أخبارنافذة على الثقافة و الفن

“كــوب” 26 وضرورة التحرك الملموس لوقف وإنقاذ العالم من الانهيار الحتمي

بقدر ما كنا في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، سباقين لتنوير الرأي العام حول المؤامرة المخدومة التي فجرتها جائحة كورونا في بدايتها، بقدر ما نجد أنفسنا اليوم مضطرين إلى فضح الأطراف التي تبحث عن الشرعية لمواقفها اللاعلمية واللاطبية، والتخندق في ردود فعل الشعوب ضد مساوئ تدبير الحكومات للجائحة وتداعياتها الاقتصادية والصحية والسياسية .. ونظن في المستقلة بريس، أن المجتمعين في غلاسكو من قادة الدول الصناعية والنامية على درجة متقدمة من الوعي بضرورة وقف أسباب الاحتباس الحراري، التي تحملوا مسؤولية استمرارها منذ انعقاد قمم المناخ حتى محطة كوب 26

لن نناقش خلفيات الصراع المحموم بين الشركات المتعددة الجنسية في الصناعة البيولوجية و الدوائية، ولا انخراط الشركات العالمية في مجال التقنية الرقمية، التي دخلت على الخط لمراكمة أرباحها وفرض المزيد من التحكم التكنولوجي على المجتمع الإنساني .. خصوصا، بعد إنضاج الأهداف الهيمنية الجديدة، التي تقودها الدول الاستعمارية الجديدة، لا يتوقع الإجماع على القرارات المتخذة في كوب 26 للمناخ، أو تحقيق تقدم في مواقف الدول الصناعية الغربية المسؤولة عن ارتفاع انبعاثات الغازات الدفينة المسؤولة عن الاحتباس الحراري وتداعياته، التي تتفاقم في كل مجالات الوجود الطبيعي، الذي فقد استقرار استقراره، وأضحى مهددا للموجود البشري والحضاري، كما تعبر عن ذلك كل المعطيات المسجلة على صعيد منسوب مياه البحر وتوزيع الحرارة والتساقطات وتعاقب الفصول ومظاهر الجفاف، الذي يتجدد في كل القارات مع ما يرافق ذلك من إنشاء للأمراض والأوبئة كوباء كوفيد 19، الذي لا يزال يفتك بحياة الأبرياء رغم المواجهة الأمنية، التي لا يزال اللغط والترافع والتدافع مطروحا حولها سياسيا وطبيا، كما لا يزال التردد قائما بين الدول والمؤسسات المعنية في انتظار الحسم في أسباب و وضع العلاجات الملائمة لخطورتها، خاصة في الدول الفقيرة التي لم تتمكن من تحقيق المناعة الصحية لسكانها حتى الآن

إذن، ماذا بقي للإنسانية لضبط حركة وتطور ومفعول في كل مظاهر وجودنا الطبيعي والبشري، بعد أن انهارت الكوابح والحواجز والحدود وأصبح التساقط والانفجار والانشطار مهددا لأبسط مقومات الحياة، التي تلاشى فيها الاحتكام إلى القوانين والمعايير والقواعد المنظمة لوجودها الخلوي، الذي يصر المشككون على نفي ذلك، والتسويق لما يتناقض والحقائق المرة المسجلة في هذه الانهيارات والنكبات المتتالية، التي لم تعد الحقائق المستخلصة في المخابر والمكاتب وبواسطة اللجن وفرق البحث والدراسة كفيلة بالاطمئنان للخلاصات والحلول في ظل تزايد التطرف بين كافة المعنيين بها ونتائجها المرحلية

من الاحتباس الحراري إلى التلوث إلى الأوبئة المهددة للحياة البشرية إلى الحروب والصراع على توفير وسائل وأسلحة الدمار الشامل إلى خلق مناخ التوتر والاحتقان والاحتجاج إلى السلوكات الاجتماعية الضارة باستقرار الأسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية ومؤسسات الحكم والتدبير والإنتاج، التي عرت مصداقية الخطاب الديني والأخلاقي والتربوي في القضايا الخلافية، حول هذه النكبات والانهيارات المتتالية التي وجـد المتدينون فيها المادة الخـام لشرعية أحكامهم وانتقاداتهم، وفرض مشروعية المخرجات التي سيكون عليها العالم في هذه الظرفية التاريخية المنذرة بأبشع النتائج الكارثية التي سيكون عليها العام في كل تمظهراته الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بعد الإفلاس القيمي والأخلاقي واتساع حدة الاستغلال والنهب والتمرد على كل القوانين والنظم والمبادئ التي عاش عليها المجتمع الإنساني حتى عهد قريب، التي تسمح اليوم بالاستغلال والتوحش في العلاقات بين والأفراد والطبقات والشعوب عبر التصفية بكل الأسلحة بما تبقى للعالم من إمكانيات الصمود والتضحية

إن الإسراع بإيجاد أرضية التفاهم والتجاوب مع تحذيرات العلماء والمختبرات بشأن الآثار الكارثية التي يتعرض لها العالم، تفرض استعمال القرارات السياسية الأممية لتخفيض التلوث السيئ والاحتباس الحراري الناتج عن التلوث الصناعي والكيماوي، ومن دون ذلك ستكون العواقب وخيمة على الوجود الطبيعي في عالمنا المستهدف في توارثه المناخي

إن ما بذل منذ اتفاقية باريس للمناخ، يمكن أن تسير بسرعة إذا ظلت الدول الصناعية الكبرى تراوغ وتساوم في مواقفها اتجاه الانبعاثات الغازية والكيماوية التي تساهم في الاحتباس الحراري الذي تزايدت مساوءه ومضاعفاته على توزيع الحرارة ومساحة الثقب في الغلاف الغازي المحيط بالأرض، الذي يقف وراء الكوارث والأعاصير وارتفاع الحرارة والجفاف الذي يضرب كل مساحة كوكب الأرض اليوم، والذي تعود الأسباب المباشرة في حرية السوق الحرة التي تعبث بالقوانين والاتفاقيات الدولية في الأنشطة الاحتكارية التي تقوم بها، دون حسيب ولا رقيب، والتي لا يمكن بدون ردعها و وقف التدهور السيئ والمناخي في العالم اليوم            

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق