أخبارملفات و قضايا

ندوة “الصورة في الصحافة بالمغرب” وفضح واقع صاحبها المسكوت عنه ..!

100233

فعلت النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، خيرا حينما امتنعت عن الكلام في ندوة “الصورة في الصحافة بالمغرب” التي نظمتها وزارة الاتصال يوم الخميس 16 فبراير 2017، لكي لا يقال عنها (النقابة) استغلت الندوة للتشهير بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية وفيدرالية الناشرين، اللتان انسحب مسؤوليهما قبل النقاش حول مداخلات الندوة، ومن جهة أخرى، لم تقاطع النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة المصورين الصحافيين الذين كشفوا الغطاء عن المستور في واقعهم المهني الذي وصل إلى الإفلاس من خلال سلوك “الباطرونا” الصحفية التي لا تعتبرهم صحفيين مهنيين .. الشيء الذي زكته مشاريع القوانين الجديدة التي أحصرت موادها وفصولها فيما لا علاقة له بالصحفي المهني المصور الذي غاب في قانون الوزارة، خاصة في قانون الصحفي المهني.

ما حدث في الندوة وبكل موضوعية، هو أن كلمة ممثل النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عوض أن تكون حول موضوع الندوة أو حول من يمارس التصوير الصحفي من خلال تصور النقابة لواقعه ودفاعها عنه كغيره من الشرائح الصحفية والإعلامية التي تؤطرها في منظورها النقابي، لجأ إلى اتهام المصورين الصحفيين بأن جلهم “مصوري أعراس” وعلى القوة العمومية محاربتهم لأنهم يسيؤون إلى العمل الصحفي والإعلامي، وهذا ما حول مناقشة الندوة إلى ما يعانيه المصورون الصحفيون في المؤسسات الصحفية والإعلامية .. أما مداخلة ممثل الناشرين فقد حصرها في “التسونامي” الإلكتروني الذي تتعرض له الصحافة المكتوبة والذي سيعمل على إفلاسها في المستقبل القريب ـ حسب قوله ـ .. أما المداخلات العلمية التقنية التي قدمت في الندوة، فلم تناقش من قبل الحاضرين، الذين لجأ معظمهم إلى طلب الوزارة الالتفات إلى فئة الصحفيين المصورين، وتضمين مشاريع القوانين ما يمكن أن يجعلهم من ضمن الفئات المستهدفة.

إذن، بالنسبة لنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا يمكن لنا إلا أن نكون مع هذه الفئة من المهنيين، رغم أننا استدعينا رسميا من قبل الوزارة الوصية على قطاع الاتصال كغيرنا للمشاركة في الندوة، ولكن لم نأخذ الكلمة في بدايتها كما حصلت عليها النقابة الوطنية للصحافة المغربية وفدرالية الناشرين اللتان لا زالت الوزارة مصرة على اعتبارهما وحدهما المنظمتين اللتين تؤطر جميع الفاعلين في المشهد الصمفي والإعلامي الوطني، ولا زالت (الوزارة) لا تعترف بالتعددية النقابية في مجال الصحافة والإعلام الوطني.. وهكذا تتحمل وزارة الاتصال المسؤولية فيما وجه للنقابة الوطنية للصحافة المغربية وفدرالية الناشرين من انتقادات من قبل الحاضرين، الذين كان يمثل جلهم المصورين الصحافيين .. وقد كنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة شهودا على فضح المسكوت عنه.

حتى لا نتهم بالمزايدة واستغلال المناسبات للتشكيك في سلوك النقابات والفدراليات، كان إحجامنا عن التدخل في الندوة لإيماننا بالمشهد النقابي التعددي، مطالبين باحترام شرعية كل مكونات هذا المشهد النقابي التعددي، وإيجاد فرص العمل المشترك للدفاع وصيانة حقوق جميع الفاعلين الصحفيين، من محررين ومراسلين ومصورين وتقنيين ومدونين ومخرجين ومذيعين، وكتاب صحفيين وخبراء ومعلقين، ومنشطي البرامج الإذاعية والتلفزية والصحفية، وكل المتدخلين في إنتاج العمل الصحفي والإعلامي، الذين تجاهلتهم اللجنة العلمية المعينة من طرف الوزارة لصياغة مشاريع القوانين، والتي كانت غير منتخبة من أمة الصحافيين والإعلاميين عبر المقاربة التشاركية التي طرحتها النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، قبل شروع اللجنة العلمية المعنية في صياغة مدونة المشاريع التي تم تمريرها في مجلس النواب بواسطة الأغلبية الحكومية السابقة، وقبل عرضها للنقاش العمومي واستخلاص مواقف الفاعلين منها جهويا ووطنيا، ولو عبر استفتاء للمهنيين حولها، حتى يكون تقديمها في مستوى تطلعات المهنيين الذين فرضت عليهم كأجراء لدى الوزارة، وليس كقوة شغيلة في المقاولات الصحفية التي لا تعمل تحت إشراف وزارة الاتصال.

إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي لم تولد لإفساد المشهد النقابي أو تحقير ما قامت به النقابات والفدراليات التي تشاركها الوجود في المشهد النقابي الإعلامي والصحفي، ولا تسعى إلى استغلال حدث الندوة المشار إليها لإثبات وجودها والدعاية النقابية الرخيصة للمشروع النقابي الذي تناضل من أجله لصالح جميع الفاعلين حتى الذين يختلفون معها في الاختيار النقابي، والمحسوبون على غيرها من المنظمات التي تؤطر الصحفيين والإعلاميين، وتعتبر حدث ندوة “الصورة في الصحافة بالمغرب” مناسبة لفضح النقاش حول الهم الصحفي والإعلامي واستغلال المناسبة للمطالبة بوقف مهزلة القوانين الجديدة التي لا ترقى إلى المطالب والتطلعات المشروعة لعموم الصحفيين والإعلاميين .. وسنكون سعداء في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، مع باقي شركائنا في المشهد الصحفي والإعلامي من أجل المصالح المشتركة لجميع الفاعلين الصحفيين والإعلاميين .. فهل من استعداد للتعاون الجماعي لإصلاح مشهدنا الصحفي والإعلامي بروح جماعية ومواطنة ومناضلة ومسؤولة ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق