أحداث دوليةأخبار

الحملة بدأت (A VOS MARQES ) ..!

JAZ 1

المستقلة بريس / *فيصل زقاد

انتهت مهلة زبر قوائم التشريعيات منتصف ليلة أمس، و نجا من مقصلة الإدارة كثير من أصحاب الشكارة و المال الفاسد، و ستنطلق بعد أيام قلائل، الحملة الانتخابية، و سيبدأ معها الضرب تحت الحزام و توزيع الوعود مع توزيع “الكسكروطات” على جوعى البطون و العقول، و ستزين كل الأماكن المسموحة و الغير مسموحة بصور الوجوه الغابرة .

ستهل قوافل الوزراء و المسؤولين الكبار إلى قرى و مداشر لم يكونوا يعرفون منها حتى الاسم، و سيسمعون انشغالات المواطنين المهمومين، و بعد انتهاء الجولة المكوكية، سيركبون سياراتهم الفارهة، و سينسون تلك الانشغالات (فالخرجة تاع الفيلاج) و سيتوجهون إلى دشرة أخرى لإسماع أكاذيبهم التي لا تكاد تنتهي، و سترمى هي الأخرى مع قارعة الطريق، عند لوحة نهاية الدشرة .

الأكيد في كل هذا الزخم، أن هذه “الهملة الانتخابية”‘ ستخرجنا من الروتين القاتل الذي وضعتنا من خلاله السلطة، و سننسى ولو لبرهة من الزمن بؤسنا الذي سببه غلاء المعيشة و احتكار التجار “للبطاطا”، التي تم من أجلها تعيين مسؤول رفيع المستوى، ليحل هذه المعضلة .

و سننسى في خضم “العراك السياسي” السؤال عن الرئيس و صحته، لنوجه أنظارنا لمترشحي الهف و اللف مع تلك الصور المقرفة و المضحكة المبكية لبرلمانين مفترضين، سيملؤون الدنيا صراخا و ضجيجا، سيحتكرون الجدران بملصقاتهم و سيضعونها فوق الشجر و الحجر، و سنقرأ و نسمع عن برامجهم الانتخابية، التي ستحل كل مشاكل الجزائريين .

ما يحيرني في كل هذا الهزال، هؤلاء البرلمانيون الذين عاودوا الترشح للمرة الثالثة و الرابعة و منهم حتى الخامسة، و لا أريد ذكر الأسماء (حنون و بن خلاف و القائمة طويلة).

يرحم والديكم :

ماذا سيقول هؤلاء للمواطنين، و كيف سيعلقون صورهم التي مل من مشاهدتها حتى مريدوهم، فأصبحوا يخجلون من أنسفهم عندما يذكرونهم ..؟

ماذا سيعدونهم و كلامهم أصلا، أصبح مستهلكا و يحفظه القاصي و الداني استهزاء عن ظهر قلب ..؟
بأي وجه سيدخلون المدائن فاتحين، ماذا سيقولون لمستقبليهم من الشباب الضائع الذي لم يجد منصب عمل أو سكن يؤويه في عز البحبوحة، ماذا سيقولون له اليوم بعد ما أفرغت الخزائن و نهبت الأموال .

أنا متأكد أنهم، لن يجدوا حتى من يضربهم بالطماطم لأنها أصبحت غالية الثمن، و لن يبق من حل، سوى وضعهم داخل القمامة التي انتشرت في أرجاء المدن، لانشغال بمصالحهم الخاصة قبل النهاية الوشيكة لعهدتهم الانتخابية.

و ستنتهي الحملة الانتخابية، و سيأتي اليوم الموعود و سيفوز من يفوز و يهزم من يهزم (و آه و ألف آه على المهزوم)، و ستبقى صور هؤلاء المترشحين تزين ديكور الشوارع و الأحياء، حتى تأتي الحملة القادمة، ليعود ربما نفس المترشحون لنفس المواطنين، و سيجدونهم قد ازدادوا هما على هم، بفضل وعودهم الزائفة .. و ربي يجيب الخير.

*مدون وناشط حقوقي جزائري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق