أخبارللمستقلة رأي

ما هذا السعار الإعلامي ضد المغرب يا نشطاء قنوات التواصل الاجتماعي ..؟

1

مع هذا الاجتياح الكبير لمن يمارسون سعارهم الإعلامي ضد المغرب في مواقع التواصل الاجتماعي .. خاصة الذين يعترفون بانتمائهم للوطن، والذين عليهم أن يستحضروا مفعول هذا السعار العدمي الذي يترجم حقيقة أنفسهم المضطربة، وما يحملونه من أحقاد مجانية صنعها المحيط المجتمعي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي، الذي فشلت الحكومات المتعاقبة في تغييره وتخليقه وتأهيله حتى يكون مؤمنا لحاجات الفئات الهشة من سكان الوطن، الذين ظلوا يمثلون القاعدة العريضة في مجتمعه.

لسنا في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ضد الانتقادات الموضوعية التي توجهونها .. لكن، أن تستهدف مؤسسات الوطن وقيمه وقوانينه فهذا النموذج من التعبير مرفوض ولا يلامس ظواهر الأزمة الهيكلية التي كانت و لا تزال في مرمى هذا السعار العدمي والعبثي الذي تعبرون عنه من خلال هذه المواقع الاجتماعية، وتأكدوا أنكم في الطرق الخاطئة التي لن تمنحكم الشرعية، سواء في التعبير عنها، أو ادعاء الوعي الصحيح بكوابسها وتداعياتها المرضية التي لا يمكن مواجهتها بالرؤى السلبية، التي لا تملك القدرة على استعراض التجاوزات والإكراهات، وعلى المبررات التي يمكن عن طريقها تبرير هذا السعار الفوضوي الذي لم يجد ردود دوافعه وأهدافه الحقيقية حتى الآن.

إنه سعار نمطي يستورد نموذجه، مما أصبح عليه في المواقع الاجتماعية في أكثر من دولة، ويسابق الزمن وبالسرعة القصوى لفرض مهازل تصوراته و وجهات نظره اتجاه قضايا الوطن، التي يواجهها المغاربة بصدور مفتوحة وعقول متمكنة من معلوماتها وصورها عن أدق ما يجري في القطاعات التي تنتقدون تسييرها القديم والراهن، دون أن يخلطوا الأوراق والملفات والقضايا التي اختاروها للمتابعة والنقد، وهذا ما لا يلاحظ في تدويناتكم وحواراتكم المصورة، مما يفتح المجال للتساؤل عن هذا السعار الكارثي الغير ممنهج في ترتيب موضوعاته، والتعبير عن مواقعه التي يغلب عليها الخروج عن أبسط قيم الحوار التقدي الصريح والموضوعي والعيش المشترك.

إذن، خروجكم من حين لآخر عبر قنوات التواصل الاجتماعي وبهذه الدعارة والهرطقة والسفسطة لا يؤكد إلا افتقاركم للقرب من الواقع الذي تنتقدونه بهذه الوقاحة التي لا تشكف عن أي نضج في وعيكم بهموم الوطن، ولا بما يجب أن يعبر عنه اتجاهها، بعيدا عن هذا المستوى المتدني في التحليل والتفكير الذي لا يمكن بواسطته إقناع المتلقي والمشاهد في المغرب .. وإلى حين تغيير هذا المنظور في المتابعة لمشاكل الوطن عبر قنوات التواصل الاجتماعي .. نهمس في آذان الجميع أن الوطن لا يستحق منكم هذا السعار العدمي، وإن كانت روح المواطنة هي التي تحرككم، فيجب الارتقاء بها لتكون فعلا معبرة عن الانشغال الحقيقي والمواطن، الذي لا يعمق الجرح، بل يعالجه بحسن استخدام قنوات التواصل في الاتجاه الصحيح الذي لا يمكن أن نختلف معكم فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق