أخبارنافذة على الثقافة و الفن

بلـــوغ الحاجــة من خطــب صاحب الجلالـــة

KITAB 1

بهدا الإصدار الجديد للدكتــور إدريــس البــوخــاري ذي القيمة المضافة تكون المكتبة الوطنية قد اغتنت وتزينت، كما قال الدكتور إدريس البوخاري بأن كتابه حول خطب جلالة الملك محمد السادس والمسمى بالعنوان التالي :” بلـــوغ الحاجــة من خطــب صاحب الجلالـــة “، جاء لظروف خاصة وتعريف المغاربة بالأفكار القيمة الواردة في الخطب الملكية وهي ذات قيمة مضافة في حد ذاتها لا ينبغي تبخيسها من صاحبها، وهي ثمرة مجهود فكري وعملي كبير قدمه الباحث للاستفادة منه بالتوجه الذي جاء به، وهو الوحيد القادر على إبراز أفكاره وأهدافه، لذلك ندعو كل وسائل الإعلام الفيزيولوجية السمعية والبصرية والمكتوبة والرقمية ومؤسسات الاتصال السمعي البصري وكافة السلطات المحلية والجهوية والحكومية إلى الاستفادة من هذه الظرفية الحالية والمناسبة لتكريس الأفكار الملكية المنيرة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، من أجل بلوغ حاجتها وهي بمثابة الملامح الحقيقية الكبرى للمشروع الوطني المجتمعي الديمقراطي والثقافي والاقتصادي البيئي والحداثي، وهي مناسبة لتوثيق مضامين الخطب الملكية والأوامر السامية خلال الخمس السنوات الأولى منذ اعتلاء صاحب الجلالة محمد السادس عرش أسلافه الميامين. والتي تعتبر خريطة طريق للتنمية المجتمعية ببلادنا مجتمعيا واقتصاديا وثقافيا وبيئيا وإنسانيا، وعلى جميع المستويات والأصعدة التي لها علاقة مباشرة بحياة المغاربة، بهدف الوصول إلى أهداف وغايات، ولوضع مقاربات وسياسات عمومية واقعية تنسجم وتتناغم مع أهداف المجتمع ومبادئه .. وتتألف هذه الخطب من كلام جلالة الملك محمد السادس وحواراته ورسائله وأوامره وخطبه الموجهة للأمة في مختلف المناسبات واللقاءات، كخطاب العرش وملحمة ثورة الملك والشعب وافتتاح البرلمان بمجلسيه خلال دورته الأولى ( شهر أكتوبر ) ثاني أسبوع من شهر أكتوبر من كل سنة .

وأشار إلى أن الخطب الملكية، تحمل دلالات عميقة، تعبر عن قوة الالتحام بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس كرمز للأمة والسيادة المغربية وضامن لوحدتها البشرية والترابية واستقرارها بروابط البيعة الشرعية والوفاء للعرش على الدوام .. كما تجسد كل التحولات الإيجابية التي عرفها المغرب، خلال العقد الأخير، على جميع المستويات والأصعدة، والخطوات الجبارة التي بوأته مكانة متميزة في مصاف الدول المتطورة، استكمال تحرير الأراضي المغتصبة والتفكير فيها باستمرار وإبداع أوراش كبرى التي أطلقها جلالة الملك في كل ربوع المملكة المغربية مند اعتلائه عرش أسلافه الغر الميامين، ومن شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها ووسطها، انطلاقا من حرص جلالته على الالتزام بقسم المسيرة الخضراء المظفرة التي حررت أقاليمنا الجنوبية العزيزة علينا .

فضلا عن تحسين ظروف عيش المواطنين التي تتناغم والعصر الجديد مع توفير البنيات التحتية الأساسية، كالماء والطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة، وصولا إلى تعزيز البناء الديمقراطي في البلاد والجهوية الترابية ذات الأهداف الموسعة والغايات المحددة .. فقد تقدمت المملكة المغربية بعدة خطوات جبارة نحو الأمام وقوية لتدعيم ركائز البناء الاقتصادي والمجتمعي والثقافي القادر على رفع التحديات الصعبة، وأضحى ورشا مفتوحا لتنفيذ المشاريع الاقتصادية الضخمة التي تستجيب للمعايير الدولية، ولها الوقع الإنساني على كافة شرائح المواطنين، مبرزا أن جلالة الملك محمد السادس يؤدي واجباته وينفذها بنكران الذات وبصبر وبدماثة الأخلاق وبأفكار جديدة تتلاءم وما يشهده العصر من تحولات في مختلف مناحي الحياة .

وتكتسي جميع الخطب الملكية نفس القيمة القانونية والسياسية، بل إن الخطب الملكية، تتضمن أحيانا، إشارات تبقى رهينة بظرفيتها، ومضمونها، وأسلوبها، وأبعادها الإيجابية الظرفية والافتراضية والمستقبلية، وغاياتها المثلى لنفع الأمة، كما تعالج خطب جلالة الملك محمد السادس حفظه الله قضايا حقوق الإنسان، مثل الحرية والمساواة ومدونة الأسرة والتعليم وآليات احترام حقوق الإنسان والوقاية من الانتهاكات الجسيمة والمحتملة قبل وقوعها طبقا لمرجعيتنا الإسلامية والمواثيق الدولية التي صادقت عليها المملكة المغربية، فإن ثبات الخطب الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس واستمرارها وقبولها في الواقع الثقافي المغربي تتجسد في ترسيخ منظومة القيم الأخلاقية بالرؤية الشاملة والجامعة المانعة كخيط ناظم للتعايش الإنساني بين بني البشر ولا يمكن للعاقل تجاوزه .

وأبرز أنه يتعين على الأجيال الشابة أن تتعرف على ما قام به العرش والشعب المغربي من تضحيات من أجل الحرية والإنعتاق ووحدته الترابية، ونيل سيادته في تلاحم وتماسك منقطع النظير على مر الأزمان والتاريخ .. مؤكدا أن مسيرة التلاحم متواصلة وعكستها بجلاء المسيرة المليونية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء ردا على المناورات الرامية إلى المس بالوحدة الترابية للمملكة.

وأشار الدكتور على سبيل المثال إلى أن ظهير الحريات العامة الصادر في 1958 مباشرة بعد الاستقلال يرجع الفضل فيه للملك الراحل محمد الخامس، وإنشاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان سنة 1990 من قبل الملك الراحل الحسن الثاني يشكلان علامتين بارزتين في مجال تحرير الفكر والحريات العامة، وأضاف أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمنجزاته وتصوراته الفكرية هي تحرير الإنسان من التبعية الاقتصادية والاجتماعية وإطلاق ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبإنشاء مؤسسة محمد الخامس للتضامن اللتين تعتبران آليتين لتحرير المواطن من الفقر والأمية وجميع الآفات المجتمعية .. ويتضمن هذا الكتاب، الذي يقع في 214 صفحة من القطع المتوسط، جمع وتحقيق وتخريج ودراسة لخطب ورسائل وأوامر وحوارات جلالة الملك محمد السادس خلال السنوات الخمس الأولى مند تربع جلالته عرش أسلافه الميامين .

وتتناول المقتطفات التي أوردها الكتاب من خطب جلالة الملك على الخصوص “جهاد العرش والشعب ” و”الصحراء المغربية” و”الواقع العربي” و”إفريقيا” و”أوضاع المغاربة بالخارج “و “التسامح الديني” و”الإرهاب” و”المحيط الأورو متوسطي” و”المدرسة المغربية” و”مؤسسة محمد الخامس للتضامن” و”صندوق الحسن الثاني” و”المجلس الأعلى للإنعاش الوطني والتخطيط” و”الطاقة والماء” والحكومة” و”الحقوق الدستورية” و”مفهوم السلطة الجديدة” و “السياسة الداخلية” و”البعد الجهوي” و”الانتخابات” و”حرية الصحافة”.

كما تناولت هذه الخطب “حقوق الإنسان” و”حرية الصحافة” و”التنظيم الدولي للأمم المتحدة” و”الحوار بين الحضارات والثقافات” و”اللغة العربية” و”الثقافة الأمازيغية” و”المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية” وغيرها.

وقد اشتغل الكاتب على هذه الخطب والرسائل والحوارات الملكية منذ أن تقلد جلالته عرش أسلافه الميامين، ووضعها في حلة جديدة أخرى للاستفادة منها بشكل أوسع في الجامعات والكليات والمعاهد العليا والمدارس الوطنية والأجنبية وتقريبها من الأساتذة والجامعيين والطلبة والباحثين، وطلبة المدارس والمعاهد والأحزاب والجمعيات والنقابات والقطاعات الحكومية .. و أوضح الكاتب، في مقدمة هذا المؤلف، أنه سلك منهجية العلوم الاجتماعية الاستنباطية وبطريقة تركيبية جديدة تستخدم لأول مرة في هذا النوع من الأبحاث والدراسات العلمية الجادة المتطورة بالمغرب.

وأكد الأستاذ البوخاري أن عهد جلالة الملك محمد السادس تميز بالتجديد الحقيقي والقيمة الإضافية من الأسرة المغربية إلى الجهوية والحكم الذاتي وصناعة الطاقة المتجددة واستخراج الماء، مبرزا أن جلالته كقائد ومفكر همام وشجاع ومقدام، له رصيد كبير من الوعي والعلم والمعرفة ما يمكنه من النهوض بالمجتمع المغربي ويساهم في تنمية العالم العربي والإسلامي بأن يكون له كيان حضاري وثقافي راقي، آنيا ومستقبليا، وأن التاريخ سيسجل بمداد من فخر كل الصالحات عبر الأجيال الحالية واللاحقة .

يشار إلى أن الدكتور – الأستاذ ادريس البوخاري (متصرف خارج السلم ) والمتخصص في العلوم الإسلامية والفقه والقانون الوضعي والحديث النبوي الشريف، خريج كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط ودار الحديث الحسنية وكلية الحقوق بالرباط، سبق له أن شغل مكلفا بالدراسات بوزارة حقوق الإنسان 1999 إلى 2004 ومستشار بوزارة التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي 1998/1999 ومستشار بديوان وزير الصحة 1990 وأستاذ زائر بكليات الحقوق ومدارس التكوين المهني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق