اليوسفية – ذ. يوسف الإدريــــسي

تتذكرون يوم 14 مارس 2024 حين نشرت رئيسة جماعة اليوسفية منشورا تقول فيه بالحرف؛ إن مدينة اليوسفية ستشهد شهر أكتوبر من نفس السنة انطلاق أشغال مشروع بناء معهد عال للتكنولوجيا مكان المعهد الحالي الذي سيتم هدمه، ويضم 15 شعبة في التكوين العالي وطاقة استيعابية ستبلغ في البداية 600 طالب وطالبة، وقسما داخليا سيوفر 200 سرير وملعب ومرافق أخرى، كل ذلك بمبلغ 5 مليار سنتيم

والحال، أن شهر أكتوبر انقضى ومعهد التكنولوجيا القديم لازال في مكانه ولم يهدم، بل هو مستمر في تكوين طلبته كما كان في السابق، أيضا المذكرة الاستثمارية الجهوية لم تذكر هذا المشروع كما لم تذكر كلفته الاستثمارية البالغة خمسة ملايير، وفق تعبير السيدة الرئيسة التي لم تكلف نفسها لتوضيح حيثيات عدم انطلاق المشروع، طالما هي ذاتها من نشر الخبر على صفحتها الفايسبوكية

صحيح، أنها ليست المرة الأولى التي تخرج فيها السيدة الرئيسة لتبشر ساكنة اليوسفية بمشروع مفترض، قبل أن يتبخر المشروع وتزول معه افتراضيته .. لكن، وفي كل الأحوال، يمكن للسيدة الرئيسة أن تستمر في نشر أخبار مشاريع من ورق وتصوير المدينة فوق الورود .. ويمكن، أيضا لفريق أغلبيتها أن يصوتوا للميزانيات والمشاريع دون أن يطلعوا عليها، في محاولة لشرعنة السراب .. غير، أن الحقيقة المؤلمة هي أن مدينة اليوسفية تحتاج إلى إرادة سياسية وليس إلى بروباغاندا انتخابية تختزل مشاريع التنمية في منشورات هي أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع .. هي حتما مدينة في حاجة إلى من تنسجم أقواله مع أفعاله، حتى لا ينخدع الرائي إلى السراب