إلى تاريخ التجارب الانتخابية التي عرفها المغرب لتتأكد من رصيد الاتحاد الاشتراكي في العمليات الانتخابية، مع الإشارة إلى أن سوء النخب التي تعاقبت على الاتحاد بعد رحيل المناضل عبد الرحيم بوعبيد، هي التي سهلت على حزبكم الحصاد الانتخابي الذي تسوقونه اليوم.

من حقك يا يتيم أن تفتخر بإنجازات حزبكم، التي يمكن أن تتحول إلى خسارات في المستقبل، إذا ما أعاد الاتحاد الاشتراكي النظر في إستراتيجية نضاله وتصالح مع مناضليه، وغير منهجية عمله لاحتواء تصدر حزبكم للمشهد بخطاب المظلومية والوفاء للمرجعية الدينية التي توظفونها في الدعاية لبرنامجكم الانتخابي، مع أنها تمثل العقل الجمعي والمعتقد المشارك بين جميع المواطنين، الذي لا يجب استغلاله في التدافع الحزبي والسياسي والانتخابي .. ولتتأكد يا يتيم أن نجاح الاتحاد الاشتراكي في الانتخابات بمجلس النواب يوضح عمق المنظور والمشروع الوطني الذي يوجه الاتحاد الاشتراكي الذي لم يساوم على القضايا الوطنية عبر تاريخه، وإن كانت ذاكرتك ضعيفة، فيمكن أن نعمق النقاش معك حولها متى رغبت في ذلك .. ويكفي أن شعار الاتحاد الاشتراكي الأساسي ما زال يقوم على التحرير والديمقراطية والاشتراكية، وهذا وحده يوضح مشروع فلسفة الحزب التي يحتل فيها الوطن مساحة كل المشروع الاتحادي الديمقراطي والاشتراكي والتحرري والحداثي.

من خلال هذا النقاش البوليميكي المسؤول معك يا يتيم، يمكن أن تعبر عن موقفك وموقع قصة الفيل والنملة التي عقبت بها على تدخل ادريس لشكر الذي وقف عند الأرقام، التي عبرت عنها الصناديق الانتخابية، والتي تفضح قضية الاكتساح والحصاد الانتخابي الذي بخرته المعطيات الرقمية عن نسبة المشاركة التي لم تتعد 43 %، والتي وصلت إلى هذا الرقم بمساهمة نسبة الناخبين في الأقاليم الجنوبية التي تجاوزت 57 %، وتعكسها الأصوات الانتخابية التي نال منها حزب العدالة والتنمية مليون وأكثر من 550 ألف صوت، وباقي الأحزاب حصدت 5 ملايين صوت موزعة بينها، والتي تؤكد عدم الهيمنة على أصوات الناخبين التي بررت بها يا يتيم دفاعكم عن مشروعيتها، والتي لم تهيمنوا على أغلبها التي تظل مع باقي الأحزاب التي ساندت ترشح المالكي لرئاسة مجلس النواب.

إذن، محاولتك للاستخفاف من النملة في شخص الاتحاد الاشتراكي أمام الفيل الذي يمثل حزبكم، تكون قد تبخرت في الأرقام التي سبقت الإشارة إليها .. وبالتالي، يكون تعقيبك على مداخلة ادريس لشكر غير موضوعي، لأنه التزم بما عبرت عنه الصناديق واحترم حصول حزب العدالة والتنمية على التكليف الملكي بتشكيل الحكومة، ولم يطعن في أهليته لقيادة الحكومة في الولاية التشريعية الثانية، و لايزال ينتظر كباقي الأطراف الحزبية التي فتح معها بن كيران الحوار، مما يعني أنه كان منسجما مع الترتيب الذي حصل عليه الاتحاد الاشتراكي، وسواء وقع عليه الاختيار والانضمام إلى الأغلبية المقبلة، أو لم يحدث ذلك، فإن الاتحاد برهن على وطنيته التي لا يمكن التشكيك فيها.

من ما لا شك فيه، أن لشكر في حلقة البرنامج قد تفادى كل ما يمكن أن تعتبره يا يتيم أو غيرك من قياديي حزب العدالة والتنمية سببا في عرقلة تشكيل الحكومة، وأنه كان حريصا خلال الحلقة على مناقشة الأسئلة التي طرحت عليه، بما تتطلبه من الواقعية والموضوعية، حتى تكون الإجابة على منشط برنامج “ضيف الأولى”، والذي أظهر فيه مواصفات الزعيم الحزبي الاتحادي الذي لا يخشى في الدفاع عن وجهة نظر حزبه من يواجهه في الحوار، إلى جانب التحليل المتزن والعقلاني لطبيعة ما جرى في المشاورات مع الرئيس المكلف، والحقيقة العارية عن أسباب ترشح الاتحاد لرئاسة مجلس النواب التي تختلف مع تفسير الرئيس المكلف بالمشاورات، إلى جانب التعاطي الإيجابي مع قضية المشاورات لتشكيل الحكومة وأغلبيتها، دون الخروج عن أبسط أعراف وقيم الحوار السياسي الوازن، وهذا من دون شك ما ضاع عنك يا يتيم في هذا البولميك الذي يكشف حقيقة مفعول الهزيمة التي وقعتم فيها في انتخاب رئيس مجلس النواب، الذي لا يعتبر مهزلة أو عبث سياسي أو انقلاب كما تصورته من خلال قصة الفيل والنملة، وكما لاحظ الجميع في برنامج “ضيف الأولى”، وحتى لا تتهمنا بالانحياز، نقول لك من موقعنا في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، وبالوضوح الإيديولوجي المواطن، أننا نناقشك من خطنا التحريري المستقل الذي لم يسلم منه حتى ادريس لشكر نفسه في أكثر من مناسبة .. وسنظل أوفياء لروح المسؤولية والمهنية والمواطنة في تحليلنا ونقدنا لكل من يعتقد أنه خارج المتابعة والمساءلة الإعلامية والصحفية النقدية الصارمة، التي نسلكها في جريدتنا المستقلة بريس، اتجاه الجميع، سواء كانوا في الأغلبية أو المعارضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق