أحداث دوليةأخبار

الغرب الاستعماري وتوظيف أوكرانيا في الحرب ضد روسيا

عوض أن تكون المساهة الأمريكية في دعم المواطن الأمريكي اتجاه التضخيم وتداعيات جائحة كوفيد 19، التي أصبحت واضحة في معيشه اليومي، أطلقت الإدارة الأميريكية العنان للدعم الأمريكي المقدم بسخاء حاتمي كبير للمدللة أوكرانيا في حربها ضد روسيا، التي تطالب بحماية أمنها القومي على حدودها، التي تحاول أمريكا التي تقود حلف الناتو لتطويق روسيا وغربها وحمايتها من الصواريخ، التي تعتزم أمريكا نشرها على طول حدود روسيا مع دول شرق أمريكا، من أجل استكمال أعمال تدمير ما تعرض له الاتحاد السوفياتي .. في الوقت الذي، لم يتحرك فيه هذا الغرب لمعالجة قضية فلسطين في الشرق الأوسط حتى الآن

إن الواقع الملتهب في الحرب الأوكرانية الموسعة، وضح بالملموس خطورة المخطط الاستعماري الجديد، الذي تقوده أمريكا ضد روسيا ومحاولاتها البائسة عبر المساهمة الأخيرة رغم رفض الأمريكيين  للدعم الجديد، الذي يتجاوز مبلغ 14 مليار لأوكرانيا، يكشف بالملموس على أن من يريد إشعال الحرب العالمية الثالثة ليس هو روسيا، بل الغرب بقيادة أمريكا، التي لا تهمها التهديدات الروسية بضرب من يدعم أوكرانيا بالأسلحة النووية، وبأن الدعم العسكري أصبح يشكل أهدافا مشروعة لروسيا في الوقت الراهن .. لذلك، نقول في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن الحرب العالمية الثالثة ستكون أمريكا مسؤولة على توسيعها، وهي الخارجة من الهزيمة في أفغانستان، كما تابعها الإعلام الأمريكي والعالمي، ولن يستفيد المواطن الأمريكي من ذلك، بقدر ما يطالب بتقليص تداعيات هذه السياسة للديمقراطيين الذين يحفرون مبكرا هزيمتهم في الانتخابات المقبلة

إن المهتم بالقضية الأوكرانية المحايد، سيكتشف بسرعة خطورة التصعيد الغربي، الذي يدفع الشعب الأوكراني اليوم مضاعفاته، والذي يحارب بالوكالة عن هذا الغرب، مقابل الدعم وتوفير الأسلحة والمشاركة الفعلية في المواجهة العسكرية، الذي ينخرط تدريجيا في هذه الحرب القذرة، التي تتحول إلى حرب ثورية يمكن أن تطال اليابس والأخضر، وأن تهدد العالم لعقود بالرغم من كل الدعوات  التي يختبئ وراءها المشجعون لاستمرار الحرب وامتدادها المتوقع على ضوء مساهمة الغرب بالأسلحة والمواقف المشجعة على استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا .. ويا ليت عقلاء أوكرانيا في سلطهم التشريعية انتبهوا إلى مخاطر المغامرة التي يمولها الغرب، من أجل القضاء على ما تبقى لهم في هذه الحرب الغير متكافئة عسكريا مع روسيا، والتي سيستغلها الغرب وأحزابه العنصرية والنازية في صب المزيد من النار عليها، كما حدث منذ نهاية الحرب النازية مع الاتحاد السوفياتي

إن اتساع رقعة جغرافية الدول المعادية لروسيا، التي تصل إلى 41 دولة تكتشف بالملموس ما تريده من نزاعها مع روسيا، التي لا تطالب إلا بحياد أوكرانيا وضمان سلامة الأمن القومي الروسي من صواريخ أمريكا وحلف النيتو، الذي لم يتحرر من دوافع الحرب الباردة في الثمانينات، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي، وقد تحولت الثورة البرتقالية من أوكرانيا إلى وسيلة الغرب اليسار الاشتراكي وتحرير البلاد من سلطته بعد نجاح الثورات في الدول التي كانت تحت نفوذ الروس

نعم، للانتقادات الموجهة للنظام الروسي المرتبطة بسياسة الديمقراطية وحقوق الإنسان، التي تؤكد استمرار التخلف في التطور السياسي الداخلي لروسيا .. لكن، حصارها الغربي والخوف منها امتداد لما عانى من ذلك النظام الروسي في عهد الاتحاد السوفياتي، الذي ضربه الغرب وفكك دوله خوفا من نظامه الشيوعي الشامل .. ونظن في العالم الثالث، أن دفاع روسيا عن أمنها القومي من نشر الغرب لصواريخه النووية على حدودها، يستدعي المقاومة والمواجهة من الدولة الروسية، التي قد تضطر إلى استعمال أسلحة الدمار ضد الغرب، الذي يستعمل أوكرانيا كواجهة ودولة محاربة بالوكالة عنه ضد روسيا، ولا يتأخر في الإعلان عن دعمه العسكري وتواجده الفعلي في الحرب ضد روسيا، دون مراعاة للتكاليف الباهضة التي سيدفعها العالم في حالة استمرار هذه الحرب المجنونة، التي قد تفرض على القيادة الروسية استخدام كل الأسلحة المتطورة التي تملكها دفاعا عن وجودها وأمنها واستقلالها 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق