أخبارمنبر حر

خذوا المكاسب و المناصب، و اتركوا لنا الوطن..!

*فيصل زقاد

فFAYSALي خطاب من خطاباته الكثيرة التي غزت القناة “اليتيمة” في سنوات خلت، قال رئيس الجمهورية بنبرة غضب و لوم، إنه يرفض أن يكون ثلاثة أرباع رئيس، عندما شعر أن الشعب الجزائري لم يلتف حول مشروعه، وأن مصداقيته مازالت منقوصة و مجروحة.

اليوم، عبر ثلاثة أرباع من الجزائريين عن رفضهم الكلي لهذا البرلمان الفاقد للشرعية .. نعم، برلمان هزيل و واهن .. برلمان زكاه مواطنون يمثلون “حارة في قارة”، سيشرع قوانين و يعبث بمصير أمة و يدفع بها إلى المجهول، برلمان كهذا هو بالتأكيد برلمان فاقد للشرعية.

لو كنا في دولة تعير أدنى احترام لشعبها، لألغيت الانتخابات التشريعية التي عبرت من خلالها الأغلبية المطلقة عن رفضها لنواب اشتروا مقاعدهم بالمال الوسخ، و لا هم لهم الآن سوى إعادة تلك الأموال بأضعاف مضاعفة.

الشعب الجزائري، عندما أراد أن يسمع صوته، سدت في وجهه كل أبواب الحوار، و منع عليه الشارع، و تحجج أصحاب القرار بالخوف من الربيع العربي، فأخاط الشباب فمه في رمزية واقعية رهيبة، تجاوزت الخيال .

لكن، و مع كل هذا المشهد التراجيدي، أصمت السلطة آذانها و عميت بصيرتها، فلم تعد تسمع و لا ترى آلام و آمال الشعب الجزائري، الذي لم يجد حلا، إلا مقاطعة هذا النظام، فترك لهم الجمل بما حمل.

هم يعلمون أن الشعب الجزائري ليس بالجبان و لا الخنوع، هو فقط يريد أن تبقى الجزائر واقفة شامخة كما تركها الشهداء الأبرار، لكن المتحكمون في رقابنا استغلوا طيبة هذا الشعب، فاستنزفوا ثرواته، و حطموا طموحاته، و زرعوا فيه اليأس و الفشل .

لكنفي الرابع من شهر ماي المشهود، قرر الشعب الجزائري، أن يبعث برسالة مدوية لهذه السلطة، مقتبسا كلمات ليست كالكلمات، كلمات قوية للفنان التونسي لطفي بوشناق، استطاعت أن تفي بالغرض، و التي نرجو أن تتجاوب معهاالسلطة، و تكون لها درسا هذه المرة، لأنها قد تكون فرصتها الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

*مدون وناشط حقوقي جزائري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق