أخبارللمستقلة رأي

إنه زمن إعلام وصحافة المواطنين بامتياز ..!

1

عبر قصاصات البريد الإلكتروني القصيرة، أو النصية أو الفيديوهات أو المدونات أو التعليقات، أو التغطية الرقمية السريعة، أصبحت الصحافة والإعلام الكبير فاقدين للسيطرة على المنتديات الحوارية، وعلى المتابعة والقراءة في أضيق مساحاتها بين المواطنين الذين أصبحوا صحفيين ومصورين ومعلقين ومحللين دون أن يحصلوا على الشواهد والدرجات في هذه المجالات، إلى درجة التفوق على الصحفيين والإعلاميين المحترفين الذين تراجعوا إلى الخلف.

إنه زمن الإعلام المتحرر من كافة أدوات وأسلحة الرقابة والترويض، وإن أصبح يشكل هذا الإعلام في جيله الخامس إمكانات لخلق الفوضى الخلاقة والحروب بين الأفراد والشعوب والحضارات والدول .. فهذا يعني أن الديناصورات الإعلامية الكبيرة التي بدأ الزلزال يصيب أركانها، لن تستسلم للإعلام الشعبي البديل، بل ستوظف قوتها المالية والإنتاجية للضغط على الحكومات من أجل احتواء التحولات الجديدة وفرملة الإعلام الإلكتروني البديل، الذي يتزايد على جميع المواقع التي كانت الشركات الإعلامية الكبرى مطمئنة لسيطرتها عليها إلى عهد قريب .. وسيكون المواطنون النسخة الجديدة التي لا تخشى المقاومة المضادة للديناصورات القديمة التي تريد الإبقاء على نفوذها على المشهد الصحفي والإعلامي، الذي أصبح المواطنون يمثلون قوته المنتجة والمؤثرة على باقي القطاعات بما فيها المعلومات التي كانت متضامنة ومخالفة مع الشركات الكبرى المسيطرة على الشعوب والحكومات وعلى مصادر القرارات المجتمعية حتى عهد قريب.

إن الإعلام التقليدي الذي لا يمارس الرقابة على الشركات العاملة في المجال أو الحكومات لن يتمكن من وقف الانفجار المعلوماتي، أو ترويض الإعلام الجديد في الاتجاه الذي يخدم هذه الأطراف في الإعلام التقليدي التي تبحث عن من يطيل عمر سيطرتها على السوق في كل أنماط الإنتاج الصحفي والإعلامي والرقمي، وكما يؤكد الأكاديميون الذين يتابعون هذه الثورة التقنية الجديدة بكل تداعياتها، بأن امتلاك السيطرة يتجه لصالح الإعلام المواطن البديل الذي فجر هذه الوضعية الجديدة التي يجب أن يحترم روادها الأخلاقيات المهنية، وفتح العيش المشترك للإنسانية والثوابت الدستورية والحقوقية في استخدام منصات التواصل الاجتماعي على سبيل المثال لا الحصر.

سيكون التعمق في المجال مجردا من أي فوائد مباشرة أو غير مباشرة إن كان الهدف المحوري منها تثقيفي وتنويري وتربوي، فلا حاجة إلى هذا الانفجار الرقمي، إن كان استخدامه سيئا ضد المجتمع المعني به، كالدول النامية اليوم، التي يسمح فيها باستخدام الشبكة العنكبوتية في مجتمعاتها التي تحاول استيعاب أحدث التقنيات الرقمية في جميع أنماط التواصل التي تتم بينها وبين الأطراف التي تتواصل معها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق