كتب ذ. يوسف الإدريسي

لعل المتتبع للشأن السياسي والنقابي بإقليم اليوسفية سيطرح مجددا سؤالا جوهريا حول أسباب ومسببات تراجع الحضور الجماهيري لتخليد اليوم العالمي للعمال، مقارنة مع سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي .. إذ، اختارت إطارات نقابية محلية المشاركة في تظاهرات فاتح ماي 2023 خارج تراب الإقليم، بينما فضلت أخرى تنظيم مهرجانات خطابية داخل مقراتها، باستثناء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي التزمت بتنظيم مهرجان خطابي، تحت شعار:

 لا لتدمير القدرة الشرائية والمس بمكتسبات التقاعد والإخلال بالاتفاقات الاجتماعية

 وقد ختم المتظاهرون احتفالاتهم بمسيرة تضمنت العديد من الرسائل والقضايا المحلية والوطنية

ودعا المسؤولون الكونفدراليون في كلمتهم أثناء المهرجان الخطابي إلى ضرورة التراجع الفوري عن الزيادات الملتهبة في الأسعار، والعمل على تسقيف المحروقات .. مطالبين بفرض احترام الحريات العامة، وتنفيذ اتفاق 30 أبريل 2022 التي تملصت منه الحكومة

ولم يُفوّت الكاتب الإقليمي للكونفدرالية فرصة استنكاره لبعض السلوكات البيروقراطية، التي ترمي إلى استمرار انتهاك بنود مدونة الشغل بعدم احترام الحريات النقابية والحد الأدنى للأجور، والتغطية الصحية والتماطل في الالتزام بالاتفاقيات المبرمة مع المكاتب النقابية، وانتهاج أسلوب الطرد والتوقيف، عمال شركة أوزون  نموذجاوتجدر الإشارة، إلى أن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل باليوسفية قد أعلنت استنكارها الشديد إزاء إجبار السلطات المحلية على تخصيص وحصر المشاركة في مسيرة فاتح ماي على العمال فقط، مع تضمين ذلك في محضر مشترك لاجتماع تم عقده ما بين السلطات الإدارية والأمنية وممثلي النقابات لتأمين السير والجولان بالشوارع، مما جعل القياديين الكونفدراليين ينسحبون من الاجتماع المذكور، ويرفضون التوقيع على محضره