أخبارجماعات و جهات

في مدينة اليوسفية .. حين تحالفت شركة أوزون مع الشيطان ..!

كتب ذ. بوسف الإدريسي

صفقة قطاع النظافة بمدينة اليوسفية ستظل من بين أغرب الألغاز التي شهدتها المدينة على امتداد عقود من الزمن .. وتحديدا في يوم 11 أبريل من سنة 2016، حين أعلن المجلس الجماعي المحلي طلبات عروض دولية في إطار صفقة التدبير المفوض لقطاع النظافة .. وكما هو معلوم، حازت عليها شركة أوزون بمبلغ سنوي حُدِّد وقتها بمليار و190 مليون سنتيم لمدة سبع سنوات

وفي الوقت الذي كان فيه عمال الشركة السابقة معتصمين بهدف ضمان كامل حقوقهم، كانت بالمقابل بعض الكائنات السياسية تبكي مع الراعي وتأكل مع الذئب، إلى أن كشفت الأيام عن حقيقة النزعة الميكيافيلية التي كان يضمرها هؤلاء في أحشائهم ..

استمرت الحكاية واستمر معها نهش أمعاء المدينة بدون هوادة، من طرف أشخاص المفروض أنهم أبناء المدينة وحفدتها

 واستمرت الاعتصامات والمظاهرات والتوقيفات من جانب الجزء الظاهر من جبل الجليد، مقابل أن الجزء الخفي منه كان قد شهد ترضيات ومكافآت وتوظيفات ستبرز ملامحها فيما بعد ...

أتذكر، حين وجهت سؤالا ضمن حوار صحفي مع مدير الموارد البشرية للشركة حول ما كان يروج وقتها في أوساط اليوسفيين، على أن هناك ضغطا وابتزازا من طرف مستشارين بالمجلس الجماعي قصد الحصول على غنائم الصفقة، أجابني بأنه سيلتزم الصمت في ذاك السؤال، قبل أن أجيبه على التو بأن الصمت هو جواب في حد ذاته .. وقد ضمّنت هذه العبارة في فقرات الحوار الذي نُشر آنذاك بمواقع إلكترونية

بعد خمس سنوات من انطلاق خدمات الشركة، عاد النقاش من جديد، وهذه المرة من جانب السلطة المحلية من خلال وجوه جديدة لم تشهد ميلاد صفقة قيل عنها الكثير .. إذ، وجه باشا المدينة السابق رسالة إلى رئيسة المجلس الجماعي، حول موضوع مرفق النظافة بتاريخ 28 أكتوبر 2021، وقد انعقد بعدها في الثاني من شهر نونبر اجتماع جمع بين ممثلي السلطة المحلية وممثلين عن المجلس ومراقب الشركة بالمدينة

العجيب في هذا الاجتماع، هو أن جميع الأطراف أجمعوا على ضرورة تكثيف الجهود واحترام بنود دفتر التحملات، بما فيها التزامات الملحق الأول من دفتر التحملات، القاضي بتغطية جميع الأحياء الموجودة ضمن المدار الحضري للمدينة، في إشارة إلى صفقة نظافة موازية بالأحياء التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، والبالغة قيمتها 200 مليون سنتيم

 لاشك أنه نقاش يصب مجمله في مصلحة المدينة، وفي صالح استرداد أموال لم تكن تقابلها خدمات، وأيضا من أجل قطاع نظافة، بات في حكم الضروري والمؤكد أن ينسجم مع تطلعات وانتظارات الساكنة، غير أن المثير للانتباه من خلال نسخة محضر الاجتماع، هو موقف عراب الشركة وهو نفسه أحد المستشارين الجماعيين، الذي عِوض أن يدافع عن المدينة وعن ساكنتها، توجه بأصابع الاتهام إلى المواطنين وحمّلهم مسؤولية مايقع، بمبرر أنهم يخربون الحاويات ولا يحترمون الأماكن المخصصة لرمي أزبالهم، وكأن الشركة تحترم هي الأخرى دفتر التحملات .. وهذا حديث آخر سيسجله التاريخ بكثير من الجرح والألم

صحيح، أن الكثير من أسرار وألغاز صفقة أوزون ذهبت مع من رحلوا عنا إلى دار البقاء، إلا أن شظايا هذه الألغاز لازال تأثيرها واضحا على كل من شهد تلك المرحلة، التي كشفت عن معادن بشرية بإمكانها التحالف مع الشيطان إذا كانت مصلحتها معه، والعاقبة للمتقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق