يوسف الإدريسي

جميل جدا أن نرى عربات الكوتشي ذات العجلات الصغيرة السُّمْك تجول في شوارع مدينة اليوسفية المهترئة، حاملة على واجهتها الخلفية شعار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية واسما لجمعية محلية تنشط في هكذا مبادرات.

غير أن الأجمل من ذلك، لو ذهبت هذه الجمعية وجمعيات أخرى، قبل استصدار أموال المبادرة، إلى رفع شكايات ذات طابع مدني للمجلس الأعلى للحسابات بخصوص استهداف الإقليم وأموال الإقليم الذي أريد له أن يكون مزبلة للنفايات ومزبلة لصفقات الريع المقيت .. ولو اختارت مسلك الترافع وتقديم ملتمس بشأن الدوافع وراء تجميد مشروع اتفاقية شراكة ثلاثية لإنجاز 136 كيلومتر من الشبكة الطرقية بإقليم اليوسفية، باعتماد مالي يقدر ب 114 مليون درهم، كانت وزارة النقل والتجهيز التزمت فيه سنة 2014 بنسبة 65 % والمجلس الإقليمي ب 15 % والمجلس الجهوي السابق ب 20 % من نسبة تنزيل المشروع، حتى يستقيم المشروع التنموي، وحتى تستقيم العجلات على مسار أرضية شوارع مناسبة وملائمة.

هذا على اعتبار أن الدستور المغربي في فصله الرابع عشر، سنّ قوانين تنظيمية تعطي الحق في تقديم ملتمسات في مجال التشريع، ما يتيح للجمعيات التي تحترم نفسها فرصة ممارسة هذا الحق الذي يعزز دورها في إعداد ومراقبة السياسات العمومية.

لكن وعلى ما يبدو، أن الجميع بمدينة اليوسفية يسير دون وجهة ودون بوصلة، فعرباتنا الجديدة كما جمعياتنا تسير دون بوصلة أيضا