أحداث دوليةأخبار

لماذا لا نستورد الناخبين من الصين .. ؟!

200510

*فيصل زقاد
بعدما تسرب خبر إمكانية مقاطعة الشعب الجزائري لانتخابات ماي القادم , سقطت السلطة في خوف هيستيري جعلها تستعمل كل الوسائل الممكنة من ترغيب المواطن المسكين مرة، و ترهيبه لمرات عديدة، بعدما شعرت بأنه استقال من الحياة السياسية.

و من بين الوسائل المعتمدة في ذلك هي جرائم الشتم و السب العلني والقذف التي أضحت لعبة ينتهجها الموالون للسلطة ضد كل من سولت له نفسه أن يسير عكس التيار الذي جرف الأخضر واليابس، مثلما تجرأ وزير الخمور السابق عمارة بن يونس على سب و لعن آباء كل من لا يحبونه.

هذا الشخص المنبوذ الذي توعد المواطنين العازفين عن التصويت عل إجبارهم بالقوة للذهاب إلى مكاتب الانتخابات، (وقد يستعمل في سبيل ذلك قوات الأمن والدرك وحتى أفراد الجيش الشعبي الوطني)، مادامت الرعونة والرداءة وفقدان الحلول للأزمة الاقتصادية والاجتماعية هي السمة الغالبة في المشهد السياسي البائس.

السيناتورة السابقة زهية بن عروس هي الأخرى أدلت بدلوها في مستنقع سياسة التخوين والتشكيك في وطنية المقاطعين، هذه الصحفية التي رمى بها الغول من فوق تاجه الجليدي، لتسقط أرضا و تقذفها أرجل العازفين عن التصويت الذين نعتتهم “بناقصي الوطنية “، بعدما وصف سعيد سعدي وجماعته قبل ربع قرن من الزمن الشعب الجزائري بناقص الأهلية، عندما اختار “الجبهة الإسلامية للإنقاذ في أنزه انتخابات شهدها التاريخ الجزائري منذ الاستقلال، ليتم بعدها مصادرة صوت الشعب بحجة واهية وهي إنقاذ الجزائر من الظلاميين.

إلا أن أرذل ابتكار وأقبحه على الاطلاق، هو تلك اللوحات الإشهارية التي فضحت أصحاب القرار عندما اكتشف بعض الفايسبوكيون الماكرون أن الأشخاص الذين التقطت صورهم، قد تم سرقتها من ومضات إشهارية لدول أجنبية، كل ذلك تحت شعار “سمع صوتك” قي مشهد تراجيدي يفصح عن بؤس الطبقة الحاكمة في الجزائر، ويعبر بكل صدق أن المواطن الجزائري أسكت صوته إلى الأبد، لدرجة أنه فضل أن يخيط فمه و لا ينطق ببنت شفة، في سيناريو درامي، ويكون أحسن تعبير،عما يلاقيه من ظلم وهوان.
لكن، الصيحة الأخيرة في هذه المسرحية التافهة، هي التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها والي العاصمة في وقت سابق، بكل وقاحة، عندما أكد أن السكنات الاجتماعية لن تمنح إلا للمشاركين في الانتخابات الرئاسية السابقة، و ها هو اليوم يشتم المقاطعين و يسميهم “بالحرايمية”.

و “يا ويلك وسواد ليلك يا زوخ ” لو تعلم من هم أول المقاطعين لهذه الاستحقاقات، لابتلعت لسانك قبل أن يقص من طرف أوليائهم، لأنهم وبكل بساطة، أبناء الوزراء والمسؤولين السامين في الدولة و من بينهم أبناؤك يا”الغالط” .. ! فهم لا يملكون حتى بطاقة الناخب، ولا يعترفون أصلا بهذا الكرنفال، لأن كل منهم يحمل جنسية أوربية، و يعتقد يقينا، بأن الانتخابات وجدت من أجل أن يشارك فيها “الأهالي” les indigènes ، أما “الكولون” (صناع القرار) فسيتجهون إلى مكاتب الاقتراع، لتلتقط عدسات الكاميرات صورا لهم وهم يضعون ورقة التصويت فارغة داخل الصندوق الشفاف، ليتجهوا بعدها، وكعادتهم صوب المخابر المظلمة، لتزوير الانتخابات، و منح كوطة مضخمة للإسلاميين المشاركين هذه المرة بقوة، مكافأة لهم لولائهم اللامشروط للسلطة، ومساهمتهم في اللعبة القذرة التي ستدخل عبد الله جاب الله و عصبته إلى الحكومة في سابقة هي الأولى من نوعها.

ولست أدري، في خضم كل هذا العفن، لماذا لم يفكر هؤلاء المتحكمون في رقابنا، بمنح رخصة استيراد الصينيين للإدلاء بأصواتهم، بدلا من استيراد الموز و المايونيز لأصحاب الشكارة و المال الفاسد، ليعوضوا بذلك أصوات المقاطعين “الحرايمية “، بعدما كسروا أيديهم بشراء السلم الاجتماعي، ليجلبوا في مكانهم المساجين من الموطن الأصلي للممثل “شاكي شان” لبناء سكنات عدل 1، التي لم ينته وزير السكن من توزيعها لحد الآن منذ 2001، و قد يموت أصحابها بعد عمر طويل، ويسكنها الحفدة من بعدهم، ليكون بذلك شعار انتخابات 04 ماي القادم تحت عنوان ” سمع صوتك ” made in china .

أليست حقا، فكرة جهنمية، وأستحق من خلالها منصب “وزير الرداءة” في حكومة “ميكيماوس” البائسة ..؟

*مدون وناشط حقوقي ومحامي جزائري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق