حوارات

على هامش الملتقى الإعلامي الأول بإقليم الرحامنة النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة تجيب على أسئلة جريدة سطاديل بريس

QAR

 

أجرى الحوار / عبد اللـه الشطيبي 

في إطار فعاليات الملتقى الإعلامي الأول، المنظم من قبل جريدة عالم بريس، والفرع الإقليمي للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة بإقليم الرحامنة، يومي 30 و 31 مايو 2014، تحت شعار: ” الإعلام المحلي بين الكائن والممكن “، كان للأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في شخص أمينها العام حوارا مفتوحا مع جريدة “سطاديل بريس” حول مجموعة من القضايا التي تخص النقابة في الهوية والمرجعية القانونية والأهداف .. لم تتردد الأمانة العامة في الاستجابة لها من خلال أجوبة السيد الأمين العام عنها، انسجاما مع القيم التي توجه النقابة في تواصلها مع محيطها الاقتصادي والاجتماعي، والتي توجه كافة أطرها ومناضليها على جميع المستويات، وفي أفق إبراز الخلفيات التي تؤطر نضالها من أجل عموم الفاعلين في القطاع الإعلامي بكافة وسائله .. المكتوبة .. المسموعة .. المرئية والالكترونية، وفيما يلي ملخصا لهذا الحوار، الذي قاده الزميل عبد اللـه الشطيبي، مدير الجريدة مع الأستاذ فريد قربال، الأمين العام للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة.

 ماذا تبتغي هذه النقابة من الدولة والمجتمع، أو بالأحرى ما الهدف من تأسيس نقابتكم  ..؟

* النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، كائن نقابي مشروع، ولا يختلف في شرعية وجوده القانوني عن بقية النقابات، التي تؤثث المشهد النقابي الوطني .. وهذه النقابة، ولدت لتكون أداة قانونية للسهر وصيانة حقوق كافة العاملين بالمهن الإعلامية من جهة، ولممارسة دورها في تنوير المجتمع، الذي تنتمي إليه، والتعبير عن انشغالاته وتطلعاته، والارتقاء بالمنتوج الإعلامي لكي يمارس وظائفه كنبض للمجتمع، وكسلطة رابعة حقيقية وفاعلة .. وبالتالي، تكون هذه النقابة إطار مؤسساتي دستوري لترجمة وتفعيل مهامها في الحرص على حقوق ومصالح المنتمين إليها، وتكريس دورها المجتمعي في إطار النظام السياسي الدستوري الوطني القائم.

جعلتم على رأس نقابتكم أمانة عامة، على شاكلة الأحزاب السياسية، وليس كنقابة، كما هو مألوف لدى المنظمات الغير حكومية، هل هو حنين مفقود في مسار سياسي طويل، أم هذا الاسم جاء عفويا ..؟

* نعم، جعلنا على رأس نقابتنا المستقلة للصحافيين المغاربة، أمانة عامة، كما هو قائم في الأحزاب السياسية، ليس من أجل التقليد النمطي في تدبير الشأن النقابي، ولكن في سبيل إبراز مقومات القيادة الجماعية المتسمة بروح الفريق، المعبر عن الإرادة الجماعية لكل المنخرطين في النقابة، وأيضا من أجل تحصين الإدارة الجماعية، والقطع النهائي مع المضمون المتخلف الذي يحصر ويطوق الإرادة الجماعية في نهاية المطاف في سلطة الأمين العام للنقابة، الذي ينتهي بفرض الممارسة التدبيرية المستبدة والسلطوية السائدة في المشهد السياسي والنقابي والمدني، وهذا مما جعل منظورنا التنظيمي في هذا الاتجاه المغاير والمختلف مع المنظور السائد الآن، إلى جانب تكريس شرعية الممارسة التدبيرية الديمقراطية في نهاية المطاف.

 في ملتقى ابن جرير بإقليم الرحامنة، كان حضور الأمناء الجهويين والإقليميين بارزا، ومن ربوع المملكة، ومن أقاليم بعيدة، كوجدة .. تطوان .. فاس .. كلميم .. تارودانت وغيرها، ما القصد من هذا التوافد على ابن جرير بالضبط   ..؟

* ليس في حضور مناضلي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، من جميع الأقاليم ما يثير الدهشة والفضول أو الاستغراب، فهذا الحضور تلقائي وتواصلي في نفس الوقت، ويترجم منظور النقابة إلى الفعل النقابي الجماعي المنتج والمواكب للواقع، والمجيب على انتظارات الفاعلين، والمكرس لحق مكونات النقابة في الحضور، وتقديم القيمة المضافة، التي يتطلع إليها عموم الفاعلين الإعلاميين، وهو أيضا يعكس روح التنافسية بين مكونات النقابة في إطار الجهوية الموسعة، التي يجري الترتيب لتفعيلها في المجتمع المغربي، وكذلك لتكريس اللامركزية التنظيمية كبديل عن سلطة المركز على الفروع، وأخيرا لتقوية روابط التواصل والتفاعل والحوار بين مناضلي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة باستمرار.

 نقابتكم تبدو متميزة لحد الساعة لشيء واحد لا غير، وهو الانفتاح والتواصل والتشارك في القرار مع باقي الفروع الوطنية، هل هو مبدأ أم مجرد استراتيجيه مرحلية  ..؟

* ليس في الأمر ما يفيد أن اشتغال الفروع الجهوية والإقليمية المنضوية تحت لواء النقابة، وحضور الجميع فيها أنه مجرد استراتيجية مرحلية، وإنما راجع بالأساس إلى المضمون القانوني، والتوجه النقابي الذي تسعى النقابة إلى تكريس شرعيته في المشهد النقابي، كما سبقت الإشارة إليه في مرجعية هذه النقابة، وهو ترجمة الرهان على الفعالية والإنتاجية والحكامة الجيدة، والمقاربة التشاركية الحقيقية والفاعلة، وهذا ما يمنح التميز التنظيمي للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة حقيقة وليس خيالا، وهو ما يقوي الرقابة الذاتية للقواعد على القيادة الوطنية، التي تدبر شأن النقابة فيما بين مؤتمراتها الوطنية، كما هو منصوص عليه في قانونها الأساسي، ويترجم سلطة القاعدة كمصدر للتشريع وصناعة القرار، ويحد من السلوكات الفردية والفئوية والسلطوية.

 النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عمرت طويلا، ولم تقدم شيئا للصحافيين، غير الكلام والتصريحات للاستهلاك، هل لكم تصورا في المستقبل النقابي المغربي ..؟

* أترك الجواب عن هذا السؤال لكم، فيما يتعلق بأداء النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بما في ذلك وجهة نظركم النقدية بخصوص ما حققته لعموم الصحافيين، وبنفس الحق، نقول إن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ستكون مطالبة بإعطاء الحسابات عن ما هو منتظر من وجودها في المشهد النقابي الوطني، ولن نتسرع في الإجابة عن ذلك، ونترك لكم الحق في تقييم أدائها والاستجابة لانتظارات أمة الصحافيين، وللإشارة فقط، أن عملية تقييم الأداء بالنسبة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، مطروحة باستمرار، ولا ترى الأمانة العامة أي مانع في هذا التقييم إن كان سيحرض النقابة على المزيد من العطاء، وسيسمح لها بمعالجة الاختلالات والتجاوزات والأخطاء باستمرار.

 ما هي توجهاتكم الكبرى وأنتم على رأس هذه النقابة، وما هي أدوات عملكم  ..؟

* طموحات الأمانة العامة بسيطة، ولا يتجاوز حلم جميع منخرطيها وأنصارها في أن تكون هذه النقابة قوة اقتراحية ونضالية حقيقية في المشهد النقابي والسياسي والمدني، وأن تكون أداة فعالة في حماية مصالح وحقوق منخرطيها القانونية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، ومكرسة لدورها التنظيمي والنضالي الديمقراطي والحداثي، إلى جانب شركائها في المجتمع، ووفق هذه المبادئ، سواء في الارتقاء بمصالح المهنيين الإعلاميين، أو في الدفاع عن حقوقهم، وفي محاربة الفساد والانتهازية في جميع أنماط السلوكات الإعلامية، وتلبية مطالب الجميع في الإعلام المهني والمواطن والديمقراطي، وأخيرا دسترة الصحافة كسلطة رابعة في نظامنا الدستوري، وهذا ما نعتقده حلم وطموح كل منخرطي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، وأدوات عملنا هي مختلف الوسائل المتاحة لنا الآن، وهي كما تعرف بسيطة ولا ترقى إلى ما نتطلع إليه، والأمل في أن تكون في مستوى الأهداف التي توجه نضالنا النقابي على جميع المستويات، بعيدا عن استنساخ أنماط التدبير النقابي والحزبي التقليدية، التي لا تساعد على المشاركة الفردية والجماعية، ولا تقوية الحماس في أداء المهام وترجمة الأهداف، هذا هو حلم كافة الإعلاميين، حتى الذين يختلفون معنا في الانتماء النقابي، وسنكون سعداء، إذا ما كان لنا شرف تحريض المجتمع الإعلامي على التفكير والإبداع، وعلى الرفع من المردودية التلقائية، ليس فقط في المجال النقابي، ولكن في الممارسة الإعلامية أولا، التي يتطلع إليها عموم المواطنين، كأداة للدفاع عنهم إلى جانب باقي المؤسسات الدستورية، وفي أن تكون الصحافة كسلطة إعلام مواطن ومسؤول، وفاعل مدني حقيقي لتحقيق التراكمات في جميع المجالات .. وبالتالي، فهذه النقابة هي مشروع المستقبل، الذي يجب أن يساهم الجميع في إغنائه وتطويره وتحصينه في أفق أن تكون قادرة على إنجاز ما يطلب منها لصالح الإعلاميين على اختلاف مواقعهم .. ونظن أن الطموح مشروع إن كان صاحبه مؤمنا بما يوجه هذا الحلم، وما يمكن أن يقوم به حتى ترجمته في الآخير، وستكون قمة هذا الحلم بالنسبة لمنخرطي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في النجاح في أداء الدور المطلوب منها في الحماية القانونية، وتكريس أخلاقيات المهنة، والتكوين المستمر، وإشاعة الثقافة التنويرية الحداثية في صفوف مكوناتها وفي المجتمع.

وفي الختام، تأكدوا أن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا توجد في المشهد النقابي الوطني إلا مجرد شريك فاعل إلى جانب باقي المكونات الأخرى، وأملها في تحقيق المصالح العليا لعموم الفاعلين من خلال العمل المشترك لفائدة الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق