أخبارمنبر حر

في معنى الأصيل ..!

ذ. عبد اللـه عزوزي

ككلABDELLAH AZZOUZI صباح تزيح الشمس الستار عن ليل مبهم وغامض و مختزل .. ثم ما يلبث أن يتوزع الناس على مناكب الأرض و في مختلف الاتجاهات، كل تحركه نواياه و تمسك بيده مقاصد ..!

لكن، رغم اختلاف الطباع وتعدد المساعي و تنوع الكفايات .. فإن هذا الاختلاف المخيف يمكن أن نختزله في كلمة واحدة لا يلقى الناس لها بالا؛ في حين إنها كلمة مُحَدِّدةٌ و مفصلية و تصنع الفارق، بل تقسم الخلق إلى ما بين مُلْقى به في الجحيم و مُستَقِرٍ في النعيم .. تلك الكلمة هي ” الأصل، ذات الارتباط بالأصيل و الأصالة” .. فالعرب قديما، و لربما في عز قوتها و تحضرها، افتخرت بالنسب و الأصل، و هو ذات المنطق الذي كان وراء إبداع حكم و مبادئ ظلت تؤثث تراثنا الحضاري من قبيل ” تموت الحرة و لا تزني” و

“العلم يبني بيوتا لا عماد لها // و الجهل يَهدم بيت العز و الشرف”

و كذا تلك المرأة العمورية (بتركيا حاليا) التي نادت بكلمة واحدة ((“وامعتصماه”)) كانت كافية لتحرك جيوش الخليفة المعتصم من أجل تحريرها من الأسر (سنة 838م) ..!

أعتقد شخصيا أن الفرق بين الأشخاص يكمن في أن يكون الفرد “أصيلا” أو “غير أصيل”؛ لحسن الحظ أن هذا المعنى ليس بالضرورة أن يكون فطريا، أي أن يولد مع الشخص، بل قد يصبح مُكتسباً، و مسيرة اكتسابه هي في حد ذاتها تهذيب و تنوير، تقوي القلب و تبعث الضمير، اللذين بدون عافيتهما و يقظتهما لا يمكن الحديث عن أي نجاح أو تميز في الحياة الدنيا و الآخرة.

فلو عدنا لواقعنا المغربي و قسنا محاسنه و بوائقه بهذا الميزان، لوجدنا أن كل خير يقف وراءه إنسان أصيل، و أن كل شر تصنعه، أو تحركه، قلوبٌ غير أصيلة .. و المحصلة، بالتالي، هي لا يمكن أن تكون أصيلا، و في نفس الوقت شريرا؛ كما لا يمكن لأي منا أن يدعي بأن المجرم ـ سواءٌ كان قتالا للأرواح أو سارقاً للأرزاق أو وائداً للأحلام ..– بأن يكون أصيلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق