أخبارمنبر حر

و ماذا بعد الانتخابات ..؟

SELLAL SELLAL

*فيصل زقاد

هو سؤال مصيري سيتصدر، بلا شك كل الصحف و القنوات، و سيغزو الفضاء الأزرق الذي أصبح في الآونة الأخيرة ملاذا و منبرا لمن لا منبر له .

مخطئ من كان يظن أن سلطة الأمر الواقع قد أخافتها مقاطعة الشعب الجزائري لعملية التصويت، فراحت ترسل طاقمها الحكومي و على رأسها “ميكي ماوس” لتسخين بندير الحملة الانتخابية بعدما أفسدها المترشحون بوعودهم الكاذبة التي لا يصدقها حتى الأطفال الصغار، لسبب بسيط، أن معظم هؤلاء الذين شوهوا المدن بملقصاتهم و صورهم المنفرة، لا يعرفون حتى الصلاحيات التي خولها الدستور لعضو البرلمان .

فالسلطة تعلم علم اليقين أنه منذ سنة 1992، بعد أن صودر صوت الجزائريين و الجزائريات، قاطع هؤلاء كل الاستحقاقات المزورة، و طلقوا السياسة نهائيا، لينشغلوا بعدها بهمومهم اليومية، و التي لا تكاد تنتهي .

عندما خاطب سلال من حضروا إلى تجمعه من “مجتمع مدني” ليست له أية صلة مع المجتمع الجزائري، و قال له أنه سيحرض زوجاتهم على النشوز و عصيان أزواجهم إذا لم يذهبوا إلى مكاتب التصويت، فلم يكن كلامه الساذج هذا، إلا حديثا و لغوا للاستهلاك المحلي و تلهية الشعب الجزائري، في انتظار التحضير الوشيك لقرارات خطيرة، هي الآن بصدد التهيئة في الغرف المظلمة .

و الأرجح، أن الوقت لم يحالف أصحاب القرار للخروج بهذه القنابل، التي ستخلط أوراق المواطن أكثر مما هي عليه الآن، و هم بالتالي، في أمس الحاجة إلى وقت إضافي يكفيهم لإتمام مهمتهم .
و ما يثبت هذه الفرضية هو التصريح الأخير الذي أدلى به رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، مع نهاية الحملة الفاشلة و بداية الصمت الانتخابي حيز النفاذ، هذا التصريح الذي لم يكن بمبادرة شخصية منه، بل كان وحيا قد أوحي إليه من أعلى هرم للسلطة .
السيد دربال، أكد أن الانتخابات البرلمانية ستكون متبوعة بالمحليات في إشارة واضحة أن هذه الأخيرة ستقام قبل الدخول الاجتماعي القادم، و الذي سيكون ساخنا في كل المجالات .
بعض المعلومات تِؤكد أن سلال سيرمي المنشفة مباشرة بعد ظهور النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية، لأنه أصبح لا يجد ما يقوله للمواطنين خلال خرجاته المتكررة و المتعثرة .

ف “الزوادة فرغنت”، و مراوغته للشباب الجزائري أصبحت مفضوحة و غير مقنعة، و كلامه أضحى يسبب له إحراجا شديدا حتى مع عائلته الصغيرة، فأراد أن يهيئ لنفسه خروجا مقبولا، قبل أن يرمى به من النافذة .

و حتى و لو سلمنا جدلا، أن الحكومة أرادت حثيثا أن تنقذ ماء الوجه، في أسوء انتخابات عرفتها الجزائر المستقلة، إلا أن الشابين “أنس تينة ” و دجي جوكر” نسفا كل تلك المحاولات البائسة، في فيديو رائع لا تفوق مدته خمس دقائق، استطاع أن يعبر من خلالها هؤلاء البسطاء عما يشعر به الجزائريون من ألم، بفرط الظلم الذي باتوا يتجرعونه ليلا نهارا من طرف نظام أثبت فشله في أول امتحان عسير، بعد نفاذ أموال البترول التي صرفت في برامج وهمية بعضها لم ير النور، والبعض الآخر استنزفت عشرات مليارات الدولارات في مشاريع باءت بإخفاق تام و فشل ذريع … و ربي يجيب الخير .

FAYSAL

*مدون وناشط حقوقي جزائري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق