أحداث دوليةأخبار

عودة الجزائر إلى نظام الحزب الواحد

5074

الجزائر / محمد بوعجينة

بعد نتائج الانتخابات التى أعلنها السيد وزير الداخلية، نور الدين بدوي، يتبن أن حزب جبهة التحرير الوطني أصبح هي المسيطرين على السلطات الثلاث و الرئاسة في الجزائر، و عادت الجزائر إلى نظام الحزب الواحد.

الحزب الواحد هو نظام سياسي يجعل مجموعة أقلية تستبد بالحكم وتجعل من نفسها نواة صلبة لإدارة الدولة .. وهذا هو حال الجزائر التي يقولون بأنها جمهورية ديموقراطية شعبية .. ورغم الحديث عن التعددية الحزبية عند جيراننا، فالأمر مجرد تعدد لنسخ كاربونية للحزب الواحد الحاكم، أو بالأحرى الحزب الذي يستغل كواجهة سياسية للنواة الصلبة للطبقة الحاكمة .. يتحدثون هذه الأيام في الجزائر عن أكثر من ستين من الأحزاب، يقولون بأنها تشارك في حوار يشرف عليه أحمد أويحيى وزير الدولة ومدير ديوان برئاسة الجمهورية، يتعلق الأمر بحوار هدفه إدخال تعديلات على الدستور الجزائري.

هذه هي الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، كما يمكن للإنسان أن يتخيلها من خلال الأخبار التي تقدمها التلفزة كل يوم، فلا حديث عن دور أحزاب أخرى وشخصيات سياسية أخرى لها وزنها الوطني، وتعلن أنها قوى سياسية معارضة لما تنهجه الدولة من برامج وتخطيطات.

في هذا السياق، عقد الوزير الأول عبد المالك سلال ندوة صحافية قال فيها بأنه لا يقبل أي كلام عما يقال عن وجوب انتقال ديموقراطي، لأن الجزائر وصلت إلى مرحلة أكملت فيها بنيانها الديموقراطي .. ولمعرفة أسباب النزول، ولماذا يرفض سلال الحديث عن الانتقال الديموقراطي، يجب الإشارة إلى حدث وطني هام عاشته الجزائر ذلك اليوم، وتجاهلته نشرة أخبار التلفزة، فلأول مرة اتفقت أحزاب سياسية وشخصيات معارضة، على عقد مؤتمر وطني، كان شعاره هو الحرية والانتقال الديموقراطي.

ولأن التلفزة الجزائرية امتنعت عن تغطية هذا المؤتمر فقد كان لابد من مشاهدة نشرات إخبارية في فضائيات تلفزية أخرى لمعرفة ما يحدث في الجزائر هذه الأيام.

ولو لم تكن الجزائر خاضعة لنظام الحزب الواحد لكان يسهل على المحطات الرسمية للتلفزيون الجزائري أن تخصص حيزا من نشراتها لتغطية نشاطات ومواقف قوى سياسية معارضة للحكومة.
ولكن التلفزة في الجزائر، كما هو الحال في أي نظام غير ديموقراطي، تعتبر نفسها مكلفة فقط بالدعاية لنظام الحزب الواحد المتعدد النسخ الكاربونية، أما المعارضة الحقيقية فلا حق لها في الوجود على شاشة التلفزة.

ومع ذلك، يعتبر عبد المالك سلال أن من حقه أن يستغل شاشة التلفزة ليرد على المعارضة الوطنية عندما يقول بأن الجزائر في غير حاجة إلى انتقال ديموقراطي.

وإذا كانت الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية قد نزلت إلى هذا المستوى من تجاهل القوى السياسية المعارضة على مستوى الإعلام، فما بالك بمشكل انفتاح الدولة على مختلف مكونات المجتمع الجزائري بهدف التوصل إلى بناء نظام سياسي ديموقراطي يؤدي إن عاجلا إلى تناوب في سياق تنظيم انتخابات حرة ونزيهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق