أخباركلمة النقابة

عن هوية وشرعية الحوار المطلوب مع مهنيي الصحافة والإعلام

لم يعد ممكنا التزام الصمت اتجاه التجاوزات التي ترتكب في حق مهنيي الصحافة والإعلام، التي تفاقمت نتيجة لغياب التعاطي المسؤول مع مضاعفاتها من قبل وزارة الاتصال (التواصل) التي يحاول الوزير المسؤول التغلب عليها بما يأتي من الحلول الجاهزة التي يقترحها محاوروه من المنظمات النقابية المقربة منه، التي يعتبرها مجسدة للمنظمات الأكثر تمثيلية وحضورا ونشاطا في المشهد الصحفي والإعلامي، كما تجسده اليوم القرارات التي تعتزم تنفيذها الهيئة الوطنية للإعلاميين والناشرين، التي ولدت للدفاع عن مصالح المقاولات المهيمنة على إنتاج وتسويق المنتوج الصحفي والإعلامي الذي ينافسها في نسب القراءة والمشاهدة

كيفما سيعلق السيد الوزير على لقائه صحبة وزير الميزانية في التحالف الحكومي الجديد بقيادة أخنوش، سنقول له وبالواضح الكامل، أنكم السيد الوزير خارج السياق القانوني والدستوري، الذي يلزمكم بالحوار مع القاعدة العريضة من مهنيي القطاع الذي تشرفون عليه ضمن القطب الحكومي، وأنكم معنيون بفتح الحوار حول مقترح الهيئة الوطنية للإعلاميين والناشرين التي تقدمت باقتراح  بالنهوض الاستثماري بالمقاولة الجادة حتى تظل في المشهد الوطني الذي تراجع فيه تسويق منتوجها الورقي والرقمي والمسموع والمرئي، نتيجة الخط والتوجه التحريري الذي تشتغل عليه، الذي لم يعد مطلوبا من القاعدة العريضة من القراء والمشاهدين، فبالأحرى أن تعبر عن هموم وقضايا عموم المواطنين

نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لن نذكركم السيد الوزير بأن نجاح تدبيركم للقطب الحكومي الذي تتولون الإشراف الحكومي عليه، يجب أن يكون رهانكم فيه على الحوار المفتوح مع كافة المتدخلين من داخله وخارجه، بما في ذلك عموم المواطنين، وأن لا يكون حوار الطرشان الذي توجهه الأفكار المسبقة التي تعتقد أن هناك عداء أو خلافا مع هؤلاء المحاورين المحتملين .. علما، أن فتح الحوار مع النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، الغاية منه تحريك آليات الحوار بخصوص ما يعترض المهنيين من المشاكل والمتابعات والتراجعات، التي لا تساعد على تطوير ودعم مقاولاتهم الصحفية والإعلامية

النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا تسعى من وراء الحوار استعراض العضلات أو ابتزاز المؤسسات .. وإذ، تطرح هذه القضايا الجزئية فقط فهي (النقابة) تطمح إلى شرعنة فضيلة الحوار المسؤول، التي تدعم التواصل المنتج  للحلول والمعالجات لكافة الإشكاليات التي تواجهها في مشهدنا الوطني

إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نظن أن السيد الوزير المحاط بالمستشارين من حزبه وبفريق موظفي الوزارة المكلفين بالتخطيط والبرمجة وإيجاد الحلول كل هؤلاء يمكنهم أن يوجهوا الوزير إلى ما يساعده على ترتيب الاجتماعات مع النقابات لمعالجة المشاكل والقضايا المطروحة في قطاع الصحافة والإعلام، بدل اللجوء إلى الموافقات والحلول الترقيعية لإرضاء النقابات وشراء صمتها و ولائها لخطة عمله حتى وإن كانت فاسدة وفاشلة حتى الآن

بكل صراحة، ودون مجاملة وبالوضوح المقنع، نخبركم السيد الوزير المحترم من موقعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن سياسة فرق تسود لن تنفعكم في تدبير القطب الحكومي الذي تتولون مسؤوليته .. لهذا، إنكم ملزمون بفتح الحوار مع كل من يطالب به من شركائنا في العمل النقابي، والإنصات إلى وجهات نظرهم حول الملفات التي لها علاقة بالقطاعات التي ينتمون إليها، والتسليم والتأكد مما أصبح عليه المشهد الصحفي والإعلامي من احتجاج وغليان، نتيجة عدم التفاعل مع مطالب المهنيين التي لا يستحضرونها السيد الوزير نظرا للوضغ الذي توجدون عليه في القطب الحكومي الذي يتألف من الثقافة والشباب والتواصل

يبقى السؤال المطروح عن هوية المقاولة الصحفية الجادة، التي تطالب الهيئة الوطنية للإعلاميين والناشرين بالنهوض الاستثماري بها، التي تتمثل في المقاولات الصحفية الإلكترونية الجديدة، التي لم تراهن على دعم المجلس الوطني للصحافة، فبالأحرى هذا الكرم الحاتمي الذي تطرحه الهيئة التي تنهب منصاتها المال من الشركات الرقمية العالمية، والتي تريد أن تضيف إليه مداخيل الإشهار الذي تحتكره، وما يمكن للحكومة الحالية، التي فشلت في تدبيرها للشأن العام في سنتها الأولى، أن تقترحه لفائدتها حتى تقوم بالتسويق لها      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق