أخبارملفات و قضايا

حتى لا تتنكر يا أخنوش لشعارات التغيير والأفضل التي وعدت بها المغاربة

مهما تعمقنا في مناقشة الأزمة الاقتصادية، التي تتعلق بارتفاع أسعار المحروقات والمواد الاستهلاكية الأساسية وغلاء بعض الخدمات، التي يعرف أخنوش و أنصاره وباقي أحزاب التحالف الحكومي، أن شرارتها الأولى كانت في عشرية حكومتي “البيجيدي”، وأن ما عبر عنه في الحملة الانتخابية لاستحقاق 08 شتنبر 2021، وفي التزام صريح وعلني مع المواطنين المغاربة على أنه سيكون وراء التغيير والأفضل الذي ينتظره المواطنون

نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا نشكك في هذه الشعارات الانتخابية .. لكننا، نترقب الشروع في تنفيذ البرنامج أو المشاريع التي يمكن أن تكشف عن هذا الالتزام ..  خصوصا، أنك يا أخنوش لا تتردد في الدفاع عن توجهك الديمقراطي الاجتماعي الليبرالي، و لا تتأخر في التعبير عن ذلك في جميع المناسبات الحزبية والجماهيرية والبرلمانية باستمرار على ما ينتظر المغرب في عهد حكومتك، من القدرة على تنفيذ الإصلاحات الكبرى في جميع المجالات؛ وستفتح كل المنافذ المغلقة في وجه المغاربة، التي تمكنهم من المرور السريع إلى آفاق الدولة الصاعدة التي بدأت تفرض وجودها في النظام العالمي الجديد

التحدي الأكبر المطروح عليك يا أخنوش، والذي يشكل الأولوية المحورية اليوم، هو إغلاق وإنهاء ملف غلاء أسعار المحروقات، الذي لا يتناسب مع أسعارها المنخفضة في الأسواق العالمية، إلى جانب أنك صاحب إحدى الشركات البترولية، التي تحتكر استيراد وتسويق المحروقات في الوطن، ويمكن لك كرئيس للحكومة أن تكون إلى جانب المغاربة المتضررين منها، بتخفيض أرباحك من تسويقها ولو بنسبة 10  % حتى تحافظ على استقرارها بالنسبة لعموم المغاربة المتضررين من ارتفاعها الراهن، الذي لا يتناسب مع قدراتهم الشرائية، التي توجد في طريقها إلى التبخر بفعل تأثير غلاء أسعار المحروقات اليوم

إن لم تكن يا أخنوش حريصا على السلم الاجتماعي، وعلى الاستقرار والأمن في الوطن، فمن يملك الحق في التدخل لإنهاء معظلة غلاء أسعار المحروقات وأنت الذي تعرف خطورة الاحتقان والاحتجاج على السلم الاجتماعي، فإنك يا أخنوش ستكون مضطرا للتدخل لإيجاد الحلول للمواجهة؛ وإياك الاعتقاد في غير ذلك .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن من سبقوك من رؤساء الحكومات أدركوا تكالبف مثل هذه الأوضاع ودفعوا ثمنها بعد فوات الأوان، هذا ما يدفعنا إلى مطالبتك بسرعة استعجال تدخلك

السيد رئيس الحكومة، إن ما عليكم فعله وتداركه في الظرف الراهن، هو مراجعة مؤشر التضخم الذي يحاول تسريع عملية انهيار القدرة الشرائية لعموم المواطنين، وأنت رجل التدبير والتجارة والتكنوقراط تعرف عن كتب أن معول      التضخم حينما يوظف في أخطر الصخور صلابة ينتج عنه الانهيار السريع للتماسك الذي تقوم عليه هذه الصخور .. وبالتالي، تصعب عملية تجميعها وتمكينها من أداء وظائفها الجيومورفولوجية     

فالتضخم حينما يرتفع بدون مراجعة مفعوله على الأسعار يجعل هذه الأخيرة مجبرة على عدم التبات .. وبالتالي، الاتجاه نحو الارتفاع، وإن لم تكن الحاجة إلى الارتفاع .. لذلك، فإن التضخم في مدلوله هو مؤشر على الحرية المتوحشة لمن يتحكمون في الأسعار من أجل الزيادة فيها، دون مراعاة للفئات الهشة المتضررة منها

نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، معك في التحليل النقدي الذي أشرت فيه إلى ثقل إرث الحكومة السابقة، الذي لم يتحرر من سوء السياسات العمومية، ومن التدبير الحكومي الذي يفتقر إلى التخليق والاجتهاد وتجاوز الأخطاء التي تعمق التكاليف الناجمة عن التدابير والقرارات التي تتخذ، سواء في القطاعات الإنتاجية أو الخدماتية .. ولكن، إشرافك على التحالف الحكومي يمكنك من التعاطي الإيجابي مع الواقع الذي يستلزم المبادرات المواطنة الكفيلة بإنهاء المشاكل المطروحة اليوم .. ونظن في النقابة، أنك يارئيس الحكومة تملك الحق في ممارسة المناورة وإقرار الحلول التي تتناسب وضغط القضايا والاختلالات المطروحة الآن  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق