أخبارمجتمع

الواقع الصحي والفشل المستمر للوزير الجديد في وقف تداعياته الكارثية ..!

ANASS ANASS

ربما يكون التعديل الذي جاء بأنس الدكالي من الوكالة الوطنية للتشغيل إلى وزارة الصحة خلفا للدكتور الحسين الوردي، لم يكن في محله من قبل حزبه التقدم والاشتراكية، فحتى كتابة هذه السطور لم يفلح الوزير الجديد في احتواء المشاكل التي يعاني منها قطاع الصحة في جميع المجالات، اللهم الأخبار التي تتحدث عن المزيد من الكوارث في كل الأقسام في جميع المؤسسات الصحية حتى الجامعية منها، في الوقت الذي ينحصر دوره في الزيارات والتفقد المباشر للأشغال التي تجري في الوحدات الصحية الجديدة التي ستدخل الخدمة بعد تدشينها.

لن نتحدث بتفصيل عن طبيعة الأزمة الهيكلية في قطاع الصحة، فالوزير يعرف تفاصيلها .. لكن، ما ينقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي لن يعد السكوت عنه مقبولا، سواء في أجنحة المستعجلات أو أقسام الجراحة أو الفحوص بالأشعة أو العلاج بالأدوية .. ناهيك عن سوء معاملة المرضى التي أصبحت تثير أكثر من علامة استفهام حول الجدوى من العلاج في المستشفيات العمومية، أما في القطاع الخاص فلا يمكن حصر مظاهر الاستغلال التي تمارس على المواطنين في كل الخدمات الصحية والتي لا تتناسب أثمنتها مع قدراتهم المادية .. خصوصا، الفقراء منهم وحتى المحسوبون على الطبقة الوسطى.

إن الواقع الصحي ياوزيرنا ينذر بأوخم الكوارث التي قد تهدد ما تبقى من صبر وتحمل لدى المضطرين لولوج المؤسسات الصحية، ويحملكم مسؤولية تغييير هذا الواقع نحو الأفضل، ومواصل السياسة التي نهجها سلفكم الحسين الوردي الذي حارب اللوبي المهيمن على القطاع العام والخاص .. ونظن في جريدة المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن عدم الحوار وتقليص مساحته مع كافة المتدخلين، بما فيهم الإعلاميين والصحافيين هو الذي يقف وراء عجزكم على مواجهة القضايا الصحية بالحزم المطلوب .. لكل ذلك، أنتم ملزمون السيد الوزير بالمعالجة الحقيقة وبالرؤيا والقرارات التي تشارك فيها جميع الأطراف المعنية بها في صياغتها وتنفيذها.

حينما نصارحكم السيد الوزير بالواقع المتأزم، فهذا من غيرتنا الوطنية، ومن الواجب الملقى علينا حتى تكون تحركاتكم الإصلاحية في مستوى خطورة الحالة العامة التي أصبح عليها قطاع الصحة في بلادنا، وحتى تتمكنوا من مواجهتها في إطار الاختصاصات المتاحة لكم، ويمكن لكم الاسترشاد بسلوك رفيقكم الحسين الوردي الذي حاول أثناء تحمله المسؤولية استنفار كل الوسائل لتفعيل الإصلاحات التي كان يؤمن بضرورتها لإنقاذ القطاع الصحي من الأزمة التي يواجهها .. ولنا اليقين أن حماسكم وخلفيتكم الحزبية تمنحكم ما يقوي حضوركم وتدخلكم لاحتواء تداعيات الأزمة الصحية التي يدفع المواطنون المغاربة اليوم ثمنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق