
ضرورة إعادة الوعي الإعلامي لمواجهة تحديات الإعلام الرقمي في الوطن

يتحتم على أصحاب الإعلام الرقمي أن يتوقفوا فورا عن خوض الحروب والانتقادات العشوائية التي توجه في كل الاتجاهات، لكي يستعيد الطابور الخامس وعيه ويصحح أخطاءه التي تتفاقم باستمرار .. الوطن ومقدساته أكبر من أن تختزل في ترهات ومواقف معارضة لا تخدم سوى حالة الانقسام، بل تزيد من تعقيد المشهد الإعلامي وتعمق أزمة الفرقة
لا بد من إدراك أن هذه السلوكيات لا تساعد على تطور الإعلام، ولا تسهم في صيانة حريته واستقلاله، خاصة في ظل الواقع المتأزم الذي يعيشه القطاع اليوم، حيث يمر الإعلام بمحطة حساسة تستدعي تكامل جهود العاملين فيه، من أجل حوار مفتوح وبناء، يتجنب التصعيد والصراعات المفتعلة التي لا تخدم الوطن
إن غياب الإصلاح الحقيقي للقطاع، وافتقاد وزير التواصل للرؤية الواضحة القادرة على تعبئة العاملين وتوجيههم نحو اقتراح حلول فعالة، جعل الإعلام يواجه تحديات متزايدة وتعقيدات متلاحقة .. لذا، بات من الضروري إطلاق مبادرات جادة لإعادة ترتيب البيت الإعلامي، وتعزيز المهنية والنزاهة، وتأهيل الإعلاميين لمواجهة تحديات العصر الرقمي بأساليب عقلانية ومتوازنة تحقق المصلحة الوطنية العليا
نجاح الإعلام في أداء رسالته يشكل ركيزة أساسية للديمقراطية والحريات، وهو ما يقتضي من الجميع-السلطة، والإعلاميين، والجمهور- العمل الجماعي المسؤول لتجاوز سقف الانتقادات الشخصية واعتماد خطاب وطني جامع يوحد ولا يفرق
في الختام، تدعو النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة كافة الإعلاميين الرقميين والمشتغلين في المجال الى التوقف عن الانتقادات العشوائية والاحتكام إلى خطاب مهني ومسؤول يساهم في إصلاح القطاع ويعزز مكانة الإعلام كركيزة للديمقراطية والحريات، والعمل على إعادة ترتيب البيت الإعلامي، وتعزيز المهنية، وتأهيل العاملين فيه لمستقبل رقمي متطور يخدم الوطن بأعلى درجات النزاهة




