أخبارللمستقلة رأي

الإعلامية سناء رحيمي والواقع “مار” ..!


في حلقة تلفزيونية حديثة، أثارت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وعمدة مراكش، جدلا واسعا بعدما تكررت منها عبارة «واقع مار» بدل «واقع مر» التي تعني واقعا سيئا جدا

هذا الخطأ اللغوي لم يلق أي تصحيح من الإعلامية سناء رحيمي، التي كانت تدير الحوار، ما يعد إهمالا واضحا لمهام الإعلام المهنية ومسؤولياته في ضمان دقة المحتوى المنقول، ما اعتبر تقصيرا إعلاميا وخللا في المهنية

عدم تدخل الجريئة سناء رحيمي للاهتمام بدقة التعبير فتح الباب أمام الكثير من السخرية والانتقاد على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن ذلك يعكس تقاعسا إعلاميا لا يتناسب مع الدور التوعوي المفترض بها، لأن هذا التجاهل جاء في وقت تحتاج فيه الساحة الإعلامية المزيد من الدقة والوضوح، خصوصا وأن موضوعات الحلقة كانت تتناول قضايا حساسة، إضافة إلى أن العبارات غير الصحيحة أو ذات الدلالة السلبية دون توضيح يمكن أن تزرع انطباعات خاطئة وتزيد من الاحتقان، وتضعف ثقة الجمهور في الإعلام

من هنا، يجب على الإعلاميين أن يكونوا صوت العقل في النقاشات، وأن يصححوا الخطأ اللغوي أو التعبيري لتجنب سوء الفهم أو التضليل، لا سيما عند نقل تصريحات شخصية حكومية في برنامج مباشر، لأن الإعلام، باعتباره صانعا للرأي والمؤثر الأبرز في تشكيل الرؤى، لا يجوز له أن يمرر مثل هذه الأخطاء دون موقف أو توضيح

على إثر هذه التجاوزات التي تضعف ثقة الجمهور في الإعلام وتفسح المجال أمام موجات السخرية والانتقاد التي تؤثر سلبا على سمعة القطاع ككل، نرجو أن يتسع صدر الزميلة سناء إن وجهنا  لها اللوم، ليس فقط لأنها لم تصحح الكلمة، بل لأنها تمثل حالة من اللامبالاة المهنية في تحمل مسؤولية الإعلام كمنصة تفاعلية تستدعي التنبيه وتصحيح مسار النقاش

ختاما، لابد من أن تكون هذه الواقعة جرس إنذار لكل الإعلاميين، ودرسا لهم للانتباه للتفاصيل الصغيرة التي تعزز مصداقيتهم؛ فالاهتمام بالتفاصيل اللغوية والمضمونية ليس ترفا، بل ضرورة مهنية وأخلاقية تحفظ مصداقية الإعلام وتساعد على بناء حوار عام جاد و واع يعكس مصالح الوطن والمواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق