أخبارمنبر حر

استثمر في نفسك، من أجل نفسك

AZZOUZI CASA

ذ. عبد اللـه عزوزي

إذا كنتَ ما زلتَ سجينَ حب فريق كروي، أو حزب سياسي، أو قبيلة ما .. فأنتَ فعلا غيرُ حُرّ، و غير مستقل .. سيأخذ منك ذاك السجن كل وجودك البيولوجي، و مخزون طاقاتك .. و سيجعل من حياتك “حياةَ هباءٍ منثورٍ” لن تراه أو تدركه إلا لما تكون شمس الحياة قد أوشكت على الغروب .. انحيازك للتفاهات يجعل ضرَّك أكثرُ من نفعك ..!

بديلا عن ذلك، اجعل من اللإنسانية فضاءك الرحب، و من العالم، منتجعك المفتوح، و من مناهضة التحجر، و الجمود و الظلم الاجتماعي، و المغالطات المتوالدة، دوافعك من أجل الانطلاق .. واجعل نصب عينيك الاستثمار في العلم، بدل اللهو، و السعي نحو مشاركة الناس نجاحاتك و مشاطرتهم إخفاقاتك، أهم عاداتك (اليومية) .. استثمر في نفسك، من أجل نفسك .. حرر طاقاتك خارج ما رسمه لك الآخرون و كتبوه، إما فعليا أو عرفيا، اسمح لنفسك و لو مرة أن تكون مستقلا، غير تابع و لا “مناضل” .. انطلق من نفسك، من أجل نفسك، لكي تعرف في النهاية أن النفس هي نفس واحدة .. أريد لها أن تعود إلى ربها، في نهاية المشوار، راضية مرضية .. لا فاسدة و لا غافلة و لا وقوداً في حرب مستعيرة بالوكالة.

لا تنسى، بين الفينة و الأخرى، أن تتحرر من هذه الوسائط، و الوسائل، التي أظهر سيطرتها على عدم إعطائنا فرصة مواجهة حقيقتنا الخالدة، بين ركام هذه الجبال من متلاشيات الحقائقِ الزائفة ..!

تراجع إلى الوراء قليلا، و قم بتقييم وضعك؛ إن لم تجد قدرةً على طرح الأسئلة المستفزة، فاسمح لي أن أقترح عليك بعضها: حاول مثلا أن تسأل:

* هل حتماً علي أن أكون حيث أنا ..؟

* هل ضروري أن أفكر بنفس الطريقة ..؟

* ترى، هل أنا صريح مع نفسي و أنا أواصل السير على هذا الطريق ..؟

* كيف كنتُ سأكون لو لم أكن مع من أنا الآن ..؟

* من يمكن أن يشدَّ عضدي بعد أن ينتهي كل شيء ..؟

* ما ذا جنيت من هذه السنوات العشر الأخيرة (120 شهرا) من أسلوبي حياتي و قناعاتي التي ظللت أحملها ..؟

أتمنى، عزيزي القارئ، أن تروقك، بل أن -تنفعك تدوينتي لهذا اليوم- و التي أعترف لك أنها أخذتني إليها على حين غرة، و دون سابق إنذار .. حاول أن تضع نصب عينيك أن تُذَكّرَني بما تقاسمته معك هذا الصباح .. أعرف أن ذاكرة الناس أصبحت مثقوبة بفعل كثرة أنماط التفكير .. و أن كل شيء قابل للنسيان، حتى أولائك الذين ضاعوا أو غابوا ننساهم بسرعة .. فكيف لنا أن نتذكر كلاماً تحوله موجة الإعلام إلى زبَدٍ من زبدِ المحيطات ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق